علي جمعة: البخاري دعا على نفسه فمات
ذبح العلماء، أكد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، أن البشرية عرفت تصرفًا سلبيًا بشأن العلماء، حيث قامت بعض الأمم بذبح العلماء، كما حدث لجاليليو، الذي أثبت أن الأرض تدور حول الشمس.
البشرية عرفت ذبح العلماء على مر العصور
وعن ذبح العلماء، قال الدكتور علي جمعة إن التاريخ الإسلامي به نماذج كثيرة لما وصفه بـ"ذبح العلماء" ومنهم الإمام البخاري، الذي تعرض لمحنة شديدة، فدعا على نفسه بالموت، فمات بعد دعائه في أقل من شهر.
وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة، عبر صفحته الرسمية بالفيس بوك، عن ذبح العلماء فقال: "عرفت البشرية على مر عصورها تصرفا سلبيا وهو [ذبح العلماء]، ولم تختص أمة بذلك، بل كانت سمة جعلت الناس ينشئون الأمثال السارية كنوع من أنواع التعبير عن الحكمة التي تتصل بالحياة، وقبل ذلك قتلوا النبيين، والمرسلين، ولكن الله سبحانه وتعالى نصرهم، وأيد هؤلاء العلماء، ونفع بهم البشرية عبر العصور." قال تعالى: ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾ [البقرة:87]، وعن ابن عباس قال: «ذكر خالد بن سنان للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ذاك نبي ضيعه قومه» [رواه الطبراني في الكبير].
وتابع الدكتور علي جمعة قائلًا: "ونتذكر جميعا ما حدث لجاليليو؛ حيث أثبت ثبات الشمس، ودوران الأرض، فاعترض عليه، ولم يحسن حينئذ بيان برهانه التام، حتى إنه وافق على حرق كتبه."
الإمام البخاري دعا علي نفسه
وقال الدكتور علي جمعة: "ولدينا في التاريخ الإسلامي نماذج كثيرة في هذا المعنى، فقد ورد أن الإمام البخاري صاحب الصحيح الذي وصف بأنه أصح كتاب بعد كتاب الله من حيث الضبط والنقل والتوثيق، قد دعا على نفسه قبل أن يموت بأيام، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، في نزاع بينه وبين محمد بن يحيى الذهلي؛ حيث كانت قد اشتدت الخصومة بينهما، مما سبب له ترك المدينة".
واختتم الدكتور علي جمعة حديثة قائلًا: "ولم يكن البخاري رحمه الله تعالى معتادا على ذلك، فلم يتحمل لشفافيته ورقة قلبه هذا النوع من الصدام، وانسحب تاركا وراءه جهده الرصين الجبار الذي استمر هذه السنين الطوال مرجعا للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ومثالا لتطبيق المنهج العلمي، وللنية الخالصة، وللهمة العالية، وأثر ذلك في بقاء الأعمال، ونفعها لأفراد الناس وجماعاتهم، ومجتمعاتهم."
فتنة خلق القرآن والإمام البخاري
ويذكر أن دعاء الإمام البخاري على نفسه، له قصة، فعندما وقعت في أيام الإمام أحمد بن حنبل فتنة خلق القرآن، وقف لها جمعٌ من العلماء على رأسهم الإمام أحمد، ونشأ جدال علي القرآن فقالوا: "لفظي بالقرآن مخلوق".
ويقصد باللفظي، وهو القرآن، وقد يُقصد بها حركة اللسان، فوقف الإمامُ أحمد ومحمد بن يحىى الذهلي مع جماعةٍ من أهل العلم لهذه البدعة الجديدة بالمرصاد، فلما أراد البخاريُّ رحمه الله أن يدخل نيسابور، قال عالمُها وفاضلُها محمد بن يحىى الذهلي أحدُ مشايخ البخاري: "إن العبد الصالح محمد بن إسماعيل سيأتينا غدًا، فمن أراد أن يستقبله، فإني مستقبلُهُ فاستقبله الناس على ثلاثة فراسخ، ونثروا الحلوى على رؤوس الناس ابتهاجًا بمقدم هذا العبد الصالح، ونزل في دار البخاريين في نيسابور، ثم بدأ يعقد مجالس الإملاء."
ومحمد بن إسماعيل يقول: اللفظ بالقرآن مخلوق، فامتحنوه في المجلس. فلما حضر الناسُ مجلسَ البخاري، قام إليه رجلٌ، فقال: يا أبا عبدِ الله، ما تقول في اللفظِ بالقرآن، مخلوقٌ هو أم غيرُ مخلوق؟ فأعرض عنه البخاريُّ ولم يُجِبْه. فقال الرجلُ: يا أبا عبد الله، فأعاد عليه القولَ، فأعرضَ عنه. ثم قال في الثالثة، فالتفَتَ إليه البخاريُّ، وقال: {القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة}، لكن الرجل أحدث شغبًا وقال: "قد قال لفظي بالقرآن مخلوق."
الإمات البخاري دعا على نفسه بالموت فمات
ولم يقل البخاري: "لفظي بالقرآن مخلوق"، إنما قال: "أفعالُنا مخلوقة"، وامتدت المحنة حتى خرج البخاري من نيسابور، فاستقبلته محنة أخرى عندما نزل بخارى. فقد قال بكر بن منير بن خليد بن عسكر: بعث الأمير خالد ابن أحمد الذهلي والي بخارى إلى محمد بن إسماعيل أن احملْ إليَّ كتاب "الجامع" و"التاريخ" وغيرهما لأسمع منك. فقال لرسوله: أنا لا أَذِلُّ العلمَ، ولا أَحْمِلُه إلى أبوابِ الناس. فإن كانت لكَ إلى شيءٍ منه حاجةٌ، فاحضُر في مسجدي، أو في داري. وإن لم يعجبْك هذا فإنك سلطانٌ، فامنعني من المجلس، ليكون لي عذرٌ عند الله يومَ القيامة، لأنّي لا أكتُم علم، لقول النبيِّ صلي الله عليه وسلم: "مَنْ سُئِل عَنْ عِلمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ بِلِجامٍ مِنْ نارٍ" فكان سبب الوحشة بينهما هذا.
فلما وقع هذا للإمام البخاري خشي على دينه، قال ابنُ عدي: سمعتُ عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي يقول: "جاء محمد بن إسماعيل إلى خَرْتَنْك وهي قريةٌ على فرسخين من سمرقند، وكان له بها أقرباء، فنزل عندهم، فسمعتُهُ ليلةً يدعو، وقد فرغ من صلاة الليل: اللهم إنه ضاقت عليَّ الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك، فما تمَّ الشهر حتى مات."
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.