أيها الأقباط.. نرجوكم لا تتركونا
أتمنى أن تكون المعلومات التى تضمنها التقرير الذى نشرته صحيفة "ديل تليجراف"، البريطانية أمس، تحت عنوان "خروج جماعى للمسيحيين الذين يخافون مصر الجديدة"، غير صحيحة.
كان "ريتشارد سبنسر"، مراسل الصحيفة، نسب إلى قساوسة وشخصيات قبطية مصرية قولها إن عشرات الآلاف من المسيحيين المصريين يغادرون مصر إثر الثورة وتولى الإسلاميين مقاليد الحكم فى البلاد.
التقرير زعم أن الكنائس القبطية فى الولايات المتحدة بدأت توسع من نشاطها لتواكب، ما وصفه بـ"الأعداد الكبيرة القادمة من مصر"، بينما يتحدث القساوسة فى القاهرة والإسكندرية عن مناخ جديد من الخوف وانعدام اليقين.
ونسب التقرير إلى أحد قساوسة كنيسة القديسين فى الإسكندرية قوله إن الأقباط خائفون.. أعداد ليست قليلة تغادر البلاد إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والعشرات من هذه الكنيسة فقط يحاولون الخروج".
ورأت الصحيفة أن الرئيس محمد مرسى تعهد باحترام حقوق الأقباط، ولكن جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين يلعبون دورا سلبيا فى تعكير صفو أقباط مصر.
وسواء كان ما نشره التقرير صوابا، أو ملفقا، أو محرفا، فيما يتعلق بهجرة جماعية للأقباط فإن مزاج المتشددين، ضدهم بعد الثورة لم يعد إيجابيا، ويحمل كثيرا من القبح والغباء، بعدما اُبتلينا برجال خالفوا الله ما عاهدوا عليه، وتوهموا أن التحرش بأقباط مصر الأبرار جهاد فى سبيل الله وفريضة لا يجب التغافل عنها.
واستطاع المغرضون والذين فى قلوبهم مرض، أن ينشروا أجواءً من الكراهية ضد من أوصانا بهم الرسول الكريم خيرا، ما دفع بعضهم إلى إعادة حساباته فى ظل وطن ينقلب على نفسه، فيفكر بنعاله ويمشى على رأسه.
ورغم كل ذلك، فإننى باسم جميع مسلمى مصر باستثناء أهل التطرف والتشدد من غربان السلفية والإخوان، أناشد أقباط مصر الصبر على ما ابتلانا الله به، وعدم ترك وطنهم وأن يشاركوا أشقاءهم المسلمين فى مقاومة ما استجد من أجواء غير طيبة، سوف تتلاشى سريعا، إذا توحدنا جميعا ضدهم.
وعليكم أن تعلموا جميعا يا أقباط مصر أن الإسلام أوصى بكم خيرا، ففى صحيح مسلم عن أبى ذر مرفوعا:" أنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما"، وفى حديث كعب بن مالك: "إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة".
وفى كتاب "الخطط"، يُقال: إن فى بعض الكتب الإلهية مصر خزائن الأرض كلها فمن أرادها بسوء قصمه الله"، وعن كعب الأحبار:"مصر بلد معافاة من الفتن، من أرادها بسوء كبه الله على وجهه"، وفى رواية أبى موسى الأشعرى: "أهل مصر الجند الضعاف ما كادهم أحد إلا كفاهم الله مؤونته".
لذا فإن ما يحدث الآن ليس سوى سحابة صيف، وبعدها سوف يعود دعاة الفرقة والكراهية إلى جحورهم التى كانوا يعتكفون فيها قبل الثورة، لأن من اعتاد الحياة فى الظلام يكره النور، فيا أقباط مصر ابقوا فى وطنكم ولا تتركونا..