رئيس التحرير
عصام كامل

علماء النفس: استغلال الأطفال في الاعتصامات له آثار سلبية على تكوينهم النفسي والمجتمعى.. فرويز: يبث روح الكراهية في نفوس الأطفال.. ليلة: الإخوان يستخدمون النساء والأطفال كدروع بشرية


أكد خبراء علم الاجتماع والنفس على خطورة استغلال الأطفال في التظاهرات والاعتصامات، خاصة أن لها آثار سيئة على الطفل وتكوينه النفسي والمجتمعى، وتجعله ينظر بعدوانية للعالم المحيط به ويتعمق خوفه وكراهيته للعالم ويصبح عدوا للعالم ومن حوله.


وكان المجلس القومي للطفولة والأمومة قد استنكر استمرار استغلال الأطفال من قبل جماعة الإخوان، معربًا عن أسفه لانتهاك حقوق الأطفال، واستغلالهم في النزاعات المسلحة لتحقيق مآرب شخصية.

وأعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة "اليونيسف" عن قلقها العميق إزاء ما تناولته التقارير حول الزج بالأطفال في الصراعات السياسية على نحو يؤدى إلى تعرضهم لتأثيرات سلبية مدمرة على المدى الطويل.

من جانبه قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، معلقًا على استخدام الأطفال في التظاهرات والاعتصامات، إن الطفل يجد نفسه موجودا في بيئة أكبر منه ويتعامل مع عقليات متشددة، فضلا عن بث روح الكراهية في نفس الطفل للمجتمع ومن حوله.

ويؤكد "فرويز" أن الاعتصامات بؤرة صالحة لنمو المتطرفين من خلال شحن الطفل ضد المجتمع وأن البيئة الخارجية تكرهه والطفل لا يفكر ويتأثر بمن حوله سريعا.

وأضاف أنها تؤثر في شخصيته وتجعله طفلا عنيفا وكارها لمن حوله يشعر أن الآخرين أعداء له، وأحيانا تصنع مجرما متطرفا تحت السن يقدم على بعض التصرفات التي يحاسب عليها القانون.

وأوضح أن شخصية الطفل تتكون من الوراثة والتربية والخبرات، يسمع من حول يشتمون في الشعب والحكومة والجيش تكسبه خبرات سيئة.
 
ويقول الدكتور على ليلة، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عين شمس، تعليقا على استغلال الأطفال في المظاهرات والاعتصامات، إنها حالة سلبية ولها آثار سيئة على الطفل وتكوينه النفسي والمجتمعى.

وأضاف ليلة أن من يأخذ أطفاله وزوجته ليحتمي بهم، تنتفي عنه صفة الرجولة تماما، موضحًا أن الطفل والمرأة من المفترض أنهم في حماية الرجل، ولكن ما يحدث الآن العكس تماما، ونجد أن الأطفال والنساء متقدمون في صفوف التظاهرات والاعتصامات كدروع بشرية.

وأشار إلى أن الطفل يعيش على الحرب والموت ويجعله ينظر بعدوانية للعالم المحيط به ويتعمق خوفه وكراهيته للعالم ويصبح إنسانا عدوا للعالم ومن حوله، موضحًا أن الأطفال في الأماكن المزدحمة أكثر تأثرا من الناحية البيولوجية وعرضة للإصابة بالأمراض ووجود حالة من الخوف لديه.

كما قال الدكتور أحمد عبد الله، استشارى الطب النفسي، إن مشاركة الأطفال في الاعتصامات والتظاهرات سلاح ذو حدين، أحيانا يكون إيجابيا من تربية الأطفال على المشاركة المجتمعية والتربية الديمقراطية، فضلًا عن أن يكون لهم دور في قضايا وطنهم وتربيتهم على المطالبة بحقوقهم، خاصة مع الأطفال الذين ليس لهم اهتمامات وأنشطة يمكن شغلهم بقضايا وطنهم وأن يكون لهم رأى مستقل بهم.

وأضاف "عبد الله" أن الجانب السلبي يكمن في مشاركة الأطفال في تظاهرات العنف وتربيتهم على العنف وتعريضهم للخطر وعدم الحماية وكراهية المجتمع، وأن يكونوا سلبيين في المجتمع يتربون على بيئة الاعتصامات والعنف.
الجريدة الرسمية