طقوس صوفية مصر في رمضان.. مواكب تتوارثها الأجيال وإعداد موائد.. والحضرة في القلب
الصوفية، الأولياء والمشايخ وآل البيت، خلطة تضفى روحانيات أخرى على الشهر الكريم، فالطرق الشهيرة الضاربة فى جذور التاريخ الإسلامي، تنتهز الفرصة للتوسع فى قراءة القرآن وترديد الأناشيد الدينية وإقامة حضرات الذكر ومجالس العلم والدعاء والاستغفار.
بخلاف ما يقدم عليه كل مسلم فى الشهر الكريم، تملك الصوفية طقوسا خاصة طالما اشتهرت بها الطرق فى مصر، التى يبلغ عددها 69 طريقة مسجلة، غير الطرق المتفرعة وغير المسجلة، وتبدو الطقوس شبه واحدة فى أغلب الطرق باستثناءات لكل طريقة، لكن ما يبدو واضحا تمسك الجميع بالحضرة، واعتبارها صمام الأمان لاستمرار الصوفية عبر الأجيال.
ورغم تنوع طقوس الصوفية طوال شهر رمضان الكريم، ما بين المواكب وإعداد موائد رمضان والدروس الدينية، إلا أن «الحضرة» هى الوحيدة التى ناضلت من أجل البقاء، لتختفى باقى المظاهر، ويتمسك المتصوفة بلقاءات الحضرة بصفة يومية طوال الـ30 يومًا دون انقطاع.
ويتجمع أعضاء الطرق الصوفية عقب صلاة التراويح فى منازلهم حسب جدول أعدوه مسبقًا خلال شهر شعبان، لترديد الذكر فى حضور الرجال والأطفال، مع تخصيص مكان منعزل خاص للنساء، يستمعن إلى المدائح النبوية والابتهالات والذكر الجهرى فى أجواء رمضانية، تمتد لساعات تتضمن استراحات قصيرة، يتناولون فيها الحلوى والمشروبات مع الإفطار الجماعى الذى يشارك فيه كافة أطياف المجتمع.
تتوقف المائدة وسرادق الصوفية فى ساحة الحسين خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان لإتاحة الوقت للمريدين والمتابعين للاعتكاف فى المساجد.
يقول الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن الطريقة العزمية لها عدد من الطقوس خلال شهر رمضان الكريم، موضحا أنها قامت بإعداد سرادق كبير أمام مشيخة الطريقة، ونظمت مائدة رحمن للزوار والمريدين والبسطاء خلال الشهر الكريم، بالإضافة إلى دروس العلم عقب صلاة التراويح وتلاوة القرآن، والاحتفال بليلة بدر وليلة 24 رمضان.
وأضاف: إن الشهر فرصة لمراجعة النفس وتصويب الأخطاء والعودة إلى طريق الصلاح مع المولى عز وجل والطريقة تضع منهجًا لتعليم الصغار منهج الإسلام الصحيح، مشيرا إلى أن الطريقة العزمية تقوم خلال هذا الشهر بتنظيم جلسات الذكر أو الحضرة وهو مصطلح إسلامى صوفى يطلق على مجالس الذكر الجماعية التى يؤديها المسلمون المنتمون للطرق الصوفية السنية بشكل خاص، ويكون على رأسها شيخ عارف بالطريقة يمنع كل ما من شأنه أن يحول دون الوصول إلى لحظة الصفاء.
وتابع أبو العزائم: الطريقة العزمية شأنها شأن كل الطرق الصوفية فى إحياء طقوس شهر رمضان، إذ يبقى فى الصدارة تلاوة القرآن كأحد الطقوس الرئيسية لأبناء الطريقة العزمية والنصوص الأخرى من أدعية وأوراد، وإلقاء الشعر والإنشاد الديني، والمديح النبوى المتخصص بمدح رسول الإسلام والصلاة عليه، والدعاء والذكر الجماعى بشكل إيقاعي، وتلاوة أسماء الله الحسنى.
اما الشيخ عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية، فأكد أن شهر رمضان فرصة للصفاء وتطهير النفس والعودة إلى سيرة النبى العطرة، ولذلك تستقبل الطريقة الشهر بإقامة الموائد فى كل المساجد التابعة له، بالإضافة إلى تلاوة القرآن بشكل يومى وفق جدول محدد وخاصة فى عواصم المحافظات بالمنصورة والمنوفية عن طريق كل نائب للطريقة، وأضاف: «فى ليلة 21 يكون هناك احتفالً خاص من خلال تنظيم حلقة كبرى للإنشاد الدينى ودروس عن مبادئ الصوفية عقب صلاة التراويح».
المائدة الصوفية
وأكد أن المائدة الصوفية تعتبر من أبرز طقوس الطرق الصوفية فى رمضان، وتبدأ من اليوم السادس بإقامة المائدة الصوفية أمام ضريح الحسين بمشاركة 18 شيخ طريقة، وتتولى كل طريقة مسئولية المائدة يوما على مدى 18 يوما، ويشارك فيها كافة أطياف المجتمع.