رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. "لعنة التعذيب حتى الموت" تطارد المعزول.. "محمد" بطل المصارعة تم قتله بقسم مرسى مطروح.. الأب: ابني مات صعقا بالكهرباء ودمه في رقبة مرسي.. الأم: ليس عاطلا أو مسجل خطر


ظل محمد ممدوح الشاب السكندري البالغ من العمر 25 عاما، يتدرب على لعبة المصارعة الرومانية حتى أصبح من أعلام اللعبة وأبطالها في الإسكندرية وكان يحصل على مراكز متقدمة كما تم تكريمه عدة مرات من الاتحاد المصري للمصارعة بالإسكندرية فوالده بطل أيضا بإحدى الشركات حتى أصيب محمد بمرض نفسي نتج منه أنه يشعر دائما بضرورة السفر والتجوال داخل المحافظات المصرية بهدف تغيير الجو.


وسافر بالفعل إلى محافظة مرسى مطروح كي يقضي وقتا على شاطئها وهناك تم اقتياد محمد البطل الأوليمبي وتم حبسه بقسم شرطة مرسى مطروح، ولم يخرج محمد إلا جثة هامدة بعد أن قالت الداخلية إنه انتحر بعد أن صعق نفسه بالكهرباء في رأسه.

ورغم تحرير أسرة محمد لمحضر بتغيبه بقسم شرطة العامرية بعد أن طالت مدة سفره، إلا أن الداخلية تعاملت معه داخل قسم مطروح بوحشية وتم نشر أخبار البطل الأوليمبي على أنه أحد البلطجية وعندما علمت أسرته بما جرى جن جنونهم وأصيبت والدته بالحزن والهم وبحالة من الاكتئاب.

"فيتو" زارت أسرة البطل الأوليمبي بمنطقة البيطاش بالعجمي والتقينا والده ووالدته اللذين حكيا لنا أن نجلهما ليس بلطجيا أو مسجل خطر ولكنه بطل أوليمبي حاصل على العديد من الشهادات والأوسمة كما أنه حاصل على دبلوم زراعة عام 2005 وليس عاطلا فوالده ممدوح السيد حسين قدم له على وظيفة بإحدى الشركات كأبناء عاملين.

وكان محمد ينتظر، بحسب أقوال الأب والأم، خطاب التعيين هذه الأيام إلا أن بطش الداخلية وسياستها القمعية التي لم تتغير أودت بحياة محمد الشاب الطموح الذي كان يتمنى أن يمثل مصر في لعبة المصارعة الرومانية وكان يشاهد الأبطال المصريين أمثال كرم جابر وغيره.

وبدموع ساخنة قالت الأم إن ابنها كان شابا هادئا خلوقا مثقفا وكان دائم البحث عن كل جديد في عالم المصارعة الرومانية وظل مدربو اللعبة يشيدون به حتى وقت قريب، إلا أن المرض النفسي الذي أصابه أصبح يشكل خطرا على استمراره في اللعبة.

وأضافت الأم المكلومة أن محمد نجلها مات صعقا بالكهرباء داخل قسم شرطة مرسى مطروح نتيجة التعذيب، ووجهت رسالتها إلى الرئيس المعزول محمد مرسي الذي كان قد عاهد الشعب المصري أنه سيطهر وزارة الداخلية من الفاسدين إلا أنه لم يفعل ذلك.

وأكدت أن دم ابنها في رقبة الرئيس المعزول مرسي شخصيا لأنه زار مرسى مطروح بعد أسابيع قليلة من وفاة محمد وأرسلوا استغاثة إلى رئاسة الجمهورية لكن لم يرد عليهم أحد رغم إرسالها للمعزول عدة مرات.

وأضافت الأم بصوت حزين: ابني مثل خالد سعيد بالضبط ونحن لن نقف مكتوفي الأيدي ونشاهد استمرار مسلسل التعذيب داخل أقسام الشرطة.

والتقط والد الضحية أطراف الحديث فقال إنه عندما ذهب لقسم شرطة مطروح للحصول على رقم المحضر الخاص بابنه رفض كل العاملين بالقسم إعطاءه الرقم ولكنه استطاع الحصول عليه عن طريق محام ولا يزال التحقيق مستمرا بعد مطالبة الأب بتشريح الجثة وكشف سبب الوفاة.

وأكد أنه تقدم ببلاغ إلى المحامي العام لنيابات استئناف الإسكندرية به كل التفاصيل الخاصة بالقضية كما تم منع أسرة محمد من تصويره داخل المشرحة واختتم الأب قوله بأن أصدقاء محمد بالعجمي والدخيلة يريدون تنظيم مسيرات حاشدة الأسبوع المقبل من أجل أخذ حق الشهيد الجديد لطوارئ مرسي.
الجريدة الرسمية