مستريح الإنترنت.. النهب “أون لاين”.. وخبراء تكنولوجيا: لا يوجد حل تقني يحمي المواطن
الأمية التكنولوجية والطمع، أسلحة النصب الجديدة التى لا ينفع معها قانون، ولا يجوز معها إدانة سياسية للحكومة أو غيرها من المؤسسات المعنية، وتطرح القضية نفسها بقوة، بعد أن أصبحت ظاهرة فريدة من نوعها وكأنها طاعون العصر، إذ تتوالى أخبار نصابى الإنترنت وضحاياههم بالآلاف، وآخرها تطبيق «هوج بول»، الذى استدرج ضحاياه بطريقته، وحصل منهم على مليارات الجنيهات وانتهى أمره فى لحظات.
اللافت أن عمليات النصب الإلكترونى تتكرر بسرعة كبيرة، يعاد تدوير الأذى بسيناريوهات متقاربة، ومع ذلك يجد عدد كبير من المواطنين راحة غريبة فى تلبية شهوة النصابين باقتناص أموالهم، من خلال الاستسلام لغرائزهم فى تكديس المال والربح السريع دون منطق أو أعمال عقل فى الإعلانات الداعية للاشتراك فى منصات ربح بآلاف الجنيهات يوميا.
من أجل المساهمة فى تحصين الوعى تفتح «فيتو» الملف، تتحاور مع كل الأطراف المعنية، لعل وعسى، قد يسهم ذلك فى إنقاذ ضحايا آخرين من فخاخ النصب الإلكترونى والمستريحين الجدد.
منصات النصب الإلكتروني
ومؤخرا ارتفع خطر هذه المنصات بسبب هرولة ضعاف النفوس للمكسب السريع دون عناء، وهؤلاء أصبحوا لقمة سائغة وفريسة سهلة لمجرمى الإنترنت وخاصة البارعون منهم فى إنشاء منصة رقمية حديثة، تستطيع إيهام الآلاف بالحصول على أرباح بالدولار وتقدم أرقام خيالية تداعب أحلام البسطاء بمكاسب يومية قد تصل لألف جنيه، يقول الخبير التكنولوجى محمود حسين، إن المنصة استهدفت ضعاف النفوس من راغبى الثراء السريع، لافتا إلى أن مستريح الإنترنت أصبح يتفنن فى اختراع طرق جديدة لجذب فريسته، موضحا أن هناك صفة مشتركة بينهم وبين المنصوب عليهم وهى الطمع.
وأضاف الخبير التكنولوجى فى تصريح خاص لـ»فيتو» أن هوس الثراء السريع ساعد «هوج بول» فى اصطياد ضحاياه، ولا توجد أي طريقة تقنية يمكن أن تساعد فى منع مثل هذه المعاملات سوى الإبلاغ السريع وتحذير المواطنين منها، مشيرًا إلى أنه على الرغم من تحذيراتنا اليومية من عمليات النصب الإلكترونى وغير الإلكترونى، إلا أنه الكثير لا يزال يقع فى شباك هؤلاء النصابين.
أما هانى توفيق الخبير الاقتصادى، فشدد على أنه لا يتعاطف مع أي شخص وضع أمواله مع أحد «المستريحين»، مضيفا: فى الماضى كانوا لا يعرفون شيئا فيتم خداعهم، ولكن الآن أصبح بمعدل شهرى يتم القبض على مستريح جديد، وإذاعة هذه الأخبار فى وسائل الإعلام، ولكن الطمع عند البعض فى كسب مزيد من الأرباح بطريقة جنونية يضعهم فى شباك المستريحين.
وأضاف توفيق، فى تصريح خاص لـ»فيتو»، يمكن أن نقضى على ظاهرة المستريح من خلال تطبيق الشمول المالى الذى ينتهى دائمًا عند تغيير شكل العملة، فحينها تخرج جميع الأموال المخبأة وتدخل البنوك، لأنها لن تكون لها قيمة إلا إذا دخلت البنك، مضيفا أن: أول استفادة هنا هي جمع هذه الأموال ووضعها داخل النظام المصرفى، ولكن لا يحصل مودعها على نقود جديدة فى المقابل، ولكن يحصل على تطبيق إلكترونى أو دفتر شيكات أو كريدت كارد، وبالتالى وجود شخص لديه مليارات الجنيهات نقدا لن تكون متوفرة، كما سيجرم التعامل النقدى إلا من خلال النظام المصرفى.
نقلًا عن العدد الورقي…،