رياض الخولي.. الشرير زكريا الديب الذي أحبه الجميع

قليلون هم الممثلون الذين يجعلونك تشيد بأدائهم للشخصية الشريرة وتحبهم في نفس الوقت، فكثيرين يتقنون أدوار الشر بدرجات متفاوتة، وقليلون يتقنون دور الشرير بامتياز، ونادرون هم من يقدمون دور الشرير ويجعلونك تكره الشخصية ولكن تحب الممثل الذي قدمها من كثرة إتقانه لتقديم الدور، واحد من هؤلاء هو الفنان الكبير رياض الخولي.

رياض الخولي الذي يطل على الجمهور في دراما رمضان 2023 من خلال مسلسل “بابا المجال" الذي يقدم فيه دور “زكريا الديب”، وهو والد “زين الديب” الذي يقوم بدوره مصطفى شعبان، حيث أخذته زوجته “زهيرة” التي تقوم بدورها سوسن بدر منذ طفولته لتهرب به وتربيه من الحلال بعيدًا عن أموال زوجها الحرام، ليصل “زكريا” في النهاية إلى ابنه “زين” وتبدأ الحكاية.

“زكريا الديب” هو الشرير الطماع كما رسمه المؤلفين في قصصهم الأولى، الراجل الطامع في الدنيا والذي لا يلقى بالًا بالأخرة ولا يعد لها، يفعل كل ما هو حرام دون خوف من الأخرة، يكنز المال والذهب ولديه من الثروة ما يكفي أحفاده، كان ينتظر اليوم الذي يظهر فيه “زين” ليقدم له كل ذلك وينصبه ككبير لـ “الديابة”، وهم العائلة، والذين يأكلون في بعضهم من أجل المال.

الفنان الكبير رياض الخولي قدم شخصية “زكريا الديب” بشكل مبدع، وهو المتمكن دائمًا من تقديم الشخصيات الشريرة، فقد ظهرت ملامح الشر على وجهه منذ أول مشهد في المسلسل، حتى المشاهد العادية التي لم تكن تستدعي أي شر، ظهرت فيها ملامح “زكريا الديب” وليس رياض الخولي، تعايش مع الشخصية لدرجة أنه كان شريرًا حتى في معاملاته العادية، نظرات عينيه التي يخرج منها الشر على شكل هالة تحيط به.

حركات جسده التي تعبر عن عنفوان الشخصية وعدم وسيطرة الشر حتى على حركاته، حركات جسده التي كانت دائمًا محذرة لكل من حوله، فهو يشيح بيده كثيرًا ويوجه السبابة للكثيرين ليقعوا في موقف المهتم أمامه، طريقة حديثه المتلهفة التي توضح جزء كبير من الشخصية النهمة المحبة لكنز كل شيء، تعامله الحاد مع عائلته كرجل متمرس على ترويض الضباع.

لقد كان هناك ظهور خاص للفنان الكبير رياض الخولي في رمضان، حتى في مظهره الذي ظهر متشابهًا إلى حد ما مع مظهر شخصية “عبد الملك زرزور” التي قدمها الفنان محمود عبد العزيز في فيلم “إبراهيم الأبيض”، خاصة القبعة التي كان يضعها فوق رأسه، كلها تفاصيل جميلة تجعلك تعيش مع الشخصية.

وكانت نهاية زكريا الديب نهاية تليق بجبروته وظلمه وتجبره، فقد رفض أن يترك نفسه فريسة للثعابين التي تحمي ذهبه وكنوزه، وأبت نفسه المتكبرة أن يدافع عنها أو يجري مهرولًا من المكان، فقام بحرق المكان وهو داخله، ليموت متأثرًا بالحروق التي أصابته، ونجح في تقديم شخصية كبيرة في مسلسل متوسط نال بها حب وتقدير الجمهور.

هذا الدور ليس وليد الصدفة، أو ليس مجرد دور برز فيه فنان كبير، ولكنه إمتداد لمشوار طويل للفنان الكبير رياض الخولي الذي كان منذ أسابيع قليلة يقدم شخصية ديكتاتورية شريرة أخرى في مسلسل “أولاد عابد” الذي تم عرضه قبل رمضان، وشخصيات شريرة بارزة في أعمال سابقة على مدار السنوات الماضية في أعمال مثل “ملحمة موسى”، "الفتوة"، “هوجان” وغيرهم، ولكن تظل شخصية الشرير “هارون صفوان” في مسلسل “سلسال الدم” هي الأكثر شهرة بين كل الشخصيات الشريرة التي قدمها.

وكم من المحزن أن يكون لدينا فنان كبير مثل الفنان رياض الخولي بتلك الطاقات التمثيلية الجبارة ولا يتم الإستعانة به في الأعمال السينمائية بشكل يناسب موهبته الكبيرة، فخلال أخر عشرين عامًا شارك في فيلمين فقط هما “عمهم” و"الجريمة".

أتقن الفنان الكبير رياض الخولي لعمله وقدم العديد من الشخصيات والأعمال البارزة فأستحق إشادة الجمهور.

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد،المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل: الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.