عتريس الذى فقد هيبته
هناك لحظات فارقة في التاريخ الإنسانى تعتبر نقاط تحول فارقة في ظهور وأفول الدول الكبرى أو العظمى، ليس متاحا للجميع أن يحياها بحكم قصر عمر الإنسان ودورات التاريخ التى تستغرق فى معظم الأحيان ردحا من الزمن
قدر لجيلى الذي عاش فترة صعود وهبوط القومية العربية بانتصاراتها وانتكاساتها وعالم القطبية الثنائية، ثم أفول وتفكك الاتحاد السوفيتي.. وما ترتب على ذلك من إختلال فى موازين القوي باستفراد أمريكا كقطب أوحد ووحيد
كان العرب أكثر الخاسرين منه ودولة العدو الإسرائيلي أكبر الرابحين.
فى التسعينات من القرن الماضي ضربت العراق في أكبر عدوان شهده التاريخ المعاصر على قطر عربي، ثم احتلت بعد ذلك لمدة ثلاثة عشر عاما، وفرض حصار على أكثر من دولة عربية وكانت تلك السنوات العجاف سلسلة متصلة من الكوابيس المخيفة.
لم يكن لجيلى الذى عاش كل تلك الانكسارات أن يحلم بأفول أو تراجع أمريكا لكن وكما قال الشاعر: وتقدرون فتضحك الأقدار..
اقول هذا بعد أن قرأت بيان البيت الأبيض الأمريكي الذى يهدد الدول العربية التى أعادت سوريا للجامعة العربية فى خطوة أثبتت قدرة الأمة العربية على الفعل متى صح منها العزم.
تذكرت على الفور الفيلم الشهير شئ من الخوف وأفول نجم عتريس الذى ظن أن سطوته باقية وأن كل أعوانه مخلصين لكنه صدم بالواقع المرير.. العتريس الأمريكي تحول لنمر من ورق لا يخيف أحد بعد أن أفل نجمه وخرج من أفغانستان والعراق خروجا مذلا مهزوما.
