ذكرى ميلاد زكى رستم، راهب الفن ورائد مدرسة الاندماج
زكى رستم راهب الفن الذى عشق التمثيل وضحى بكل شيء من أجله، هو واحد من أهم فناني الزمن الجميل أداء، كان لديه قدرة فائقة على تقمص الشخصيات التي يؤديها حتى أُطلق عليه "رائد مدرسة الاندماج"، إنه العبقري "زكي رستم"، الذى اختارته مجلة بارى ماتش الفرنسية بأنه من أحسن عشرة ممثلين فى العالم لإجادته دور المسكين والشرير معًا، كما وصفته مجلة لايف الأمريكية بأنه من أعظم ممثلي الشرق.
ولد زكى رستم عام 1903 بحى في الحلمية، أبوه باشا بل هو سليل عائلة الباشوات، عشق الفن واصطدم برفض عائلته للعمل في الفن، فالتمثيل وفقًا لعاداتهم وتقاليدهم يخالف العادات والتقاليد، فجده هو اللواء "محمود رستم باشا" ووالده "محرم بك رستم" عضوًا بارزًا في الحزب الوطني وصديقًا شخصيًا للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد لكنه تمرد على كل ذلك حبا في التمثيل والفن فخسر عائلته.
بطل مصر فى الوزن الثقيل
أيضًا كان زكى رستم هاويًا لرياضة رفع الأثقال وهو فى مرحلة البكالوريا وحصل على لقب بطل مصر في الوزن الثقيل عام 1922، حتى أنه قام بدور رياضى فى أحد مسرحيات فرق الهواة فضمه إلى فرقته المسرحية عام ١٩٢٤ انتقل بعدها للعمل فى فرقة رمسيس مع يوسف وهبى ثم فرقة فاطمة رشدي وعزيز عيد فى مسرحيتى مجنون ليلى ومصرع كليوباترا، وحين أسست الدولة الفرقة القومية كان رستم أول نجومها.
عمو عزيز فى أين عمرى
اختاره المخرج السينمائى محمد كريم للتمثيل في فيلم "زينب" من إنتاج يوسف وهبى ثم فيلم "الوردة البيضاء" أول أفلام عبد الوهاب ليستمر فى السينما ممثلا كبيرا مع جميع نجوم ونجمات مصر فاتن حمامة وصباح وماجدة وزبيدة ثروت وليلى مراد وعمر الشريف ويحيى شاهين وكمال الشناوى وغيرهم حتى وصل عدد أفلامه 230 فيلمًا على مدى ٣٥ عامًا أشهرها أين عمرى الذى سمى فيه " عمو عزيز" مع ماجدة، الفتوة، نهر الحب، وبائعة الخبر، صراع فى الوادي، ليلى بنت الصحراء، الشريد، النائب العام ، حكم قراقوش، أعز الحبايب، هذا جناه أبى،عدو المرأة،هدمت بيتى، أنا الماضي، أنا وبناتى، ياسمين، معلهش يازهر، الخرساء، وآخر أفلامه " الحرام " مع فاتن حمامة.
عاش حياته أعزبا
وبالرغم من نجاحه الفني إلا أن حياته الشخصية كانت مملوءة بالدراما فقد انتحرت حبيبته خوفًا من رفض أسرتها زواجها منه لأنه "مشخصاتى"، فأغلق هو صفحة الزواج من حياته بعدها وقضى حياته بأكملها أعزبا.
وفى أوائل الستينيات، عانى رستم من ضعف في السمع، إلا أنه كان يؤمن أن هذا الأمر لن يمنعه من استكمال مسيرته في عالم الفن والتمثيل لذا أعتقد أن حفظ الدور جيدا وقراءة شفاه الممثلين أمامه أمر كاف لعلاج مشكلته العارضة، لكن الأمر كان قاسيا عليه حتى أنه في آخر أفلامه "إجازة صيف" كان ينسى عدة جمل حوارية، ويرفع صوته بطريقة مسرحية، ولم يكن يسمع ملاحظات المخرج له وتسبب هذا الأمر في بكائه وانهياره، وبالرغم من كل هذا إلا أنه أدى دوره على أكمل وجه، ولكنه قرر بعدها الاعتزال نهائيًا عام 1968 خاصة أنه رفض تمامًا الحل المتاح بالاستعانة بسماعة طبية تساعده على السمع حتى لا يراها أحد، وهو الأمر الذي رفضه.
موقف وطنى
ومن المواقف التي تحسب للفنان زكى رستم رفضه لعرض من شركة كولومبيا السينمائية العالمية لبطولة فيلم عالمي معاد للعرب فى عام 1962 و كرمه الرئيس جمال عبد الناصر بمنحه وسام الفنون والعلوم والأدب.
فى آواخر حياته أصيب زكى رستم بالاكتئاب والشعور بالعزلة حتى فاجأته أزمة قلبية رحل على إثرها فى فبراير 1972.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل: الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.