البابا تواضروس: الكنيسة أقدم كيان شعبي بمصر.. وتعداد المسيحيين في مصر 15 مليون مواطن
قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، إن الكنيسة في ماضيها، وحاضرها أقدم كيان شعبي على أرض مصر، تأسست في الإسكندرية، عند استشهاد مار مرقس الرسول والذي نطلق عليه كاروز الديار المصرية.
وأوضح في كلمته خلال استقبال، عدد من الصحفيين بالمقر الإداري بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية أن كلمة" إنجيل" تعني البشارة السارة،وهي كلمة ليست عربية وأصلها يوناني، فالانجيل هو بشارة مصر، والقديس مرقس كتب الانجيل في روما، وكتبه للرومان ويعتبر من اقصر ما كتب عن حياة المسيح.
واستطرد: ومن ليبيا حيث مسقط رأس القديس مارمرقس دخل إلى مصر وكانت اول المحطات الإسكندرية، وكان يمسك ف يديه عصى رمز الرعاية وصليب رمز للإيمان، واعتماد على الله، وحدث صراع كبير بين الوثنية والمسيحية لكن المسيحية كانت تنمو "واحدة واحدة" لانها تنمو في القلب.
واكمل: نحن البابا رقم ١١٨ في سلسلة لم تنقطع، وكان اطول بابا جلس على الكرسي المرقسي هو البابا كيرلس الخامس والذي اعتلى سدة مار مرقس ٥٢ عاما، وأقصر بطريرك اعتلى سدة مار مرقس ٦ شهور وهو البابا ياروكلاس منوهًا إلى أن أقصر فترة فرغ فيها الكرسي المرقسي كانت ٤ أيام، وأطول فترة كانت ٢٠ عاما.
واضح البابا أن المسيحية انتشرت من خلال ٥ مراكز هى: أورشليم، الإسكندرية، روما، القسطنطينية، وأنطاكية، وأن الكنيسة عاشت ٣ عصور متكررة عبر التاريخ، أولها عصر التعليم والثانى هو الاستشهاد، حيث قدمت الكنيسة المصرية شهداء من مختلف الفئات والأعمار، والعصر الثالث هو الرهبنة التى بدأت وانتشرت في كل العالم، وفلسفاتها هى الانحلال عن الكل والارتباط بالواحد الذي هو المسيح، موضحا أن الراهب لا يرث ولا يورث.
وشدد البابا على أن الكنيسة على مدار قرون عديدة لا تعمل بالسياسة فهى ليست حزبًا وليست ناديًا، فالكنيسة رفضت تأسيس حزب قبطى وكل مجالات خدمتها هى خدمات روحية واجتماعية لخدمة المواطنين إما تعليميا أو صحيا أو ثقافيا.
وأكد البابا تواضروس أن الكنيسة بنت الوطن وخادمة للوطن ولكنها لا تعمل في السياسة، وأن المشاركة في الانتخابات أو وضع مواد الدستور هى تعد أعمال وطنية، وأنها تخدم المجتمع من خلال بناء مدارس أو مستشفيات أو تتبنى مبادرات اجتماعية وخدمية.
وأضاف إن مصر بها 15 مليون قبطي بالداخل و2 مليون بالخارج وذلك في أكثر من ١٠٠ دولة، وتابع أنه فى كل فترة من فترات أزمات الوطن يهاجر الأقباط خارج الوطن، مؤكدا أن الكنيسة بدأت الانتشار فى الكويت عام ١٩٦٢، وكندا ١٩٦٤، وأمريكا ١٩٦٨، واستراليا١٩٦٩، وانجلترا ولندن ١٩٧١، خلال خبرية البابا كيرلس السادس حيث تأسست أول خمس كنائس قبطية فى العالم.
وعن آليات حصر الأقباط، قال البابا في كل كنيسة يتم تسجيل حالات الميلاد من خلال سر المعمودية، والزيجات، وهو عدد تقريبي، منهم٣٠٠ ألف كاثوليكي، ٥٠٠ ألف إنجيلي.
وذكر أن هناك كنائس في أفريقيا وفى أوروبا وفى أورشليم واستراليا وأمريكا وكندا والمكسيك وأمريكا اللاتينية ويخدم خارج مصر 600 كاهن وأسقف وراهب ويوجد 10 أديرة قبطية خارج مصر.
وأكد أنه بعد تأسيس الكنيسة بالخارج حافظ المسيحيون على إيمانهم كأنهم فى مصر وهذه أكبر خدمة قدمتها الكنيسة للوطن فالكنيسة بمثابة سفارة شعبية لمصر.
واكمل: حتى عام ١٩٥٠ كانت الكنيسة في مصر فقط، وبدأت هجرات الأقباط على فترات بدأت عام ١٩٥٢ حتى عام ٢٠١١ بعضها بحثًاعن عمل او تعليم وبعضهم سافر بحثًا عن الأمان.
فالكنائس في المهجر تكونت بهجرة الناس وليس بالإكليروس، يوجد خارج مصر أكثر من 500 كنيسة، وابعد كنيسة قبطية لدينا في دولةفيجي بعد استراليا بساعتين، ولدينا كنائس في إفريقيا وآسيا وأوروبا واورشليم، كما يخدم خارج مصر نحو ٦٠٠ أسقف وكاهن وراهب، وأوضح أن الكنيسة دورها أن تجمع الناس وأنها حفظتهم من الذوبان في المجتمعات الغربية، وهى أكبر خدمة قدمتها الكنيسة للوطن.
نعتبر الكنيسة القبطية الموجودة في أي مكان بمثابة سفارة شعبية لمصر، وعند الذهاب لأي دولة لابد من زيارة السفارة، وبدأنا في إنشاء مدارس ومراكز طبية بالخارج، فاكبر مستشفى في العالم لعلاج الايدز موجودة في كينيا اسمها " هوب "، وقد سبق وزارها سيادة السفير سامح شكري زار المكان واثنى عليه.
وتطرق البابا إلى الأزمة السودانية، واصفًا الأحداث الحالية "بالشر الكبير"، مضيفًا لا يوجد شر اكبر من نشوب حرب أهلية يتقاتل فيه اهلالبلد بعضهم بعض، مصليًا أن ينقذ الله السودان من شر الحرب، وتحدث عن نصيحته للاقباط الموجودين هناك بالتزام منازلهم، مشيرًا إلى أن الموجودين هناك سودانيين.
وأشار البابا تواضروس الثاني إلى أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا ليس لها اى معنى، وأنها حرب بين دول وليس بين الكنائس.
وأكد البابا أن السعودية تشهد انفتاح كبير على كافة النواحي، وخلال زيارة ولي العهد إلى مصر رحب بحضور الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة ويسافر نيافته للصلاة كل فترة.
وقال: لدينا دولة الإمارات كمثال فمثلًا أكبر كنيسة لدينا وهي كنيسة مارمينا في جبل علي، وفي مقابلها يوجد معبد سيخي وهذا اكبر مثال على العيش في تناغم ومحبة وسلام.
وأضاف البابا أن زيارة روما زيارة محبة امتداد للمسيرة التي بدأها البابا شنودة في السبعينيات، وسوف يلقي كلمة ترحيب أثناء لقاء بابا روما الأسبوعي لا تتعدى الـ ٥ دقائق.
وأشار البابا الى أن الزيارة ستبدأ يوم ١١ وتستمر لمدة ٣ أيام فقط وبعد ذلك ستبدأ زيارة رعوية للكنيسة القبطية هناك.
وأضاف أن الكنيسة المصرية طلبت من كنيسة روما أن توفر لهم كنيسة بشكل مؤقت للقاء شعب الكنيسة هناك وهو ما حدث في الزيارة الماضية، مؤكدًا أن المشكلة تكمن في الشائعات التي يتدوالها البعض ويصدقها البعض ويزيد عليها البعض الآخر، مطالبًا الجميع بتحري الدقة وعدم الانسياق وراء الشائعات.
وتحدث البابا عن صحته، موضحًا إن ما حدث ليلة عيد الميلاد وعكة صحية سببها الإجهاد، بالإضافة إلى أنه مثله مثل كثيرون من المصريين يعاني من مرض السكر وهو الأمر الذي يحتاج إلى متابعه مستمرة وتحديث للأدوية، مشددًا: الازمة بسبب ترويج الشائعات، ولكنى بصحة جيدة الحمدلله.
وقال قداسة البابا تواضروس الثاني إنه غير مشغول بالأكاذيب والشائعات، وأنه يجب على الصحفيين تربية العقل النقدى وأن يكون الشخص لديه القدرة على الإفراز.
وحول الأزمة الاقتصادية العالمية قال البابا إن الشعب المصري تربي على الصبر، والتحمل والتكييف إلى أن يتم حل المشكلة.