رئيس التحرير
عصام كامل

ضعوا القلم في قبري لأكتب تحقيقا عن يوم القيامة.. وصية غريبة لمصطفى أمين

الكاتب الصحفى مصطفى
الكاتب الصحفى مصطفى أمين ؛ فيتو

الكاتب مصطفى أمين عملاق من عمالقة الصحافة وأحد رموزها الكبار، خرجت على يديه أجيال صحفية عديدة منذ أسس دار أخبار اليوم كمؤسسة صحفية كبيرة، تربى هو وتوأمه على أمين في حضن الحركة الوطنية المصرية في بيت الزعيم سعد زغلول وأثار جدلا خلال مشواره الصحفى الطويل وواجه قبولا ورفضا من الوسط الصحفى. 

فى مثل هذا اليوم 13 أبريل 1997 خرج مئات الآلاف من أبناء  مصر للمشاركة فى الوداع الأخير للكاتب الكبير مصطفى أمين بعد توقف قلمه الذى استمر أكثر من 60 عاما نصيرا لحرية الرأى والتعبير.

دراسة الصحافة بالولايات المتحدة 

ولد مصطفى أمين عام 1914 فى بيت الأمة حيث كان خال والدته هو الزعيم سعد زغلول، وتلقى تعليمه بالمدارس المصرية ثم التحق بالجامعة الأمريكية وتخرج فيها وسافر إلى الولايات المتحدة لدراسة العلوم السياسية. 

مصطفى وعلى أمين 

بدأ حياته صحفيا فى مجلة الرغائب ثم الكوكب والجهاد إلى روز اليوسف عام 1930  واشترك مع محمد التابعى فى إصدار مجلة آخر ساعة 1934 وتولى فيها منصب نائب رئيس التحرير ثم مندوبا لجريدة المصرى فى اوروبا ثم رئاسة تحرير آخر ساعة الى ان اشتراها عام 1946.

أسس مع شقيقه وتوأمه على أمين دار اخبار اليوم عام 1944 وأسس مجلتى آخر لحظة والجيل عام 1951  وواصل كتابة عموده “فكرة” بدلا من شقيقه على أمين بعد وفاته.

سعيد بكل كلمة كتبها 

عن حياته يقول مصطفى أمين: قديما قالوا ان عمر الانسان يحسب بالايام السعيدة التى عاشها، بهذا أكون قد عشت كل يوم من أيام حياتى الصحفية التى بدأتها فى طفولتى، فإن كل كلمة كتبتها أسعدتنى.. حتى لو كلفتنى حريتى وحياتى بعد ذلك.

مصطفى أمين فى مكتبه بأخبار اليوم 

تأثر مصطفى أمين فى حياته الصحفية بالاديب عباس محمود العقاد لاحتفاظه بكرامته، كما تأثر بمحمد التابعى وعبد  القادر حمزة وتوفيق دياب وفكرى اباظة حيث تأثر بهما فى الكتابة السياسية .

أيد مصطفى أمين ثورة يوليو، ثم انقلب عليها، ووصل الصدام ذروته مع مجلس قيادة الثورة، وحوكم مصطفى امين بتهمة التجسس لصالح أمريكا، وحكم عليه بالسجن 25 سنة وفشلت كل المحاولات من ملوك ورؤساء وفنانون للإفراج عنه دون جدوى ,وبعد حرب أكتوبر أمر السادات بالإفراج عنه بعد ثمانى سنوات ونصف قضاها فى السجن. 

منع مصطفى أمين  من الكتابة وتوقف مقاله اليومى "فكرة" وتم حذف عبارة "أسسها مصطفى وعلى امين " من صدارة أخبار  اليوم، فرد مصطفى أمين أن هرم الجيزة ليس مكتوب عليه أسسه خوفو.

وحين عاد إلى  الكتابة كتب فى عموده "فكرة" يقول اذا غضب منك عبد الناصر قصف عمرك، واذا غضب منك السادات قصف قلمك واذا غضب منك مبارك اكتفى باللوم. 

أوصى بوضع قلمه بجواره فى القبر 

ومن أواخر ماكتب الراحل مصطفى أمين: «شاركت فى صنع صحافة عظيمة فى بلادى، انها قصة مصر التى عشتها، ولا أتصور أن أعيش يوما فى حياتى بغير قلم فلقد كان دائما هذا القلم صديقى وحبيبى، أعطيته وأعطانى، وعشقته وأخلص لى.. وعندما أموت أرجو أن يضعوه بجوارى فى قبرى فلقد احتاج اليه اذا كتبت تحقيقا صحفيا عن يوم القيامة».

أحمد رجب يكتب عنه 

فى ذكراه العاشرة كتب الكاتب الساخر احمد رجب يقول «مصطفى وعلى امين ليسا فى حاجة الى احياء ذكرى فعندما رفعوا اسم الاثنين فى صحف اخبار اليوم فقال مصطفى أمين: خوفو لم يكتب اسمه على الهرم الاكبر».

الجريدة الرسمية