من بديعة مصابني إلى صافيناز، الراقصات الأجنبيات تسحب البساط من تحت المصريات
احتل الرقص بكل أنواعه مكانة كبيرة في حياة المصريين القدماء، ولعب دورا مهما في مجتمعهم، بل إنه أصبح جزءًا من الطقوس الدينية، فأقيمت حفلات الرقص المقدس في كثير من المناسبات والأعياد وخاصة الرقص الدينى والجنائزى منها رقصات حاتور وإيزيس، ومن هنا ظهرت نقوش الرقص على جدران المعابد لإدخال السرور في اعتقادهم على قلب المتوفى.
وفى القرن السادس عشر تميز الرقص في القصور وبين الطبقة المتعلمة بالهدوء في أداء الحركات التعبيرية بينما اتسم الرقص بالسرعة والحركات البهلوانية في أواسط العامة، وأصبح لكل بلد رقصات تخصها دون غيرها فظهرت في أوروبا رقصات التانجو والسامبا والفوكس والرقص على موسيقى الجاز، كما ظهرت رقصة الشارلستون التي مهدت إلى الرقصات الحديثة كالروك آند رول، والتويست.
في أوائل القرن الماضى بدأت دولة العوالم في مصر أيام الخديو عباس فظهرت شفيقة القبطية التي كان يعشقها خديو مصر وظهرت بعدها أنوس، وزنوبة شخلع، وأمينة الصيرفية، وبمبة كشر، ونفوسة عزام، وعيشة العراقية، وتجمع الراقصات في تلك الفترة حارة في سوق السلاح وتسمى حارة العوالم قبل انتقالهن إلى شارع محمد على حيث مقاهى الأسطوات ومحلات الآلات الموسيقية.
بديعة مصابنى وأزهى عصور الرقص الشرقي
وفى عشرينات القرن الماضى ازدهر الرقص في الشرق وأصبحت هذه الفترة أزهى عصور الرقص الشرقى حيث قدمت إلى مصر الراقصة اللبنانية "بديعة مصابني "وأسست أول أوبرا كازينو، والتي تعتبر أول أكاديمية للرقص الشرقى في الشرق.
العصر الذهبى للرقص الشرقى
ويعتبر عصر الأربعينيات والخمسينيات العصر الذهبي للرقص الشرقي في مصر حيث شهد اشهر الراقصات اللاتي حصلن على شهرة عالمية، كتحية كاريوكا وببا عز الدين ونعمت مختار، وحكمت فهمي وسامية جمال ونعيمة عاكف وزينات علوي، وجميعهن خريجات مدرسة الأسطورة بديعة مصابني.
الأفلام الأبيض والأسود
في الخمسينات أصبح للرقص مساحة خاصة في الأفلام الأبيض والأسود، وأصبح سمة أفلام الفترة حيث استحدث الإغراء في السينما المصرية وهو لم يكن موجودا لكنه كان حركات إيقاعية محترمة حتى وضعت الرقابة على المصنفات شروط الرقص عند الراقصات التي بدأت بوضع مواصفات خاصة لبدلة الرقص لا تتعداها أى راقصة، وأصبح لا يخلو فيلم في السينما من رقصة ولو كانت مقحمة على أحداث الفيلم.
نقابة الراقصات
وحظيت الراقصات بقدر كبير من الاحترام لعملهن الفني، وهو ما دفع نعيمة عاكف وزينات علوي لبذل أكبر جهد من أجل إنشاء نقابة خاصة بالراقصات الشرقيات للدفاع عنهن وتقديم الاحترام لأعمالهن.
وبعد نكسة 1967، تراجع مستوى الفن ومعه الرقص الشرقي إلى فترة ما قبل الخمسينيات، إلا أن جيلًا جديدًا من الراقصات الشرقيات ظهر وأعاد مكانة الرقص لطبيعتها، مثل سهير زكي أيقونة الرقص الشرقي على نغمات محمد عبد الوهاب، وكيتى وهاجر حمدى وزينات علوي ونبوية مصطفى كما استمرت نجوى فؤاد تقدم عروضها الاستعراضية.
بينما شهدت فترة السبعينيات ظهور راقصات كهياتم وسحر حمدي وفيفي عبده اللاتي قدمن تكنيكا صحيحا في حركات الرقص الشرقي ويحملن قدرا من الموهبة، لكنهن ابتعدوا به عن القدرة على التعبير عن الموسيقى والنغمات، ولذلك لم يكن غريبًا على الراقصة فيفي عبده أن تقدم فقرة فنية بدون موسيقى أو إيقاع.
رقص الأزياء العارية
واستمر الأمر وجاء عهد الراقصات المتعلمات فظهرت دينا خريجة الفلسفة والحاصلة على الماجستير وهندية ودندش، وتحولت المنافسة من استعراض فن إلى استعراض أزياء عارية، لتسيطر دينا على الساحة بلا منافس في التسعينيات، واختفى الرقص الاستعراضى الذى قدمته نجوى فؤاد.
الراقصات الأجنبيات فى مصر
ومن دينا إلى صافيناز، فسارت هي الأخرى على خطى من سبقنها بارتداء أزياء مثيرة بقدر كبير، كإحدى أدوات ما تقدمه، فضلًا عن اعتمادها على حركات تعبيرية تحمل من العنف والإثارة أكثر مما تقدم من استعراض، حتى دخلت الراقصات الأجنبيات مصر وسيطرن على الساحة وانخفض عدد الراقصات المصريات على الأقل الشهيرات أما راقصات الدرجة الثانية فهن في ازدياد.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.