رئيس التحرير
عصام كامل

الوثائقية

لماذا قناة الوثائقية الآن؟ وهل تشكل القناة إضافة إلى الإعلام المصري؟ وما حجم الاستفادة منها؟ وهل باستطاعة هذه القناة منافسة نظيراتها من القنوات خارج مصر؟ وكيف نضمن استمرارها ونموها في ظل هذا الزخم الإعلامي؟ وهل تحظى هذه القنوات بالجماهيرية التي تحظى بها القنوات العامة أو المتخصصة؟ 


بداية.. لا أنكر انحيازي لهذا اللون الإعلامي، أستمتع بممارسته ومتابعته، وتجذبني مهارة الاختزال التي يقوم عليها دون الإخلال بالرسالة المستهدفة، اختزال يحتاج إلى تدريب على الصبر، وصبر على بناء عمل فني متكامل يستغرق أسابيع أو شهور، ويعرض في دقائق معدودة.


أعود إلى التساؤلات المطروحة سالفًا.. لماذا قناة وثائقية الآن؟ لقد تأخر ظهور هذه القناة عقودًا، ودولة بحجم مصر كان ينقصها هذا اللون الإعلامي، أنشأنا عشرات القنوات العامة والمتخصصة والإقليمية، وتشابهت القنوات في الشكل والمحتوى، ولم نلتفت إلى إنشاء قناة وثائقية واحدة، وجاءت هذه القناة لتكون إضافة حقيقية للإعلام المصري بسبب التفرد في الشكل وقيمة المضمون. 

 

أهمية الوثائقية

أما الإستفادة منها فلا بد من التوقف أمامها لنعرف حجمها الحقيقي، وهنا أحيلك إلى حجم مصر، من مصر يخرج الخبر، وفيها يصنع الحدث، وخارج حدودها تكون تبعاته، والخبر والحدث والتبعات بحاجة إلى توثيق، أضف إلى ذلك أن كل كيلو متر في مصر يحتاج إلى فيلم وثائقي، فمصر بعاداتها وتراثها وآثارها وطبيعتها ومناخها مادة لآلاف الأفلام والبرامج، وما قامت قناة وثائقية عربية أو أجنبية إلا وكانت مصر عمودها الفقري، فلماذا لا نستغل ما حبانا الله به.


أما مردود هذه القناة على السياحة المصرية فعظيم، والأماكن التي يتردد عليها السياح من أنحاء العالم نتاج أفلام وثائقية أو برامج تم بثها، وهنا أحيلكم إلى بعض البرامج في القنوات العربية التي حولت مناطق لم نكن نعلم عنها شيئًا إلى قبلة للسياح، وهي لا تضاهي مناطق في مصر تحيط بنا وعجزنا عن تسويقها.


وكبيرة هي قدرة هذه القناة على منافسة نظيراتها التي سبقتها إلى الفضاء، لدينا المحتوى الجيد، والعقول التي قامت عليها القنوات الأخرى، والمهارة في صناعة هذا اللون الإعلامي، فقط.. نحتاج إلى ميزانية ضخمة لأن الوثائقيات تحتاج إلى إنفاق كبير لضمان إستمرارها، ولو كان الأمر بيدي لأخذت ميزانية قنوات لا جدوى منها ووضعتها في ميزانية هذه القناة.


ويأتي السؤال الأهم.. هل تحظى هذه القنوات بجماهيرية القنوات العامة حتى ننفق عليها بسخاء؟ نعم، بل تفوق جماهيريتها أغلب القنوات، الجمهور يحتاج إلى ما قل ودل، وخاصة جمهور التليفزيون لأنه كسول، يهرب من مكالمة في قناة ليذهب إلى أخرى دون الوصول إلى ضالته.. 

 

 

جمهور ودع الصبر في زمن تسيدت فيه التكنولوجيا، وضالة الجمهور في برنامج أو فيلم وثائقي ينبهر فيه بالصورة وحركة الكاميرا ونقلاتها، ويثري فكره بكم كبير من المعلومات المتلاحقة، ويشكل وجدانه، وينأى به عن الضجيج.
الوثائقية تأخرت، لكنها جاءت.

besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية