رئيس التحرير
عصام كامل

الذكرى الـ 25 لرحيل شهريار الشعر العربى نزار قبانى

شاعر المرأة والحب
شاعر المرأة والحب نزار قبانى

الشاعر نزار قباني شغل الناس في النصف الثاني من القرن العشرين، ولم تزل أشعاره ورسومه وصوره وألوانه تنتشر في كل مكان من ثقافتنا العربية وتنتقل من جيل إلى جيل، وكان المعبر الحقيقي عن تناقضات خطاب العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، ونسف بكل جرأة وشجاعة جملة من التقاليد التي ألفها الناس منذ أزمنة طويلة.


كان شاعرا حرا ومتمردا في ما يقوله بشأن أهم ما شغل البال العربي، والتفكير، والجوارح، والمشاعر والأحاسيس، من جانب وكل المحرمات والمنكرات والحلال والحرام من جانب آخر، أما قضية المرأة فوجد نزار قبانى فيها ضالته، واعتبره الأهم في هذا الوجود.

 

شهريار الشعر العربى 

ولد نزار قباني في حي مئذنة الشحم في"دمشق" بسوريا، لأسرة دمشقية عام 1923، تربى في عائلة أدبية، فجده هو "أبو الخليل القباني" أحد رواد المسرح العربي كما تعلم الشعر من أبيه، وكان لعمه أثر نفسي لدى نزار في حب الفن.

درس الحقوق بالجامعة السورية، وعرف بشهريار الشعر العربى وشاعر الحب والمرأة وابن أمه المدلل، ورحل في الثلاثين من ابريل 1998  في الـ 75 من عمره.

 

كانت هناك علاقة من نوع خاص بين نزار قبانى ووالدته، حيث كان مرتبطا بها بشكل كبير لدرجة أنه لم يفطم من الرضاعة إلا في سن السابعة من عمره، وأطعمته بيدها حتى سن الثالثة عشر، وبعد أن التحق نزار بعد تخرجه بالعمل الدبلوماسي كانت ترسل له الطعام إلى مدريد كما يروي نزار قبانى فى ذكرياته.

 

شاعر المرأة والحب

عاش نزار قباني حياة مليئة بالكثير من اللحظات الدرامية في المقام الأول حياة تحوي على عدد كبير من المفاجآت والصدمات الذي كان لها أثر عميق في نفسه وفي مؤلفاته، وجاءت الصدمة الأولى بانتحار "وصال" شقيقته بعد إجبار أهلها لها على الزواج من رجل لا تحبه، مما ترك فيه نزعة تعاطف كبير للمرأة، وساعده هذا الحادث لاحقًا في تكوين مفهوم عن صراع المرأة لتحقيق ذاتها وأنوثتها وظل يكتب عنها حتى لقب بشاعر المرأة.

وجاء رحيل نجله "توفيق" عام 1973 وكان طالبًا بكلية طب جامعة القاهرة في السنة الخامسة، مما تركت الأثر الكبير في حياته، وقد نعاه بقصيدة "الأمير الخرافي توفيق قباني".

نزار قبانى مع حبيبته بلقيس 

وتوالت الصدمات فتزوج نزار مرتين، زوجته الأولى كانت ابنة خاله "زهراء آقبيق "وتوفيت عام 2007، أما زواج الحب في حياته هو زواجه الثانى فكان من "بلقيس الراوي" التقى بها في أمسية شعريّة في بغداد لكنها لقيت حتفها أثناء الحرب الأهلية اللبنانية في حادث انتحاري استهدف السفارة العراقيّة في بيروت حيث كانت تعمل عام 1982 ورثاها نزار بقصيدته الشهيرة "بلقيس" التي قال فيها إن الجميع كان لهم دور بقتلها وقد أنجب منها ابنيه عمر وزينب ولم يتزوّج بعدها حتى وفاته.

 

أول ديوان قالت لى السمرا ء

أصدر أول دواوينه عام 1944 بعنوان “قالت لي السمراء”، وله دواوين أخرى منها: كل عام وأنت حبيبتي، أحبك أحبك والبقية تأتي، خمسون عامًا في مديح المساء، أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء، سيبقى الحب سيدي، الرسم بالكلمات، كذا أكتب تاريخ النساء، قاموس العاشقين، قصيدة بلقيس، الحب لا يقف على الضوء الأحمر، أشعار مجنونة وغيرها حتى بلغت حجم إبداعات نزار قبانى ومؤلفاته  خلال نصف قرن 35 ديوانا.


ومن أروع القصائد التى غناها له مطربى الوطن العربى “قارئة الفنجان، رسالة من تحت الماء، أصبح الآن عندي بندقية، صباحك سكر، أيظن، لا تسألوني ما اسمه حبيبي، قولى أحبك قولى وغيرهم.

 

عندى خطاب عاجل إليك 

كوكب الشرق "أم كلثوم" تغنت بقصيدتين من روائع نزار، غلب عليهما الحس الوطني، فكانت أولهما عقب نكسة عام 67 بـ"أصبح عندي الآن بندقية" من ألحان محمد عبد الوهاب، والثانية كتبت في رثاء الرئيس عبد الناصر، بعنوان "عندي خطاب عاجل إليك" لحنها رياض السنباطي.

 

رسالة من تحت الماء 

وغنى له عبد الحليم حافظ أغنيتين:رسالة تحت الماء، قارئة الفنجان من تلحين الموسيقار محمد الموجي، وكتب لفيروز ثلاث أغان هي: وشاية، موال دمشقى، لا تسألونى ماسمه حبيبى من ألحان زوجها عاصى الرحبانى، وغنت له نجاة الصغيرة أربع قصائد: أيظن، أسألك الرحيلا، ماذا أقول له لو جاء يسألنى، متى ستعرف كم أهواك.

 

كما غنى له كاظم الساهر: زيدينى عشقا، قولى أحبك وغنت ماجدة الرومى "كلمات"، طوق الياسمين وغيرها وغنت أصالة من الحان حلمى بكر "القصيدة الدمشقية ".

فى حب مصر

عشق نزار قبانى مصر وعاش فيها طويلا وكتب عنها كثيرا فقال ( مصر حب كبير وعلاقتى بها مثل القضاء والقدر لايمكن لأحد أن يغيرها أو يشوهها،هى بيتى ادخله بالحب والود ).


حالة عشق لمصر وأهلها لخصها الشاعر نزار قباني بتلك الكلمات عن أم الدنيا، ودون كلمات وأشعار كثيرة عنها وتفاعل مع احداثها منذ ثورة يوليو، ومرورا بالنكسة، ووفاة عبد الناصر، والانفتاح، ونصر أكتوبر المجيد، ومعاهدة كامب ديفيد، وغيرها. 


نزار قبانى يعبر عن عشقه للقاهرة ويقول: انا كشاعر عربى، اعتبر نفسى فى ضيافة عمرو ابن العاص، وفى ضيافة نهر النيل والتاريخ العريق، وجمال الدين الافغانى، ومصطفى كامل، ومحمد عبده، والطهطاوى، واحمد شوقى، والعقاد وطه حسين، وجميع المبدعين والمفكرين والثائرين الذين علمونا أول درس فى الحرية والوطنية".

 

وقال أيضا: "مصر هي حب كبير، مصر هي دائما مصر، علاقتي بمصر مثل القضاء والقدر لا يمكن لأحد أن يغيرها أو يشوهها.

 

نزار فى ضيافة الخالدين بمصر 

مصر هي بيتى، وأنا أدخلها بالحب وحده دون أن أطلب مفاتيحها من أحد، فالشعب المصرى وحده هو الذي يملك مفاتيح مصر، وأنا كشاعر عربى أعتبر نفسى في ضيافة عمرو بن العاص، وفى ضيافة النهر الكبير والتاريخ الكبير حيث يجلس في صالون واحد أحمد عرابى ومصطفى كامل وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورفاعة الطهطاوى وأحمد شوقى وطه حسين وتوفيق الحكيم وعباس العقاد وجميع المفكرين والمبدعين والثائرين الذين علمونا أول درس من دروس الحرية.

 

مصر ملك الجميع 

كان نزار يقول: لا انفصال بين مصر وبين قدرها العربى، كما لا تستطيع العين أن تنفصل عن أهدابها، والقمر عن ضوئه، والوردة عن عطرها، فمصر العربية هي ملكنا جميعا ولا تستطيع أي شركة للمقاولات أو أي جمعية للمنتفعين، أو أي تجمع للوصوليين والمرتزقة أن يتحدثوا بلسان مصر أو يوصدوا سماواتها في وجه أي عصفور عربى يفكر أن يحط على أرضها الطيبة.

 

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية