قصة قرية ناصر الدين التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي وحولها إلى مزرعة مواشي
في مثل هذا اليوم من عام 1948 ارتكبت عصابات الهاجاناه الصهيونية مجزرة في قرية ناصر الدين في طبرية، وقتلت 50 فلسطينيًا من أصل 90 هم سكان القرية.
عن قرية ناصر الدين
قرية مهجرة في شمال فلسطين، تقع غرب الجنوب الغربي من بلدة طبرية، حيث تبعد عنها نحو 7 كم عن طريق الناصرة– طبرية التي منها 4 كم طريقًا معبدة.
سميت بهذا الاسم نسبةً إلى ولي له مقام شمالي القرية، وهو من شهداء الحروب الصليبية.
موقع القرية
أنشئت قرية ناصر الدين في القسم الشرقي من جبال الجليل الأدنى فوق سفح يطل على الشرق، أي على بحيرة طبرية، على ارتفاع 75م عن سطح البحر.
تتميز السفوح الواقعة في غرب وشمال غرب وشمال القرية بشدة انحدارها، ويقع تل ماعون الذي يرتفع 200م عن سطح البحر على بعد نحو كيلومتر واحد إلى الغرب من القرية، وعليه مقام الشيخ قدومي أحد شهداء الحروب الصليبية.
تبعد القرية نحو كيلومترين على شاطئ بحيرة طبرية الغربي. يبدأ بعد نحو كيلومتر واحد من جنوبها الغربي وادي حجة رافد وادي الفجاس أحد روافد نهر الأردن، ومن شرقها تبدأ عدة أودية صغيرة تنتهي في بحيرة طبرية. من ينابيع القرية عين التينة الواقعة في شرقها مباشرة، عيون البيار الواقعة في جنوبها الشرقي وعين الكلب الواقعة في جنوبها.
الامتداد العام للقرية من الشمال إلى الجنوب ومساكنها متباعدة. كان فيها 35 مسكنًا في عام 1931، وفي عام 1945 بلغت مساحة أراضيها وأراضي قرية المنارة الواقعة على بعد 3 كم من جنوبها الشرقي نحو 6,797 دونمًا تملك اليهود منها 1,410 دونمات، أي 20,7%.
كان في قرية ناصر الدين 109 نسمات من العرب في عام 1922، وارتفع العدد إلى 179 نسمة في عام 1931 ثم انخفض إلى 90 في عام 1945، وفي 1948 أزالها اليهود من الوجود.
لم يكن في القرية أي نوع من الخدمات، اعتمد اقتصادها على الزراعة وتربية الماشية.
احتلال القرية وتطهيرها عرقيًا
كثيرًا ما كانت الهاجاناه قبل احتلال مدينة ما تحتل القرى القريبة منها لتجعلها عبرة فتستثير الخوف في صفوف سكان المدينة.
استعمل هذا التكتيك في الاستيلاء على طبرية، حيث كانت ناصر الدين هي القرية التي انتقيت لعرض القوة والبطش، وفي 11 أبريل 1948، قامت فصيلتان من لواء جولاني كانتا ترابطان في الحي اليهودي في طبرية بالزحف إلى القرية.
يقول المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس أنّ «نفرًا من غير المقاتلين قتل فيما بعد فيما يبدو، ودمّرت بعض المنازل مما جعل السكان يفرّون في معظمهم إلى لوبيا أو إلى طبرية التي نقلهم الجنود البريطانيون منها إلى لوبيا».
ثمة المزيد من التفصيلات في رواية هجوم أبريل يورده مصدران فلسطينيان؛ المؤرخ الفلسطيني نافذ نزال يستشهد بشهود عيان يقولون أن منازل القرية كلّها دمرت، وأنّ بعض السكان وفي جملته أطفال ونساء قتل والباقي طرد وهو يورد أسماء سبعة من السكان الذين لقوا مصرعهم في القتال.
كذلك يذكر المؤرخ الفلسطيني عارف العارف أنّ عشرة أشخاص قتلوا وان منازل القرية أحرقت. كما يقول بلاغ رسمي بريطاني أنّ ثمانية رجال وامرأة وعددًا غير محدّد من الأطفال لقوا مصرعهم في القتال وتؤكد الصحيفة وأحرقت المنازل المبنية بالطين.
أدى احتلال القرية إلى إجبار ما تبقى من السكان إلى الإكراه على الرحيل ولا يعرف شيء عن ظروف ترحيلهم.
القرية اليوم
لم يبق من القرية أثر. أنشئت في موقع القرية وعلى جزء من أراضيها أبنية سكنية تابعة لمدينة طبرية وبقي بعض أجزاء من القرية خاليًا من العمران، ويستخدمه الإسرائيليون مرعى للمواشي.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار ، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.