العالم على صفيح ساخن: أوكرانيا والسودان أبرز البؤر الملتهبة، وتصعيد في تايوان والكوريتين
أصبحت الأرض من مشرقها وحتى مغربها عبارة عن ساحة حرب وصراعات؛ فخلال السنوات القليلة الماضية ظهرت العديد من الصدامات بين عدة بلدان نرصد أبرزها لكم فيما يلي:
حرب روسيا أوكرانيا
لا يصدق من يتابع المجزرة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وحلفاء كل طرف، أن المعركة تخطت عامها الأول.
دارت جنازير الدبابات ودانات المدافع، ومازالت الحرب مشتعلة، ومعها انقسم العالم لأحلاف متضاربة فى المصالح والأهداف، وفرضت تحولات جيوسياسية ومبادئ جديدة فى العلاقات الدولية، بجانب خسائر اقتصادية غير مسبوقة فى التاريخ الحديث، والتي جاءت فى وقت يعانى فيه سكان الكوكب من تداعيات فيروس كورونا .
وتسببت حرب روسيا وأوكرانيا فى إحداث تغييرات فى أجزاء من النظام العالمى، وظهرت مؤشرات مؤخرًا على اتجاه عالمي جديد للدول التى تريد الانصهار فى كتل جديدة، إذ دفعت الحرب الصين والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبى للبحث عن موطأ قدم لهم فى بلدان لم تكن ضمن خارطتها خلال الفترة الزمنية الحالية، فى محاولة منها للبحث عن نفوذ وحلفاء.
وأظهرت الأزمة الأوكرانية تراجع الدور الأمريكى، واكتشف العالم أن القطب العالمي الأوحد «أمريكا» غير قادر على ممارسة دوره، وفقد قوة الردع التى كان يجب أن تمنع روسيا من دخول نزاع عسكرى مع أوكرانيا، فمن يصدق أن الولايات المتحدة التى لم تواجه روسيا مباشرة فى حرب أوكرانيا ستدخل مباشرة فى حرب مع الصين دفاعًا عن تايوان، وضد سياسة «الصين الواحدة».
كذلك ارتفعت الأصوات المتسائلة عن المدى الذى يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تساند به أوروبا، حال تعرضها لأزمة حقيقية أو مواجهة عسكرية مع الروس.
كما كشفت الحرب عن تحول أفريقيا والمحيط الهندى والمحيط الهادئ وآسيا الوسطى والقوقاز والبلقان إلى ساحات معركة على النفوذ بين القوى الكبرى فى العالم.
السودان
لليوم العاشر على التوالي، يتواصل القتال العنيف بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وبين قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، خصوصًا في العاصمة الخرطوم، التى شهدت معارك دامية بين الطرفين، سقط خلالها المئات من المدنيين بين جريح وقتيل.
على الرغم من الأحداث السريعة والمتلاحقة داخل السودان، منذ اندلاع القتال فى 15 أبريل الجاري، فإن الساعات الأخيرة، شهدت أحداثا هى الأكثر أهمية وإثارة منذ بداية الاقتتال.
وتشهد بعض مناطق العاصمة الخرطوم انعداما شبه كامل للحركة، إذ يحجم السكان عن الخروج من المنازل، ولا تزال معظم مناطق العاصمة تشهد انقطاعا كاملا في خدمات الكهرباء وشح كبير في السلع الأساسية، بسبب نفاد المخزون وإغلاق شبه كامل للأسواق والمحلات التجارية.
وبدأت أغلب الدول في إجلاء رعاياها من السودان، بعد فشل الهدنة التي كان مقررًا أن تبدأ في أول أيام العيد، إذ استمر الصراع المسلح بين الجيش السوداني من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، وهزت انفجارات وقصف مدفعي كثيف العاصمة الخرطوم.
تايوان
دقت الاستخبارات الأمريكية ناقوس الخطر من اندلاع حرب جديدة، وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز خلال الشهر الماضي إن تقارير بلاده الاستخباراتية تفيد بأن الرئيس الصيني شي جين بينج، أصدر تعليمات للجيش بالتأهب لـ غزو تايوان بحلول عام 2027.
وشدد بيرنز في مقابلة تلفزيونية على ضرورة أن تأخذ الولايات المتحدة رغبة شي في السيطرة على تايوان "بجدية بالغة" حتى وإن لم يكن الصراع العسكري هو النتيجة الحتمية لذلك.
وقال بيرنز: "نحن نعلم أن الرئيس شي أصدر تعليماته لجيش التحرير الشعبي، بالاستعداد لغزو تايوان بحلول عام 2027، لكن هذا لا يعني أنه قرر شن الغزو عام 2027 أو أي عام آخر".
وتابع: "أعتقد أن حكمنا على الأقل أن الرئيس شي وقيادته العسكرية لديهم شكوك اليوم بشأن إمكانية نجاح ذلك الغزو".
وصرح بيرنز بأن دعم الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين لأوكرانيا في أعقاب العملية العسكرية الروسية الخاصة، قد يكون بمثابة رادع محتمل للمسؤولين الصينيين في الوقت الحالي، لكنه قال إن مخاطر هجوم محتمل على تايوان ستكون أكثر قوة.
وكانت الصين قد كثفت من نشاطاتها العسكرية قرب تايوان، حيث أطلقت أكبر مناوراتها العسكرية منذ سنوات، في أغسطس الماضي، ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي، في مطلع أغسطس 2022.
وقامت الصين بعمليات توغل بشكل منتظم في المياه والمجال الجوي بالقرب من تايوان على مدى السنوات الثلاث الماضية. وتعتبر الصين تايوان إقليما تابعا لها ولم تعلن مطلقا تخليها عن استخدام القوة لإخضاع الجزيرة لسيطرتها.
يشار إلى أن تايوان تخضع للحكم بشكل مستقل عن البر الرئيسي للصين منذ عام 1949. وتنظر بكين إلى الجزيرة على أنها مقاطعة تابعة لها، بينما تؤكد تايوان أنها دولة تتمتع بالحكم الذاتي ولكنها لم تصل إلى حد إعلان الاستقلال.
وتعارض بكين أي اتصالات رسمية للدول الأجنبية مع تايوان وتعتبر السيادة الصينية على الجزيرة أمرا لا جدال فيه.
كوريا الشمالية vs اليابان وكوريا الجنوبية
وجه وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا قوات الدفاع الذاتي، السبت الماضي بزيادة الاستعدادات ورفع حالة التأهب لاحتمال سقوط صاروخ كوري شمالي فوق الأراضي اليابانية، من المقرر إطلاقه حاملا أول قمر صناعي للتجسس.
وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون قد أعلن يوم الأربعاء الماضي أن بلاده انتهت من تطوير أول قمر صناعي للتجسس العسكري، وأنه أمر المسؤولين بالمضي قدما في إطلاقه كما هو مخطط، حسبما أفادت وسائل الإعلام الرسمية.
وشهدت الحدود البحرية المتنازع عليها بين كوريا الجنوبية وجارتها الشمالية تصعيد، بعد قيام زورق تابع لسول بإطلاق أعيرة تحذيرية باتجاه زورق تابع لبيونج يانج.
يشار إلى أن كوريا الشمالية كانت قد كثفت تجاربها في الآونة الأخيرة، مؤكدة أن ذلك ياتي في إطار احتجاجها على التدريبات العسكرية الموسعة بين سيئول وواشنطن، والتي تعتبرها تدريبات على الغزو.
من جانبها، قالت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، في بيان مشترك، إنها ناقشت إجراء تدريبات دفاعية صاروخية وتدريبات على العمليات المضادة للغواصات لردع التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية والرد عليها.
الجدير بالذكر أنه بعد تقسيم كوريا في أعقاب الحرب العالمية الثانية إلى بلدين هما جمهورية كوريا (كوريا الجنوبية) وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية (كوريا الشمالية)، سيطر النزاع الكوري والجهود المبذولة من أجل الوحدة على العلاقات بين الكوريتين.
وكانت كوريا الشمالية غزت جارتها الجنوبية في 25 يونيو، 1950، وتمكنت من اجتياح معظم البلاد. وفي سبتمبر 1950، تدخلت قوة الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة لحماية الجنوب، وتقدمت بسرعة إلى داخل الأراضي الكورية الشمالية.
وبينما كانت القوات الأممية تقترب من الحدود الصينية، انضمت الصين للقتال، لتتحول دفة الحرب مرة أخرى.
و انتهى القتال في 27 يوليو، 1953 بهدنة استعادت تقريبًا نفس الحدود السابقة بين الشمال والجنوب، ورفض سينغمان ري التوقيع على الهدنة، لكنه وافق على مضض على التقيد بها.
وأدت الهدنة إلى وقف رسمي لإطلاق النار لكنها لم تؤدي إلى معاهدة سلام. وتأسست المنطقة الكورية منزوعة السلاح، وهي منطقة عازلة بين الجانبين، تتقاطع مع خط 38 لكنها لا تتبعه.
أرمينيا وأذربيجان
ووقعت أرمينيا وأذربيجان اتفاقا للسلام برعاية روسيا في قره باج، شمل نشر قوات روسية لحفظ السلام تشرف على تطبيق الجانبين خطوات التطبيع، وتوقف الجيشين الأذربيجاني والأرمني عند مواقعهما، وتبادلا أسرى الحرب، والأراضي، إلا أن التوتر عاد من جديد خلال الأشهر القليلة الماضية.
ودعت هسميك تولماجيان السفيرة الأرمينية في فرنسا، الشهر الجاري، الاتحاد الأوروبي للضغط على أذربيجان التي تضيّق الخناق على الأرمن في إقليم ناجورني قره باخ، متهمة باكو بالتحضير لتطهير عرقي.
وقالت هسميك تولماجيان للصحفيين من جمعية الصحافة الفرنسية الدبلوماسية: إنّ "هدف أذربيجان واضح للجميع وهو تطهير عرقي وإبادة جماعية يتم التحضير لها".
وأضافت أنّ "أذربيجان تجوّع شعبًا بأكمله لإرغامه على مغادرة أراضي" ناجورني قره باخ.
وقطع وزير الدفاع الأرمني خلال الشهر الجاري زيارته إلى بروكسل وعاد إلى يريفان على خلفية التوتر على الحدود مع أذربيجان.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.