ساخرون.. غراب البين يكتب: نعمة الإحساس
بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله.. قررت أريح جتتى ساعتين مستغلا هدوء الشوارع فى ساعة المغربية. وقفت على سور بلكونة الست فوزية أم ناهد فهم نادرًا ما يفتحون شيش البلكونة ويقلقوننى. انكمشت بين أجنحتى وأغمضت عينى وقبل أن أروح فى النوم سمعت صوت من خلف شيش البلكونة لناهد وهى تقول مكنتش أعرف أن أهلك مش بياكلوا السمك.
فهمت أنها بتتكلم مع خطيبها الغلس الواد سيد المكوجى.. سيد قالها يعنى أمك مش قادرة تطبخ لحمة ومحاشى؟!
ناهد كانت متأثرة وبتعيط من الإحراج فقالت له: يا سيد افهمنى.. ماما لسه مقبضتش المعاش بتاعها.. وعلشان أنت مسافر وأنت طلبت أعزمك قبل السفر وأصريت إن أبوك ومامتك واخواتك ييجوا معاك.. فماما استلفت 600 جنيه من جارتنا لمدة أسبوع لحد موعد القبض..
وإنت عارف أن المبلغ دا مش هيجيب لحمة وبط وحمام.. دا غير الفاكهة والحلويات.. فماما قالت هنعزمهم على سمك وفعلا اشترت سمك علشان يكفينا إحنا الـ 8 وبالباقى فاكهة، ومكانتش تعرف أن والدك ووالدتك واخواتك مش بياكلوا السمك.
طبعا سيد عايش الدور وبيقولها انتى أحرجتينى قدام أهلى.. وناهد بتعيط والواد الغلس راكب الموضوع وبيذلها ويقولها لما أنتم مش أد العزومات بتعزمونا ليه؟
وهنا لم أستطع أن أكمل سماع باقى الحوار التافه الممل.. فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى “قاق قاق” فراح سيد ومعه باقى المعازيم يصرخون من الداخل غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.
فهربت مسرعا قبل أن يفتحوا شيش البلكونة ويحدفونى بالمشابك ولسان حالى يقول: بقا أنا اللى جبتلكم النكد والفقر يا شوية جعانين.. طب حتى لو مش بتحبوا السمك كان لازم تجبروا بخاطر الست الغلبانة التى لا تملك إلا معاش زوجها المتوفى.