اللحمة السودانى والفراخ البرازيلي
المتابع لما جرى فى سوق الفراخ يدرك أننا أمة تنام على أزمة لتصحو على أخطر منها، فقد بح صوت منتجى الدواجن وهم يصرخون منذ أكثر من عام بسبب جنون الأعلاف.. ما جرى أن الحكومة صمت آذانها وأغمضت عينيها، وتركت هذه الصناعة العظيمة تواجه خطر الاندثار، دون أن تتحرك أو تخطط لمواجهة كارثة غذائية عظيمة الأثر.
أغلقت المزارع أبوابها، وقتل المنتجون دجاجهم، وتصنعت الحكومة أنها قادرة على كل شيء حتى جاء الطوفان، بلغ سعر البيضة خمسة جنيهات، وهنا كانت المفاجأة.
فراخ برازيلى.. بشرى لكل بيت مصرى، فالحكومة ممثلة فى جهة ما عكفت منذ فترة على استيراد الدجاج من البرازيل، وخرجت الأصوات من هنا وهناك تحذر من خطرها الصحى.
قال قائل إن بريطانيا ضبطت مليون دجاجة برازيلية مصابة بالسالمونيلا وأعدمتها كلها قبل وصولها إلى المستهلكين، فهل لدينا حكومة أمينة تفعل ما فعلته حكومة بريطانيا إذا ما ثبت عدم صلاحيتها؟!
وعندما استفحلت أزمة اللحوم البلدية ووصل سعر الكيلو منها أكثر من ثلاثمائة جنيه توجه المواطن المصرى بحثا عن اللحمة السودانى التى كانت تباع فى البداية بتسعين جنيها، وفوجئ الجميع أن سعرها وصل إلى مائة وخمسة وستين جنيها وغير متوفرة أصلًا.
السؤال المحير: هل تتاجر الحكومة في أقوات الناس؟ وهل تتبع نفس ما يتبعه التجار الذين فقدوا ضمائرهم؟ وهل هناك مبرر لزيادة سعرها قرابة الضعف فى هذا الوقت القصير؟