مافيا الألعاب النارية
وردتني صورة لطفل تعرض لإصابات خطيرة في يده على خلفية العبث بالألعاب النارية التي بات تواجدها وخصوصا في العشوائيات والأحياء الشعبية مسار تساؤلات منطقية إن كنا فعلا جادين في مواجهة تلك الأزمة.
إن تلك المقذوفات الصغيرة المصنفة على أنها ضعيفة الانفجار يستخدمها الأطفال في الترفيه والمناسبات والتسلية؛ كفيلة بأن تحول أفراحنا ومناسباتنا إلى كوارث ومآتم حال تواصل الإهمال بشأنها؛ لأن الطفل الذي يستخدم تلك الألعاب في غالب في سن يصعب فيها عليه التمييز وإن كنا نحمل أولياء الأمور المسؤولية في ذلك، فلسنا نتجاهل بائعي تلك الألعاب الذين لا يراعون للطفولة براءتها ولا للضمير أمانته.. تجد أحدهم يفترش طريقا ويبيع ما يسمى الصواريخ..
ويؤسفني القول، إن بعض أولياء الأمور يكونون في حالة ضعف إنساني شديد أمام إلحاح أطفالهم عليهم بطلب شراء الألعاب النارية وخصوصا في شهر رمضان والأعياد أما الأمهات الفضليات فتجد إحداهن تتدخل في حالة رفض الأب إعطاء ثمن علبة الصواريخ إلى الطفل وشعارها في ذلك أن الأطفال كلها تعلب.. لا يهم تلك الأم أن الأطفال تلعب بأعصاب الناس من ورائهم تلعب في الشوارع..
إثارة الفزع
هذه الألعاب النارية طالما أصابت طفلا وفزعت سيدة وأخافت رجلا حاول ستر صدمته منها أمام الناس حتى لا يضحك عليه أطفال محرومون هم وآباؤهم على السواء من التربية..
إنني أهيب بالأجهزة المعنية بسرعة تدارك الموقف وفرض مزيد من الإجراءات بشأن كارثة الألعاب النارية وبث رسائل توعوية للمواطنين وتشجيعهم على الإبلاغ عن بائعي الألعاب النارية على مستوى المحافظات كافة.. إن تلك العصابات وإن بدت غير خطيرة لكنها تستهدف أمننا وأطفالنا بتلك التجارة الخبيثة.
خلال الشهر الكريم تم ضبط متهم بحيازة مليون صاروخ العاب نارية من خلال وحدة مباحث قسم شرطة الجمالية، فضلا عن ضبط 850 ألف قطعة ألعاب نارية في الساحل، و7 آلاف صاروخ ألعاب نارية محظور تداولها في الغربية، فضلا عن ضبط 1967 قطعة ألعاب نارية في حدائق القبة.
في ذات الشهر الكريم أصيب أطفال في محافظات الدقهلية والفيوم وبني سويف والسويس بإصابات خطيرة بسبب الألعاب النارية ولا زلنا نتعامل مع تلك الأزمة بوتيرة أقل سرعة من خطورتها على الصغار الذين أصيبوا في الأطراف والعين بإصابات خطيرة جراء تلك الكارثة ناهيك عن التداعيات النفسية المترتبة على نشر الفزع في الشوارع بسبب تلك الألعاب.
لا زالت على ثقة بقدرة الأجهزة المعنية على التنسيق الشامل للقضاء على تلك الآفة في مصر وما ساقته تلك السطور من وقائع على مستوى الضبط والإصابات التي تعرض لها الأطفال إنما هي أمثلة ووقائع رصد ومتابعة محدود.. لكن ما خفي لدى مافيا الألعاب النارية لا زال أعظم فهل أسرعنا التحرك لحماية مجتمعنا منها؟