رئيس التحرير
عصام كامل

صفعات صينية على وجه أمريكا!

المتابع للنفوذ الصينى المتزايد في السنوات الأخيرة بل والشهور الأخيرة في العالم يشعر أن التنين الصينى وحده الذى خرج فائزا في المواجهات الأخيرة مع الكاوبوى الأميركى.. نجح الاقتصاد الصينى في المواجهة مع العقوبات أو الحظر أو الحصار الأمريكى بل في عقر دار البيت الأبيض نفسه بعد فشل محاولات تحجيمه داخل السوق الأمريكى نفسه بعد غزو العالم كله طوال السنوات الماضية.. 


نجح التنين الصينى في ابتلاع الحرب البيولوجية وآخرها حرب كورونا التى لم يتأثر بها، وها هو يتقدم بقوة ليثبت أنه القادم، والقادر على إنهاء الصراعات الدولية والاقليمية، بتأثيره السياسى والاقصادى فضلا عن القوة العسكرية المستترة والمعلنة التى كشرت عن أنيابها حين لوح الكاوبوى الأمريكى في جزيره تايوان.

 
 
وأخير أتوقف عند حدثين، الأول في منطقتنا.. أقصد الاعلان منذ أيام عن نجاح الوساطة الصينية في إعادة العلاقات بين السعودية وايران التى قطعت منذ عام 2016 وبعد توترات سابقة منذ اندلاع الثورة الايرانية عام 1979.

 
نجحت الوساطة الصينية في الاتفاق بين الرياض وطهران في إعادة السفراء والعلاقات الدبلوماسية خلال شهرين بعد قطيعة لسنوات وتبديد المخاوف المتبادلة والتى استفاد منها أعداء المنطقة من جانب، وأدت إلى تفتيت المنطقة من جانب آخر في ظل تحديات دولية تدعو للتوحد أكثر من الانقسام.


نعم كانت هناك جولات للحوار هنا وهناك، علنية ومستترة برعاية بعض الدول العربية مثل العراق وسلطنة عمان في عامي 2021 و2022. لكن التدخل الصينى حسم الجولة، والسؤال ماذا ستفعل امريكا خلال الفترة القادمة، ليس فقط لعودة العلاقات بين السعودية وايران ولكن في مواجهة النفوذ الصينى ليس في المنطقة فحسب بل وتزايده في العالم مقابل انحسار التأثير الامريكى؟!


وتتوالى الأسئلة: هل يعتبر تقدم التنين الصينى بمثابة انتصار للصين وهزيمة لامريكا.. وهل نعيش الآن ميلاد لعصر جديد متعدد الأقطاب بعد أن ظل لسنوات تحت الهيمنة الامريكية ونظام القطب الواحد؟!


والإجابة أجد ملامحها في إشارة لا أظن انها غير مقصودة في كلمة كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي بعد نجاح وساطة بلاده بين السعودية وإيران ويقول فيها أن الصين ستواصل لعب دور بناء في التعامل بشكل ملائم مع الموضوعات الشائكة في العالم وفقًا لرغبات كل الدول، مشيرًا إلى أن المحادثات قدمت أنباء جيدة للغاية للعالم المضطرب حاليا.

خطة سلام 


واعتقد أن هذه الإشارة لها دلالة عن الأنباء الواردة من بعض الصحف العالمية عن وساطة اخرى تتم منذ شهور ترعاها الصين ايضا بين روسيا وأوكرانيا.

 
ووفقا لموقع "أخبار اليابان الاقتصادية" نقلا عن معلومات من أشخاص مقربين من الحكومة الصينية، أن الصين وضعت خطة سلام خاصة بها لأوكرانيا بعد الأخذ في الاعتبار توقعات الخبراء العسكريين الصينيين بأن العملية العسكرية ستنتهي تقريبًا في صيف عام 2023.


وتشير الأنباء أن شهر فبراير الذى شهد بيان وزارة الخارجية الصينية عن خطة سلام مكونة من 12 بندا حول موقفها من الحل السياسي للأزمة الأوكرانية، كان أهمها احترام سيادة وسلامة أراضي جميع البلدان، واستئناف روسيا وأوكرانيا الحوار المباشر، وعدم السماح للصراع بالتصعيد أكثر. 


وبحسب تقديرات الصحيفة، قيل إن التغيير المفاجئ في الموقف الصيني يرجع إلى تقرير نشر قبل شهرين عن مركز تحليل في بكين. وجاء فيه أنه وفقًا للمعلومات الواردة من أشخاص مقربين من الحكومة الصينية، أن الأكاديمية الصينية للعلوم العسكرية أكملت محاكاة لنزاع أوكرانيا في ديسمبر ووصلت منذ ذلك الحين إلى نتيجة مذهلة، حيث تبين المحاكاة أنه على الأرجح في صيف 2023 ينتهي الصراع الروسي الأوكراني.


وذكر تقرير أكاديمية العلوم العسكرية أن كلا من الاقتصاد الروسي والاقتصاد الأوكراني سوف ينهاران بشكل خطير إذا استمرت العمليات العسكرية. وأكد التقرير، أنه بعد الاستماع إلى توقعات أكاديمية العلوم العسكرية، صاغت الصين اقتراح سلام للحرب الروسية.


انتهى الخبر الذى لو تحقق فسوف يكون الصفعة الاخرى على وجه الكاوبوى الامريكى، ليس لنجاح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين في مواجهة واشنطن وأوروبا فحسب ولكن اشتراكه بهذه الحرب في ميلاد جديد وقوى للتنين الصينى القادم بقوة ليدق المسمار الاخير في نعش البيت الابيض. والسؤال هل نحن بالفعل بصدد عالم جديد يقوده التنين الصينى أو على الاقل عالم متعدد الاقطاب لا يهيمن عليه الكاوبوى الامريكى بمفرده؟!
أسئلة تجيب عنها الايام القادمة!
YOUSRIELSAID@YAHOO.COM

الجريدة الرسمية