رئيس التحرير
عصام كامل

عيد العمال أم عيد التوك توك

كنا في أول مايو من كل عام نحتفل بعيد العمال، خاصة عمال المهن الحرفية واليدوية أبرزها مهن المعمار سواء نجار المسلح والبناء وصنايعي المحارة والنقاش والكهربائي ومبلط والنجار.. الخ.. للأسف غالبية من يمتهون هذه المهن تحولوا بفعل فاعل إلى سائقي توك توك بعد أن تسببت قرارات الحكومة في خراب بيوتهم بإصدار قانون اشتراطات البناء، الذي تسبب في توقف أحد أهم القطاعات الاقتصادية في الدولة.

 

منذ إصدار هذا القانون أصبح ما يزيد عن 8 ملايين عامل تندرج تحت فئة العمالة غير المنتظمة وأغلبهم يعملون في قطاع البناء والتشييد، توقفوا عن العمل بعد أن توقفت حركة البناء، فتحول معظمهم الآن إلى مهن أخرى أبرزها سائقو توك توك. 

 

الأمر لم يتوقف عند العمال بمهن المعمار فقط، بل امتد ليطول شركات المقاولات ومصانع الحديد والأسمنت والطوب والسيراميك والرخام والحجر والدهانات ومواد البناء ومواد السباكة وأدوات الكهرباء ومحاجر ومشاون الزلط والرمل، وغالبية المهن المتداخلة بقطاعات البناء والعقارات.

 

3 سنوات مرت على إصدار هذا القانون المُعطل لحركة الاقتصاد الداخلي، توقفت معها ملايين من الآيدي العاملة، ومازال عُمال وصنايعية مهن المعمار ينتظرون الفرج، ومع تفاقم أوضاعهم المادية أتجهوا للعمل في وظائف أخرى على أمل إيجاد قوت يومي لأولادهم، ومنهم سائقين  لمركبات توك توك التي اكتظت بها الشوارع وتكدست بها الطرق الرئيسية والفرعية. 

 

لا أعلم من المستفيد من هذا القانون الظالم الذي تسبب في توقف أغلب الأنشطة الاقتصادية والصناعية التي تقوم على أعمال المقاولات، وتسبب في توقف مصدر الرزق الوحيد لقطاع واسع من الحرفيين والعمال، غالبيتهم لا يملكون قوت يومهم في ظل هذه الظروف الاقتصادية الطاحنة.

وبعد كل هذه المعاناة ترغبون في أن يحتفل هؤلاء العمال بعيدهم، أين هؤلاء العمال الذين سيحتفلون بعيدهم وهم يصارعون أمواج الحياة.. ببساطة أصبح لا يوجد عمال حقيقيين تحتفلون بهم، فغالبيتهم أصبحوا سائقي توك توك أو يعانون البطالة، لذا أقترح عليكم أن تحتفلوا بـعيد التوك توك.

الجريدة الرسمية