الفرار من الحرب، لحظة وصول 65 حافلة تقل سودانيين إلى القاهرة (صور)
وصلت إلى القاهرة 65 حافلة تقل الأشقاء السودانيين القادمين من معبر ارقين الحدودي في أسوان، بعد فراراهم من القتال المشتعل في العاصمة السودانية الخرطوم وعدة مناطق بالسودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
واقلت 15 شركة شحن من خلال حافلاتها الأشقاء السودانيين إلى موقف أتوبيسات عابدين بقلب القاهرة، على أن تصل أفواج آخرى إلى مواقف عبد المنعم رياض ورمسيس خلال الساعات المقبلة.
وكان قد بدأ عدد من العائلات والأسر السودانية في الفرار من الخرطوم إلى القاهرة عبر معبر أرقين على متن عدد كبير من الحافلات منذ اندلاع الاشاباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 إبريل الجاري.
رحلات الهروب من السودان إلى مصر
وفي إحدى القصص التي تحمل جانب من المعاناة فرت إحدى الأسر السودانية، والتي كانت من ضمنها امرأة ظهر على وجهها الإرهاق الشديد، كانت قد وصلت صباحا من رحلة شاقة طويلة من أم درمان إلى القاهرة، استغرقت أربعة أيام لم تعرف فيها طعم الراحة.
إقرأ أيضا: هربوا من الدمار إلى الأمان.. قصص مصريين عائدين من جحيم الحرب بالسودان (فيديو)
وظهر على وجهها ملامح الحزن والألم، وبدأت في سرد قصتها في تحفظ، رافضة أن يذكر اسمها بالكامل، معللة ذلك بأسباب مجتمعية.
وقالت المرأة السودانية، إنها فوجئت باندلاع صراع مسلح بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، نغص على السودانيين العشر الأواخر من شهر رمضان، التي تكتسب خصوصية لدى المسلمين.
وأضافت المرأة السودانية أنها تقطن في حي شهد اشتباكات بين المكونين العسكريين في السودان، وفي تلك اللحظات الحاسمة، وجدت نفسها مسؤولة عن سلامة أسرتها، في ظل غياب زوجها الذي يعمل في بلد عربي.
وتابعت: "لم يكن أمامي حل آخر، فقد تحطمت أعمدة الكهرباء نتيجة القصف، وكان تبادل إطلاق النار يحدث تحت باب منزلنا حرفيا، فكان لابد من المغادرة".
مأساة الأزمة السودانية
وخلال أيام عيد الفطر، خرجت من منزلها في أم درمان، حاملة طفلتها ذات الخمس سنوات، ومصطحبة معها طفليها الآخرين الذين لا يزيد عمر أكبرهما عن 13 عاما.
"أخبرت أبنائي أننا بصدد خوض رحلة إلى مصر".
وأشارت السيدة السودانية إلى أن الأمر بالنسبة لأبنائها كان عطلة مثيرة. ولم تستطع أن تخبرهم بحقيقة الوضع في بلدهم، مفضلة أن تجنبهم التفكير في مستقبل مجهول، ما وضع عليها عبء التماسك وعدم التعبير عن مشاعرها.
واصطحبت السيدة السودانية أمها المسنة وأسرة أخيها إلى المنطقة التي تنطلق منها الحافلات إلى الحدود المصرية.وفي الجانب السوداني من المعبر، قضت ساعتين لإنهاء الإجراءات، تناولت خلالها وجبة طعام.
وبعد انتهاء الإجراءات وصلت السيدة السودانية إلى قرية كركر النوبية التابعة لأسوان وساعدها أصدقاؤها المصريون في حجز مكان مريح، حيث لم يكن هناك بد من قضاء الليلة هناك لنيل قسط من الراحة بعد كل هذا العناء، لاسيما في وجود الأطفال وكبار السن.
وفي صباح يوم الثلاثاء، لم تتمكن "س. ر." من إيجاد تذاكر طيران لها ولأسرتها إلى القاهرة حتى يوم الخميس، أما قطار النوم فقد نفدت تذاكره حتى يوم السبت.
اضطرت وأسرتها إلى استقلال حافلة من جديد، انطلقت في الخامسة والنصف عصر الثلاثاء، ووصلت القاهرة في الثامنة والنصف صباح اليوم التالي، الأربعاء.
استطردت في تأثر وهي تغالب دموعها، وقالت: "بيتي وشغلي وحياتي بأكلمها هناك بكل تفاصيلها، لم أضع خطة بديلة بعد، لكن وجود أبنائي يحتم علي التفكير في مدى الأمان والاستقرار الذي سيحظون به وفي مدارسهم هناك".
وختمت حديثها وهي تحاول التماسك قائلة: " لا يمكنني أن أصف رحلتي هذه، لأنني لم أخرج منها بعد".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.