علي جمعة عن دروس شهر رمضان: التخلي عن الشهوات والدنيا
دروس شهر رمضان، كشف الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، عن الدروس المستفادة من شهر رمضان، بعد انقضائه، مؤكدًا على أهمية التقليل والتخلي عن الشهوات وعن الدنيا، وأن ذلك فيه من صفات المجاهدين.
دروس شهر رمضان بعد انقضائه
وعن دروس شهر رمضان، قال الدكتور علي جمعة إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يربي فينا الاكتفاء بلقيمات، فهو مستعد أن يمتنع عن الطعام والشراب إذا لم يكن من حله، أو كان لإغاظة العدو.
وقال علي جمعة عن دروس شهر رمضان والتخلي عن الطعام والشراب: "يربي فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسية المجاهد، التي تكتفي بلقيمات يقمن صلب الإنسان، فهو مستعد لأن يمتنع عن الطعام والشراب إذا كان الطعام والشراب ليس من حله، وهو مستعد أن يمتنع عن الطعام والشراب إذا كان في ذلك إغاظة للعدو، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: « انتضلوا واخشوشنوا» [ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد] ورواه ابن حبان موقوفا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه."
خريطة للدروس المستفادة بعد رمضان
وتابع الدكتور علي جمعة في رسم خريطة لدروس شهر رمضان قائلًا: "فالمسلم يكتفي بسد حاجته ولا يحزن إن سلبت منه الدنيا ومتاعها، وإذا فتحت عليه فلا يفرح، كما أرشدنا ربنا في كتابه حيث قال تعالى: ﴿لِّكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [آل عمران:153]. وقال سبحانه: ﴿لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [الحديد:23] ودعاء الصالحين: اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا.
وقال على جمعة: "ضرب الله ربنا الأمثال لبيان حقيقة الدنيا، فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا مَثَلُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [يونس:24]
وأكثر، سبحانه، من ذم من قصدها ونسي الآخرة ونسي ربه، قال تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾ [البقرة:86].
وقال سبحانه: ﴿فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِى الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ﴾ [البقرة:200]. وقال سبحانه وتعالى: ﴿زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [البقرة:212].
وقال سبحانه: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ المَآبِ﴾ [آل عمران:14]. وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [يونس:7]
التعلق بالدنيا يُنسي الآخرة
وقال جمعة "بين ربنا أن كثرة التعلق بالدنيا ينسي الآخرة كما هو حال الكفار والعياذ بالله، فقد قال ربنا حكاية عنهم: ﴿وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ﴾ الانعام 29.
وكتب الدكتور علي جمعة، عبر تدوينة له بالفيس بوك، عن الدروس المستفادة "مضى رمضان، وأكرمنا ربنا فيه بدروس، وتعلمنا منه آدابا جليلة في الطريق إلى الله، واتصلنا فيه بكتاب ربنا الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه نبأ من قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم ما بيننا، روى علي بن أبي طالب أن عنه صلى الله عليه وسلم قال: (إنها ستكون فتنة، قال: قلت فما المخرج؟
قال: كتاب الله، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، من ابتغى الهدى (أو قال العلم) من غيره أضله، هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي تناهى الجن إذ سمعته حتى قالوا: (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد) من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعى إليه هدي إلى صرط مستقيم) [رواه البيهقي في الشعب].
لتقليل والتخلي عن الشهوات والدنيا
وتابع الدكتور علي جمعة فقال: "تعلمنا في شهر رمضان التقليل والتخلي عن الشهوات، والتقليل والتخلي عن الدنيا وما فيها من صفات المجاهدين في سبيل الله، وامتنعنا في نهاره عن الطعام والشراب، والنبي صلى الله عليه وسلم هو يبني المسلم وشخصيته وعقليته يقول في الحديث الذي يرويه المقدام بن معدي كرب؛ حيث قال: «ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، حسب ابن آدم ثلاث آكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث طعام، وثلث شراب، وثلث لنفسه» [رواه النسائي والبيهقي في الشعب والحاكم في المستدرك].
وأوضح علي جمعة "وفي هذا المعنى من الفوائد الطبية والفوائد الروحية ما أدركه سلفنا الصالح، فلما قرأ ابن ماسويه الطبيب هذا الحديث قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات لسلموا من الأمراض والأسقام، ولتعطلت المارشايات ودكاكين الصيادلة. ويقول المروزي للإمام أحمد بن حنبل:هل يجد الرجل في قلبه رقة وهو شبع ؟ قال: ما أرى ذلك. وقال إبراهيم بن أدهم: (من ضبط بطنه، ضبط دينه، ومن ملك جوعه، ملك الأخلاق الصالحة، وأن معصية الله بعيدة عن الجائع، قريبة من الشبعان، والشبع يميت القلب) وهذه المقولة تلخص تلك العلاقة التي كانت مرئية وعند فقدها فقدنا الشيء الكثير."
وقال الدكتور علي جمعة "يربي فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسية المجاهد، التي تكتفي بلقيمات يقمن صلب الإنسان"
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.