القومي للبحوث يواجه الأوبئة والميكروبات باختراعات فوق العادة.. كمامة لا تنقل العدوى.. وملاءات تحمي من القرحة
البحث العلمى دائمًا يكون هدفه الرئيسى هو خدمة المجتمع وإيجاد حلول مبتكرة للمشكلات التى تواجهه، ولا توجد مشكلات أكثر خطورة فى وقتنا الحالى من الفيروسات والأوبئة التى تنتشر يوما بعد يوم، وتتسبب فى جائحة عالمية نتيجة انتقال العدوى بسرعة هائلة من شخص لآخر، ومن مدينة لأخرى، ومن دولة لدولة، لذا وضع المركز القومى للبحوث على رأس أولوياته الاهتمام بمواد التعقيم ومكافحة العدوى، وكان أبرزها أقمشة وكمامات مضادة للميكروبات ولا تنقل العدوى.
وأكد الدكتور حسين درويش القائم بأعمال رئيس المركز القومى للبحوث أن المركز يمتلك فى الوقت الحاضر القاعدة العلمية والخبرة الفنية لإنتاج فلاتر ومواد وظيفية، مصنعة من الأقمشة غير المنسوجة المنتجة من كل من ألياف البولى إستر والبولى أميد، وترجع أهمية هذه الفلاتر فى إمكانية استخدامها فى القطاع الصناعى فى تنقية مياه الصرف الصناعى، وكذلك فى امتصاص الغازات، وأيضًا فى القطاع الطبى فى إنتاج ملابس العمليات والمرايل الجراحية والمفارش والستائر، كما يمكن استخدامها فى القطاع العسكرى فى الكمامات لامتصاص الغازات السامة.
أقمشة صحية
وأشار الدكتور حسين درويش إلى أنه تم إنتاج هذه الأقمشة على مستوى نصف صناعى، وذلك باستخدام طريقة بسيطة وفعالة وقابلة للتطبيق، لافتا إلى أنه قد أظهرت دراسة الخواص البيولوجية لهذه الفلاتر أنها تتسم بقدرة عالية على مقاومة الميكروبات، وكذلك الفطر الخيطى.
وأوضح درويش فى حديثه لـ «فيتو» أن هذه الأقمشة استخدمت كفلاتر فى أجهزة تكييف الهواء وكمامات فى المستشفيات بكفاءة عالية وصلت إلى 95%، واتضح أن هذه الأقمشة ذات قدرات ممتازة على مقاومة عمليات الغسيل المتكرر، كما أنها تحتفظ بنسبة تتراوح ما بين 85 إلى 95% من قدرتها الأصلية على مقاومة تأثير الميكروبات، وذلك بعد تعرضها لعدد 50 غسلة متتالية.
وكشف القائم بأعمال رئيس المركز القومى للبحوث أنه قد أجريت الاختبارات البيولوجية على هذه الأقمشة، وتم إنتاج كميات من مرايل وبدل العمليات الجراحية وبلاطى الأطباء «رجالى وحريمي»، وأطقم أسرة المستشفيات وأكياس المخدات، لافتا إلى أن الكمامات المصنعة توجد فى المركز وتوزع على المراكز البحثية، وعلى استعداد لطرحها فى السوق بأى كميات.
كمامات لا تنقل عدوى
واختتم درويش أن الكمامات المضادة للميكروبات تصنعها شعبة النسيج بالمركز القومى للبحوث بالتعاون مع الشعبة الكيماوية والشعبة الطبية، لافتا إلى أن أهم ميزة فيها أنها تمنع الإصابة بقرحة الفراش إذا تم استخدام القماش المضاد للميكروبات فى صناعة ملاءات الأسرَّة للمصابين بالغيبوبة أو لغير القادرين على الحركة.
ومن جانبه أكد الدكتور ممدوح معوض نائب رئيس المركز القومى للبحوث للشئون البحثية أن المركز القومى للبحوث عمل على تصنيع بعض المطهرات والمعقمات، بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا المستجد فى العالم، فضلًا عن إنتاج كمامات مضادة للميكروبات، عن طريق وضع مادة مضادة للميكروبات عليها، مشيرًا إلى أن «القومى للبحوث» حصل على براءة اختراع لهذه المادة رقم ٢٤٦٧٢ الممنوحة من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا فى شهر أبريل عام 2010.
وأضاف معوض أن هذه الكمامة تتكون من ثلاث طبقات مقاومة لتأثير الميكروبات وطاردة للماء وقادرة على الامتصاص التدريجى لأبخرة التنفس المكثفة، وتابع نائب رئيس المركز القومى للبحوث للشئون البحثية فى تصريحاته لفيتو أن المركز القومى للبحوث متعاقد مع مجموعة من المستشفيات منها مستشفى 57357 لتزويدهم بهذه الأقمشة المضادة للميكروبات لوضعها على ملاءات الأسرَّة، لافتًا إلى أنه يمكن أيضًا استخدام هذه الأقمشة المضادة للميكروبات فى الفنادق لكثرة المترددين عليها.
نقلًا عن العدد الورقي…،