ختام الأمر
يحتفل أقباط مصر ومسيحيو الشرق اليوم بعيد القيامة المجيد لذلك أهنئكم جميعًا مصلين إلى الله أن يبارك مصر، ونحن نحتفل بالقيامة ننظر إلى حياة الإنسان كقيمة غالية وهبها الله لكل شخص لكي يستخدمها من أجل خير الإنسانية وخير من حوله وخيره، فهي لم توهب له كي يعبث بها أو يهدرها.
ومن هنا تأتي القيامة لتذكرنا أن الحياة هي هبة الله وأنه سوف يسأل كل إنسان عنها، وكيف أمضى كل لحظة فيها. أعجبني قول جاء فيه: "الإنسان الذي يجروء على إضاعة حتى ساعة من حياته، لم يفهم أبدًا قيمة الحياة". ومن لم يفهم قيمة الحياة فإنه يخاطر بأمر أبديته، فإعلان القيامة الواضح للبشر أن الحياة هي طريق ممتد لا ينتهي، يبدأ بميلاد الإنسان ولا ينتهي بالموت بل ينتقل إلى عالم آخر سيحيا فيه للأبد.
ومن هنا نجد أن حياة الإنسان أصبحت هي الطريق الذي يسلكه في هذا العالم في رحلة، طالت أو قصرت، إلى الملكوت، فما يفعله الإنسان على الأرض هو ما سيحدد مصيره الأبدي فيقول الحكيم: "فلنسمع ختام الأمر كله. اتق الله واحفظ وصاياه لأن هذا هو الإنسان كله. لأن الله يحضر كل عمل إلى الدينونة على كل خفي إن كان خيرًا أو شرُا".
وهكذا تكون حياتنا على الأرض هي أول خطواتنا في الطريق للمسير نحو الأبدية. وقد قدم لنا السيد المسيح في تعاليمه ووصاياه ملامح الحياة المرضية لله عندما جاءه شخص يسأله: “يا معلم أية وصية هي العظمى في الناموس؟ فقال له يسوع: "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولى والعظمى. والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء".
إن المحبة هي نبع كل الفضائل والبركات في حياة الإنسان، وأتذكر قول للمتنيح البابا شنوده الثالث يقول فيه: "المحبة أم ولود تلد فضائل لا تُعد، منها الحنان والعطف، ومنها كلمة التشجيع، وكلمة العزاء، ومنها الاهتمام والرعاية، ومنها الغفران والسعي إلى خلاص النفس، وهذه هي المحبة". ومن يعرف المحبة فقد عرف الله لأن الله محبة.
كل عام وأنتم بخير!