الوزير واتحاد الكرة.. الفاشل يرفع إيده!
يبدو أن مسيرة الفشل للمنتخبات الوطنية أصبحت هي السمة التي تميز بها اتحاد الكرة برئاسة جمال علام على مدار 14 شهرا تولي فيها المسئولية.. ويبدو أن ما حدث مع منتخب الشباب مؤخرا من فضيحة الخروج من الدور الأول بكأس الأمم الأفريقية المقامة في مصر لم يكن بالحدث القوي لكي يتقدم مجلس إدارة إتحاد الكرة باستقالته رغم المطالب الجماهيرية.
ويبدو أيضا أن مجلس إتحاد الكرة يتعامل مع مسيرة الفشل التي أدمنها بمنطق "بكرة الناس تنسى"، وكأنه يريد الحصول على أعلى درجات الفشل مع جميع المنتخبات انتظارا لما سيحدث مع المنتخب الأولمبي في مباراتي زامبيا في شهر مارس الجاري بالتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية بالمغرب، وهي البطولة المجمعة التي يتأهل منها أول ثلاثة منتخبات إلى أولمبياد باريس 2024.
وكالعادة ظهر الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة مع هذا الفشل على أنه رد فعل وهو الذي سيكون المنقذ للحفاظ على سمعة الكرة المصرية، رغم أنه يتحمل جزء كبير من هذا الفشل ولا يمكن إخلاء مسئوليته لأنه كان قريب جدا من كل ما يحدث داخل اتحاد الكرة مع المنتخبات.
وللتأكيد على أن الوزير كان بإمكانه إيقاف هذا الفشل وهذه المهازل التي بدأت مع المنتخب الأول ثم منتخب الناشئين وأخيرا مع منتخب الشباب، ها هو يعلن عن انشاء صندوق لدعم وتمويل المنتخبات المصرية للناشئين.
تطوير المنظومة الرياضية
وما حدث مؤخرا في اجتماع الوزير مع عمرو الجنايني رئيس اتحاد الكرة السابق والرئيس التنفيذي بالقطاع المؤسسي للبنك التجاري الدولي وأخرين بخصوص الحديث عن صندوق دعم المنتخبات القومية للناشئين لكرة القدم، من خلال حزمة من الإجراءات ستعمل على تطوير المنظومة الرياضية في كرة القدم المصرية ولكن في ظل عدم حضور أي مسئول من اتحاد الكرة فهو يعتبر بمثابة سحب الاختصاصات من هذا الاتحاد بل وتهميشه، واعتباره ليس موجود.
فوزير الشباب يناقش أمر حيوي ومهم للغاية حتى لو كان نظريا في موضوع يخص المنتخبات الوطنية دون وجود أي شخص يمثل اتحاد الكرة فهو إعلان تهميش لإتحاد الكرة حتى لو اعتبرنا أن وجود الإعلامي سيف زاهر هو بمثابة توكيل مبطن لوجود حازم إمام ومحمد بركات عضوي المجلس.
وهنا بصراحة أستغرب تماما وجود الإعلامي سيف زاهر لهذه الجلسة خاصة وأن الاجتماع وعنوانه يدخل في نطاق الدعم المادي لهذه المنتخبات وليس الإعلامي. وهنا يأتي السؤال.. أين كان الوزير وهذا الصندوق عقب الفشل الذريع الذي تعرض له منتخب الناشئين بعدم القدرة على التأهل لنهائيات كأس أمم أفريقيا؟
ومثلما حدث في تجارب سابقة كثيرة، لا أتوقع أن يكون هناك أي تطوير داخل منظومة الكرة المصرية سواء بصندوق أو صناديق للدعم طالما من يدير هذه المنظومة غير مقتنع بأنه فشل، فالاعتراف بالفشل في بعض الأحيان يكون بداية لطريق النجاح، وطالما مازالت المجاملات والمصالح والبيزنس هو من يحكم الاختيارات، وفي هذه الجزئية تحديدا يمكن القول: "ما خفي كان أعظم وعظيم".
وأخيرا.. تطوير منظومة الكرة المصرية أشبه بتنظيف سلم العمارة، فلابد أن تكون البداية من أعلى إلى أسفل وليس العكس، وطالما المجاملات والمصالح هي التي تحكم العمل داخل هذه المنظومة فلا أمل في أي إصلاح، فالجميع قادر على الكلام المنمق الجيد ولكن العمل الرديء هو الذي يسيطر في النهاية، ولذلك أقولها بصوت عالي: الفاشل يرفع إيده!
وللحديث بقية طالما في العمر بقية..