قصة أشهر أغاني عيد الأم، كتبها حسين السيد ولأمه، ولحنها عبدالوهاب في ربع ساعة
الشاعر حسين السيد كان أمله في الحياة أن يصبح ممثلا مشهورا معتمدا على وسامته ورخامة صوته، وبالرغم من عمله في التجارة مع والده في البداية إلا أن حب الفن والتمثيل غيَّر اتجاهه في الحياة، اتجه إلى التمثيل لكن جاء اختياره لكتابة الأغانى بالصدفة.
كتب الشاعر حسين السيد لأغلب مطربى ومطربات جيله باستثناء أم كلثوم، فخرجت أروع الكلمات التي غناها عبد الحليم حافظ، منها بيع قلبك، ظلموه، جبار، عقبالك يوم ميلادك.
ولعبد الوهاب كتب: اجري اجري، يامسافر وحدك، حكيم عيون، ولسيد مكاوي وحياتك ياحبيبى ريح قلبى معاك، ولفريد الأطرش "يابو ضحكة جنان “ ولصباح كتب الأغنية الرمضانية الشهيرة ”الراجل ده حايجنني”.
أيقونة عيد الأم
كما كتب أغانى للأطفال من أشهرها "ماما زمانها جاية"، أما أروع ما كتب وأخلد ما كتبه الشاعر حسين السيد فهو أغنية “ست الحبايب ياحبيبة” التي غنتها فايزة احمد ولحنها محمد عبد الوهاب وأصبحت ايقونة الاحتفال بعيد الأم.
دراسة الفرنسية
ولد حسين السيد فى طنطا ـ مارس عام 1916، رحل في مارس 1983 ـ وعاش فيها السنوات الأولى من عمره، ودرس بمدرسة الفرير بالخرنفش بالإسكندرية واتقن الفرنسية الى جانب العربية، التحق بكلية التجارة وفقا لرغبة والده التاجر المسئول عن توريد المواد الغذائية للجيش والمستشفيات ـ وقتئذـ ولوفاة والده فجأة ترك الدراسة لإدارة تجارة والده،
صدفة يوم سعيد
وبالصدفة قرأ إعلانا عن حاجة المخرج محمد كريم لوجوه جديدة للتمثيل في فيلم "يوم سعيد" بطولة محمد عبد الوهاب، فهو لم يكن يريد التمثيل، ولكن كان يريد أن يدخل عالم الفن بأى طريقة، فذهب إلى البلاتوه للتقديم، وحدث أن كانوا محتاجين أغنية وبيفكروا مين يكتبها، ولما عرض عليهم كتابة هذه الأغنية من أول لقاء جمعهم، أخذوه محط سخرية، ولكن محمد عبد الوهاب أعطاه الفرصة، وقال له: تجيبها امتى ؟ قال له: بكرة، وقال: إن دى فرصتى أكون أو لا أكون، وكتب أغنية "إجرى إجرى، وبدأت التوأمة مع عبد الوهاب التى استمرت 40 عاما.
القصة الأولى للأغنية
كتب عن اغنية “ست الحبايب” روايات كثيرة حول ظروف كتابته لها، إلا ان القصة الحقيقية كما ترويها ابنته حامدة، وتقول: أن مصطفى أمين وعلي أمين عندما فكرا فى عيد للأم، وعرضا على ثروت عكاشة ـ وزير الثقافة آنذاك ـ هذه الفكرة، ووافق على فكرة وجود عيد للأم، ولكن اشترط أن يرافقها أغنية للأم، كتبها حسين السيد ولحنها عبد الوهاب خلال 48 ساعة.
في نفس اللحظة، اتصل بفايزة أحمد التي ذهبت بعد ذلك إلى منزل محمد عبد الوهاب لتسمع اللحن، وقضت السهرة في بيته، واقترحت تعديل بعض الكلمات.
وفي منتصف الليل انضم حسين سيد إليهما، وعدّل في الكلمات، وعدّل عبد الوهاب اللحن أيضا.
وفي صباح اليوم التالي ذهب الثلاثة إلى الإذاعة لتسجيل الأغنية، وأذيعت الأغنية لأول مرة فى مثل هذا اليوم 21 مارس 1958.
كواليس تسجيل الأغنية
وكانت مجلة "الكواكب" قد نشرت في مايو 1958 كواليس تسجيل الأغنية، وأكدت أن الناشطة النسائية زينات الجداوي، التي تولت لجنة تنظيم احتفالية عيد الأم، هي من اقترحت على المسؤولين في الإذاعة إعداد أغنية خاصة بهذا العيد ضمن البرنامج الذي تعدّه لهذه المناسبة، واتصلت بالموسيقار محمد عبد الوهاب، وبدوره كلّف حسين السيد بوضع الكلمات، وعندما سمع مطلعها من المؤلف، دندن الموسيقار مطلعها، وقال إن أصلح صوت يؤدي هذه الأغنية هو صوت فايزة أحمد.
وكتبت مجلة الإذاعة عام 1960 ان أغنية ست الحبايب خرجت إلى النور، بالصدفة البحتة، حيث كان الشاعر حسين السيد ذاهبًا في مثل هذا اليوم 21 مارس إلى منزل والدته، واكتشف أنه نسي شراء هدية لأمه كي يقدمها لها في عيدها، ونظرًا لشعوره بالتعب والإرهاق لم يبادر بالنزول مجددًا للشارع لشراء الهدية، لذا هداه تفكيره لحيلة أخرى، إذ أخرج ورقة وقلمًا من جيبه وجلس على السلم أمام الشقة يكتب كلمات يعبر فيها عن حبه وتقديره لأمه، ليقدمها لها فور أن تفتح له الباب، وعندما انتهى من الكتابة طرق الباب وقدم لها تلك الكلمات، فبكت من شدة تأثرها بها، وسألت ابنها هل هذه الكلمات لها خصيصا أم أنها أغنية جديدة من تأليفه؟ فقال إنها لها وحدها وليست أغنية، مؤكدا أنها لو رغبت في تحويلها إلى أغنية فسيتم ذلك خلال ساعات وبصوت أجمل المطربات، ووافقت الأم.
تلحين "ست الحبايب" فى 15 دقيقة
على الفور، اتصل حسين السيد بالموسيقار محمد عبدالوهاب وروى له القصة، وقرأ عليه الكلمات واكتشف بعد الانتهاء من قراءتها أن عبدالوهاب سجلها في ورقة عنده، ووعده الأخير بتلحينها ليفاجأ السيد في اليوم التالي هو ووالدته بالأغنية تذاع في الإذاعة المصرية وبصوت فايزة أحمد، فقال له عبدالوهاب إنه أعجب بالكلمات ولحنها في 15 دقيقة، واتصل بفايزة أحمد ودعاها على الفور للتدريب على اللحن، لتحفر اسمها بحروف من نور في أذهان وذاكرة الجماهير بتلك الأيقونة التى عاشت فى الذاكرة سنوات وسنوات بلغت 65 عاما.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.