عبد الحليم حافظ يهاجم عبد الوهاب بسبب أغنية شهيرة وجمال حمدان يلقنه درسا
كانت أغنية “توبة” أول تعاون فنى بين موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ، ونشرت الصحف خبر هذا التعاون والاتفاق على استغلال نجاح الأغنية بضمها الى فيلم جديد يقوم عبد الحليم حافظ ببطولته.
وتعليقا على ذلك كتبت الصحفية مديحة عزت في مجلة روز اليوسف عام 1956 مقالا يحمل تلميحا من عبد الحليم حافظ للهجوم على الموسيقار محمد عبد الوهاب ويبدو أنه غضبان من لحن توبة، فقالت "عبد الحليم ندما يتحمس في الحديث عن عبد الوهاب لكنه يبدو انه غير راض يتطرق في حماسه إلى حال يبدو معه أنه يحاول إخفاء شيئا بينهما ).
جمال حمدان يدافع عن عبد الوهاب
وبمجرد نشر المقال كتب الدكتور جمال حمدان الباحث والمفكر مقالا يرد فيه على مديحة عزت وأرسله إلى المجلة ونشر في العدد التالى للمجلة يوم 26 ابريل 1956قال فيه:
وهذا تلميح المقصود منه الهجوم على موسيقارنا الكبير محمد عبد الوهاب، وقد سمعت عبد الحليم نفسه يهاجم تلحين أغنية "توبة" مع أن اللحن يفرض نفسه بلا استئذان على كل أذن وقلب، وقد أداه عبد الحليم نفسه أداء ضعيفا وياليتنا سمعناه من عبد الوهاب نفسه بصوته، أو حتى من غيره.
وأضاف حمدان:" أساتذة الأصوات يحللون الصوت إلى عوامل ثلاثة أولية (الطبقة والحجم واللون ) وواضح أن طبقة عبد الوهاب "التينور" وهى طبقة أعلى من إمكانيات عبد الحليم "الباريتون “على أحسن تقديم”.
واستطرد:" كل ما يمكن قوله هو أنه يذكرنا ببنج كروسبى وفرانك سيناترا، ومع ذلك فليس حجم صوت عبد الحليم كبيرا بأية درجة مميزة بل إن مصدره حلقى أكثر منه صدرى، ومصدر القيمة في عبد الحليم تدور حول الطابع واللون".
لطشة حظ
وتابع:أنا لست أنكر صوت عبد الحليم، لكن استنكر المقارنة أو التعريض بعبد الوهاب، كذلك أود أن أضيف أن حدثا أخطر من هذا الصوت الجديد هو ظهور ملحنه الجديد كمال الطويل، ولو فكر عبد الحليم قليلا لعلم أن أكبر لطشة من لطشات الحظ التي نالته ليست صوته وإنما ملحنوه".
كلمات اغنية التوبة
تقول كلمات الاغنية التى كتبها حسين السيد: توبة إن كنت أحبك تاني توبة، بس قابلني مرة وتبقى دي آخر نوبة، وبعدها توبة، توبة إن كنت أخاصمك وأرجع أصالحك تاني، يا ما البعد سقاني ويا ما القرب ضناني.
موسيقار الاجيال يعلق
وفى نفس التوقيت وخلال برنامج تليفزيونى يحكى عبد الوهاب عن هذا التعاون ويقول: الظروف القدرية جمعت بيني وبين حليم، حيث طلب مني ذات يوم المذيع حافظ عبدالوهاب، الذي منح عبدالوهاب اسمه لقبًا له بدلًا من عبدالحليم شبانة، أن أستمع لمطرب شاب، وهو يغني "يا تبر سايل بين شطين"، وكان قد حضر إلى ركن الهواة مع الأصوات التي تأتي إلى الإذاعة لتحصل على شهادة بالعمل، وسمعته وأعجبني، حيث وجدت صوتا جديدا يمتلك نبرة جديدة، ساعده فيها اللحن الجيد للأغنية، وطلبت من حافظ أن يحضر مطرب وملحن الأغنية،
وأضاف الموسيقار محمد عبد الوهاب: وبعد قليل دخل عليّ شاب أسمر نحيل ولطيف، يأخذ الإحساس من الوهلة الأولى، وممن تراهم لأول مرة وتحبهم.
وتابع: وجدته قريبًا مني، وكأنني رأيته أو عرفته من قبل، وسألته عن اسمه واسم ملحن الأغنية، وكان محمد الموجي، وأوضح لي حافظ أن حليم يعزف على آلة "الأبوا"، وهي من أصعب الآلات الخشبية في الأوركسترات في أوروبا، وأدركت أنه دارس وحضر من جو ومناخ موسيقي، وأخبرني خلال اللقاء أنه يغني لي، وأسمعني أغنية “على ايه بتلومني”، وسعدت به جدًا، وبدأت أراه تقريبًا بشكل شبه يومي في مكتبي الذي كنت أتابع من خلاله أعمالي، وألحن فيه، وقدمت له أغنية "توبة"، ونجحت نجاحا هائلا، وكان الناس يطلبونها باستمرار، وكان ذلك سببًا في اتفاقي مع المخرج هنري بركات الذي كان شريكا لي في شركة فنية على تقديم فيلم يقوم حليم بغناء الأغنية فيه، لأنهم في هذه الفترة كانوا يتوقون إلى نجاح أي أغنية ليقدموا فيلما من أجلها، وكان "أيام وليال" الفيلم الأول الذي اقدمه له من إنتاجي،
التوبة مقابل خمسين جنيها
واختتم عبد الوهاب: " بعدها أصبح في حياتي مثل قطعة مني، خصوصا وأنه كان مهتما بمعرفة تفاصيل خاصة بأسلوبي في الحياة وبعملي وأسس اختياري للأعمال الفنية والموسيقية، وهذه الأمور قربته مني أكثر، وأدخلته شركة "كايرو فون"التي كنت شريكا فيها، وقدم أول أسطوانة له فيها مقابل خمسين جنيهًا، وكان أجرًا كبيرًا وقتها، وبعد ذلك طالبت الشركة بزيادة أجره إلى 300 جنيه، وأذكر أنه تقاضى 3 آلاف جنيه لقيامه ببطولة فيلم أيام وليالي".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، كأس مصر، دوري القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.