إعدام طومان باي، لحظة النهاية لدولة المماليك في مصر
في مثل هذا اليوم من عام 1517 أعدم السلطان طومان باي، آخر سلاطين الدولة المملوكية، وكان ذلك إيذانًا بانتهاء العهد المملوكي وبداية تبعية مصر للدولة العثمانية.
كواليس إسقاط حكم طومان باي
بعد أن أنهى السلطان العثماني سليم الأول من غزو الشام والانتصار الذي حققه سنان باشا على جان بردي الغزالي في خان يونس، بدأ التقدم باتجاه مصر، لكنه وقبل التوجه إليها، أرسل السلطان سليم رسولا إلى الزعيم الجديد للمماليك طومان باي يطلب منه الخضوع له والطاعة للدولة العثمانية، وذكر اسمه بالخطبة وعرض عليه أن تكون مصر له بدءا من غزة ويكون هو واليا عليها من قبل السلطان العثماني على أن يرسل له الخراج السنوي لمصر وحذره من الوقوع فيما وقع فيه سلفه قانصوه الغوري.
رفض طومان باي العرض وشجعه غضب أتباعه الجراكسة الذين قتلوا رسل سليم الأول، حتى لا يكون هناك مفر من محاربة العثمانيين، وبعد حادثة مقتل الرسل، قرّر السلطان سليم الأول التوجه صوب مصر بجيش مقداره مائة وخمسون ألف مقاتل وصحبة كثير من المدافع مجتازا الصحراء مع جيشه.
التجمع لمواجهة العثمانيين
وصل السلطان منطقة العريش بتاريخ 11 يناير 1517 قاطعًا صحراء فلسطين، وأثناء ذلك، حثَّ طومان باي أصحابه على التجمع لمواجهة العثمانيين هناك، بحيث يكون عبور الصحراء قد أنهك العثمانيين واستنفد مياههم.
لكنه واجه تخاذل أتباعه واتكالهم على الدفاعات الحصينة في الريدانية، لدرجة أن بعضهم كان يبقى في المعسكر نهارًا ليكون أمام طومان باي ثم يرجع ليلًا إلى بيته في القاهرة.
ونزلت الأمطار على أماكن سير الحملة مما يسر على الجيش العثماني قطع الصحراء الناعمة وذلك بعد أن جعلتها الأمطار الغزيرة متماسكة، الأمر الذي سهل اجتيازها.
وصل السلطان سليم الأول منطقة الصالحية مع جيشه بعد عبوره الصحراء بخمسة أيام وتعرض الجيش العثماني إلى غارات البدو أثناء اجتيازه للصحراء بترتيب مع السلطان المملوكي وكانت غارات قوية للغاية لدرجة أن الوزير الأعظم خشي أن تودي بحياته.
عن كواليس معركة الريدانية
جمع طومان باي 90 ألف جندي نصفهم من أهالي مصر والنصف الآخر من العسكر المماليك وفي قول آخر كان عدد جيشه 70 ألف مقاتل كما استقدم 200 مدفع ووضعها في الريدانية لمباغتة العثمانيين عند مرورهم والانقضاض عليهم.
حفر المماليك الخنادق، وأقيمت الدشم لمئة مدفع وكذلك الحواجز المضادة للخيول على غرار ما فعله سليم الأول في معركة مرج دابق ولكن استخبارات العثمانيين تمكنت من اكتشاف خطة الجيش المصري عن طريق والي حلب المملوكي خاير بك والذي دخل بخدمة العثمانيين من تأمين خيانة صديقه القديم جانبردي والذي كان على خلاف مع السلطان طومان باي.
أشار خاير بك على السلطان سليم بضرورة الالتفاف على جيش المماليك، لكن طومان باي علم بالخيانة بعد فوات الأوان وتردد بمعاقبته خوفا من أن يدب الخلل في صفوف الجند.
“بدائع الزهور في وقائع الدهور”
يقول ابن إياس بكتابه “بدائع الزهور في وقائع الدهور”: وصلت طلائع عسكر ابن عثمان عند بركة الحاج بضواحي القاهرة، فاضطربت أحوال العسكر المصرية، وأغلق باب الفتوح وباب النصر وباب الشعرية وباب البحر وأغلقت الأسواق وزعق النفير وصار السلطان طومان باي راكبا بنفسه وهو يرتب الأمراء على قدر منازلهم، ونادى للعسكر بالخروج للقتال.
أضاف: أقبل جند ابن عثمان كالجراد المنتشر، فتلاقى الجيشان في أوائل الريدانية، فكان بين الفريقين معركة مهولة وقتل من العثمانية ما لا يحصى عددهم. ويستطرد ابن إياس فيقول: (ثم دبت الحياة في العثمانية، فقتلوا من عسكر مصر ما لا يحصى عددهم.
هزيمة المماليك
استمرت المعركة الضارية بين العثمانيين والمماليك ما بين 7-8 ساعات، وانتهت بهزيمة المماليك وفقد العثمانيون خيرة الرجال منهم سنان باشا الخادم وقتل بيد طومان باي الذي قاد مجموعة فدائية بنفسه، واقتحم معسكر سليم الأول وقبض على وزيره وقتله بيده ظنًا منه أنه سليم الأول.
خسر المماليك حوالي 25 ألف قتيل بفضل مدفعية العثمانيين واستخدامهم المكثف للبنادق، وفرَّ طومان باي من المعركة ودخل العثمانيون العاصمة المصرية، وقد استغرق منهم الكثير من الوقت والرجال حتى استكملوا سيطرتهم بالكامل على القاهرة.
والريدانية هي مكان بجوار الصحراء ينسب لريدان الصقلي ابن عم جوهر الصقلي من العصر الفاطمي ومكانه الحالي حي العباسية وجزء من منطقة الوايلي وحي مصر الجديدة.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار ، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.