رئيس التحرير
عصام كامل

غراب البين يكتب: بنات آخر زمن

غراب البين
غراب البين

بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله.. قررت أريح جتتى شوية وأقضى ليلتى فوق الشجرة اللى قدام بيت الواد أحمد بتاع البنات
 

انكمشت داخل ريشى ويادوب لسه عينى هتغفل وإذا بالآنسة سماح شقيقة أحمد تخرج للبلكونة ومعها صديقتها منار اللى بتتحجج بزيارة سماح علشان تشوف أحمد اللى مجننها
 

منار قالت لسماح متسائلة: هو أحمد جابلك هديه فى عيد ميلادك؟
سماح ضاحكة: هو أحمد لاقى يأكل أصلا.. يا بنتى دا بيخرج للشغل الصبح ويرجع هلكان ويادوب الكام ملطوش اللى بيقبضهم يعطى نصفهم لأبوه علشان مصاريف البيت والباقى بيصرفه فى المواصلات والفطار فى الشغل ويادوب بيلحق يشحن باقة النت علشان يتنحنح معاكى.. بس انا مش بتكلم معاه من ساعتها
 

منار بحسرة: أصله وعدنى يجيبلى دبدوب فى عيد الحب والعيد خلص بقاله شهر وماشفتش منه أى حاجه فقلت اكيد جابلك هدية فى عيد ميلادك وصرف الفلوس بتاعة الدبدوب
 

وهنا لم اتحمل سماع باقى الحوار فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق باعلى صوتى "قاق قاق" فراحت سماح وصديقتها يهشوننى ويقلن لى غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.. فهربت مسرعا قبل ان يحدفننى بمشابك الغسيل ولسان حالى يقول:

فعلا بنات آخر زمن.. بقا أنا اللى جبتلكم النكد والفقر أم تصرفاتكم وطلباتكم الغريبة هى التى تنكد عليكم ليل نهار؟
 

يعنى فى الزمن الصعب ده اللى الناس بتوفر فيه لقمة العيش بالعافية هناك بنى آدمين زيكم مشغولين بهدايا عيد الميلاد وهدايا الفلنتاين فى حين أن واحدة منكم لو دخلت لوالدتها أو والدها ستجده مهموما بتوفير وجبة عشاء تكون خالية من الدسم قبل ان يطلع عليه النهار ليفكر فى كيفية تدبير وجبة الغداء القرديحى بعد أن كانت تشتمل على كل ما لذ وطاب منذ شهور قليلة
ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنات زيكم مش شايلين هم أى حاجه!

الجريدة الرسمية