التوقيت الصيفي.. لغز مصر المحير في حل أزمات الطاقة من الفراعنة إلى حكومة مدبولي.. وارتباك الحياة الاجتماعية “أبرز أسباب إلغائه”
من جديد عاد جدل التوقيت الصيفي وجدوى القرار من عدمه إلى الساحة السياسية والاجتماعية، بعد أن وافق مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي على مشروع قانون يعيد العمل بنظام التوقيت الصيفي.
نص مشروع القرار الجديد عن التوقيت الصيفي
حسب نص مشروع القانون، اعتبارًا من الجمعة الأخيرة من شهر أبريل، حتى نهاية يوم الخميس الأخير من شهر أكتوبر من كل عام ميلادي، ستتغير الساعة القانونية في جمهورية مصر العربية حسب التوقيت المُتبع، على أن تقدم بمقدار ستين دقيقة، في محاولة للتغلب على ما يشهده العالم من ظروف ومتغيرات اقتصادية، وسعيًا من الحكومة لترشيد استغلال الطاقة.
التوقيت الصيفي.. لغز محير
تحريك مصر الساعة في الصيف لغز يحير العالم وليس المصريين وحدهم، إذ تتم خطة التغيير على عجل وينعكس ذلك على ارتباك الحياة الاجتماعية، وتتأذى بعض المؤسسات على شاكلة شركات الطيران التي قد تتضرر من الوقوع في فخ تأخير الرحلات بما قد يكلفها خسائر ضخمة.
لعبة تغيير التوقيت الصيفي ليست طارئة ولا وليدة العصر الحديث، بل تمتد إلى جذور التاريخ المصري، إذ تروج بعض الروايات أن التوقيت الصيفي من اختراع المصريين القدماء، وقفزت الفكرة إلى البريطانيون خلال حقبة الاستعمار، واستعادوا التميمة مرة أخرى في مصر خلال الحرب العالمية الثانية وحركوا الساعة للأمام خلال شهر الصيف، قبل أن يسقط القرار مرة أخرى بعد الحرب لعدم جدواه.
خلال حكم مبارك أعيد التفكير في إحياء التوقيت الصيفي مرة أخرى، ليشغل حيزا كبيرا من الجدل بين المصريين طول سنوات، ولم يكن مفاجئا بعد الإطاحة بمبارك خلال ثورة عام 2011 أن يكون ضمن المطالب إنهاء العمل بالتوقيت الصيفي، باعتباره من معضلات الثقافة السياسية المصرية، التي لا إنجاز حقيقي لها على الأرض.
لم يستمر التوقف طويلا، وعادت الحكومة المصرية عام 2014 لإحياء المقترح مرة أخرى في محاولة لتوفير الطاقة أثناء أزمة انقطاع التيار الكهربائي القاتلة آنذاك، وبعد انتقادات مستمرة، تراجعت الحكومة سريعا عام 2015 عن القرار بحجة «إجراء المزيد من الأبحاث حول فوائد التوقيت الصيفي الحقيقية».
وفي أقل من عام عادت الحكومة لعادتها القديمة، وأعلنت عام 2016 العودة للتوقيت الصيفي، قبل أن يصوت البرلمان على إلغاء القرار بعد أن تسبب في حالة غضب بين المصريين وتشكيك الخبراء في جدواه الاقتصادية.
التوقيت الصيفي في التجربة العالمية
البحث عن الظاهرة، يكشف أنها ليست مصرية بامتياز، لكن لم يعد لها صدى إلا في روسيا وكوريا الشمالية، والأخيرة تصر على إنشاء منطقة زمنية خاصة بها لتأكيد نزعة التفوق الكوري التي يتبناها نظام كم جونغ أون وأجداده، بينما تتجاهل الممارسة تماما أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والدولة المتقدمة كافة.
آخر تطبيق للتوقيت الصيفي خارجيا، كان قبل عقد من الآن، خلال عهد دميتري ميدفيديف، إذ تحمست روسيا لاستدعاء تجربة التوقيت الصيفي من الحقبة السوفيتية، وأقرت حكومة ميدفيف توقيتا مختلفا عام 2011، لكن القرار أثار غضب الروس ونظموا مظاهرات ضده ما أجبر الحكومة على التراجع عنه.
كان القرار خلف كوارث بعد أن أزال منطقتين زمنيتين في روسيا، مما أدى إلى انخفاض المجموع إلى تسعة، واشتكى سكان هذه المناطق من استمرار الظلام حتى التاسعة صباحًا.
بعد عودة القيصر الروسي فلاديمير بوتين إلى منصب الرئاسة عام 2014، أعلن عودة بلاده إلى التوقيت الشتوي الدائم ومعها استعاد المناطق الزمنية بعد أن تأكد بوتين أن التاريخ تجاوز هذه الممارسة وأثبت الدليل العملي أن الأمر برمته مكلف وعديم الجدوى.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار ، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.