رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى تأسيسه، قصة إنشاء بنك مصر من محمد علي لـ طلعت حرب

بنك مصر، فيتو
بنك مصر، فيتو

بنك مصر، في مثل هذا اليوم من عام 1920 جرى تأسيس بنك مصر، على يد الاقتصادي المصري طلعت حرب برسالة هي استثمار المدخرات القومية وتوجيهها لتسريع النمو الاقتصادي والاجتماعي.

 

قصة إنشاء بنك مصر 

كانت فكرة إنشاء بنك مصري وطني حلما يراود الكثيرين منذ أيام محمد علي باشا، فبالرغم من أن محمد علي قبل وفاته أمر بإنشاء مصرف برأس مال قدره 700 ألف ريال، إلا أن مشروع المصرف انهار كسائر مشروعات والي مصر عندما أصابه المرض بعد أن ضاعت ثمرة حروبه عليه نتيجة التواطؤ الدولي  لحصار قوته.

Advertisements

 

عادت فكرة مصرف مصر إلى الحياة، بعد أن دعا إليها أمين شميل في مقال له في 26 أبريل 1879 في جريدة التجارة، واجتمع على أثر ذلك عدد من أعيان مصر، غير أن الخلاف الذي نشب بين الجمعية الوطنية المصرية التي أنشأها الخديوي إسماعيل وبين الخديوي والتي وقعت في أعقاب اندلاع الثورة العرابية أعاق إتمام الفكرة.

 

ويحكي صديق عرابي الشهير «مستر بلنت» في مذكراته عن الثورة العرابية عن عزم عرابي إنشاء «مصرف تسليف» للفلاحين لولا أن الاحتلال داهم الحكومة العرابية وقضى المشروع.

 

ثم عادت فكرة مصرف مصر إلى الظهور عندما بدأ «عمر لطفي بك» عضو الحزب الوطني ووكيل كلية الحقوق في إلقاء محاضرات في نادي المدارس العليا ابتداء من اليوم الأول في نوفمبر 1908 عن نظام التعاون والتسليف في ألمانيا وإيطاليا.

 

لكن الفكرة عانت من الخلاف بين التيارات التقدمية والرجعية، ولم تنجح الفكرة مجددًا إلا مع مجهودات طلعت حرب الذي بدأ بطرح الفكرة في بعض خطبه.

 

وعقب انعقاد المؤتمر المصري الأول في 29 أبريل 1911 انتهز طلعت حرب اجتماع أعيان البلاد وكبرائها وعرضت لجنة المؤتمر فكرة إنشاء مصرف مصري، وقرر المؤتمر بالإجماع وجوب إنشاء مصرف مصري برؤوس أموال مصرية.

 

كما قرر اختيار طلعت حرب السفر إلى أوروبا لدراسة فكرة إنشاء المصرف بعد عمل دراسة كافية عن المصارف الوطنية وأسلوب عملها في الدول الأوربية، فلما صدر كتاب طلعت حرب بعد هذا، آمن كل مصري بالفكرة التي يدعو لها وإلى تنفيذها، لكن الحرب العالمية الأولى التي أعلنت في 4 أغسطس سنة 1914 أدّت إلى تأجيل فكرة المصرف لأكثر من 8 سنوات، وعادت من جديد الدعوة لإنشاء المصرف بعد قيام ثورة 1919.

 

أقنع طلعت حرب مائة وستة وعشرين من المصريين بالاكتتاب لإنشاء المصرف، وبلغ ما اكتتبوا به ثمانون ألف جنيه، تمثل عشرين ألف سهم، أي أنهم جعلوا ثمن السهم أربعة جنيهات فقط، وكان أكبر مساهم هو عبد العظيم المصري بك أكبر أعيان مغاغة، الذي اشترى ألف سهم.

 

مرسوم تأسيس شركة بنك مصر 

وفي الثلاثاء 13 أبريل 1920 نشرت الوقائع المصرية الجريدة الرسمية للدولة، مرسوم تأسيس شركة مساهمة مصرية تسمى «بنك مصر» كان قد تم قبل ذلك عقد تأسيس الشركة بين ثمانية من المائة والستة والعشرون مساهمًا جميعهم مصريون، وحرر بصفة عرفية في 8 مارس 1920.

 

ثم سجل في 3 أبريل أي بعد أقل من شهر وهؤلاء الثمانية هم: أحمد مدحت يكن باشا، يوسف أصلان قطاوي باشا، طلعت حرب، عبد العظيم المصري بك، الدكتور فؤاد سلطان، عبد الحميد السيوفي أفندي، اسكندر مسيحه أفندي، عباس بسيوني الخطيب أفندي.

 

ونص عقد الشركة الابتدائي على أن الغرض من إنشاء البنك هو القيام بجميع أعمال البنوك، من خصم وتسليف على البضائع والمستندات والأوراق المالية والكامبيو والعمولة، وقبول الأمانات والودائع، وفتح الحسابات والاعتمادات، وبيع وشراء السندات والأوراق المالية، والاشتراك في إصدار السندات، وغير ذلك مما يدخل في أعمال البنوك بلا قيد أو تحديد.

 

كما نص العقد على أنه يجوز زيادة رأس المال بقرار من الجمعية العمومية للمساهمين، على أن يقوم بإدارة الشركة أو المصرف مجلس إدارة مكون من تسعة أعضاء على الأقل ومن خمسة عشر عضوًا على الأكثر تنتخبهم الجمعية العمومية.

 

وفي 10 مايو 1920 تم افتتاح البنك رسميًا، وألقى طلعت حرب خطبة في دار الأوبرا المصرية بمناسبة بدء أعمال بنك مصر، وكان أول مقر له في شارع الشيخ أبو السباع، وبدأت رحلة بنك مصر في تمصير الاقتصاد المصري والقيام بدور كبير في ذلك، وأدت سياسته إلى الكثير من التطورات التي شوهدت في الاقتصاد الوطني والتي كانت مرتبطة إلى حد كبير بنشاط بنك مصر وشركاته أو كانت تمثل نتيجة من نتائجه·

 

 

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية