محمود شكوكو، يوسف وهبي حول حياته لجحيم بسبب طليقته، وأوامر ملكية تحرمه من امتلاك سيارة
الفنان محمود إبراهيم إسماعيل الشهير بـ محمود شكوكو أشهر من قدم المونولوج منذ الثلاثينات حتى رحيله في مثل هذا اليوم 21 فبراير عام 1985، لقب بشارلي شابلن العرب، كما لقب بأراجوز السينما ظهر بصورة انفرد بها وحده في عهده وهي الغناء مرتديا الطرطور والجلابية وفي يده العصا، من أشهر إفيهاته "الحب بهدلة".
ولد محمود شكوكو ابراهيم موسى الشهير بـ محمود شكوكو عام 1912 بحى الدرب الأحمر بالجمالية ويرجع سر تسميته شكوكو الى ان جده كان يهوى تربية الديوك الرومي التى كانت تحدث أصواتا شكوكو، وعندما ولد أطلق والده عليه محمود وأصر جده أن يضيف شكوكو كاسم مركب ليصبح محمود شكوكو.
عمل محمود شكوكو بورشة نجارة والده، كان نجار باب وشباك وموبيليا، وكان ذلك سببا أساسيا لحرمانه من التعليم، إلا أنه منذ طفولته كان عاشقا للغناء الكوميدى وتقليد الفنانين، وبالرغم من عدم انقطاعه عن ورشة النجارة، عمل بالغناء ليلا فى الأفراح الشعبية والملاهى،
سيارة الملك فاروق الحمراء
من نوادر شكوكو الضاحكة أنه اشترى شكوكو سيارة حمراء أثناء وجوده فى لندن فى أول زيارة لها لتقديم حفلاته هناك في فترة حكم الملك فاروق، وعاد إلى مصر ومعه سيارته "رالى حمراء" ورفضت الجمارك دخول السيارة لأن اللون الأحمر فى السيارات كان حكرا على الملك فاروق فقط، فأرسل شكوكو استغاثة الى رئيس الوزراء مصطفى النحاس الذى رفعها بدوره إلى الملك فاروق الذى أجاز دخول السيارة وقال:شكوكو بس هو اللى يركب عربية حمراء.
اشتهر محمود شكوكو بين الجمهور ونال شعبية كبيرة فى البلاد العربية كلها حتى ان احد النجارين صنع تماثيل خشبية تجسد شكل "شكوكو"، وكان يتم استبدالها بزجاجات فارغة، وقام أفراد مقاومة الاحتلال الإنجليزي بجمع هذه الزجاجات وملأها بالمواد الحارقة لتصبح قنابل مولوتوف يلقونها على جنود الاحتلال، ليتحول بذلك شكوكو إلى أحد أبطال المقاومة وكان النداء على توزيع الزجاجات هذه (شكوكو بقزازة).
ومن شدة إعجاب الموسيقار محمد عبد الوهاب به لحن له أغنية (يا دابحة القلب بقزازة).
وبنى محمود شكوكو أغلب أغانيه بالتهكم على اغانى زكريا احمد وعبد الوهاب وام كلثوم ونجاة الصغيرة التي قال عن اغنيتها "أيظن":اتظن انى لعبة في يديك اتظن انى راح أبوس رجليك، وقال: حب ايه اللى انت جاى تقول عليه هوه فيه في الدنيا أحلى من الجنيه،
200 فيلم فى السينما
اتجه محمود شكوكو إلى السينما وأول أدواره فى فيلم "بحبح في بغداد" إخراج حسين فوزى عام 1942، ثم كان فيلم حسن وحسن من إخراج نيازى مصطفى، بعده اصبح القاسم المشترك في الأفلام الأبيض والأسود وصلت الى اكثر من 200 فيلما، منها: شارع محمد على، تاكسى حنطور، البنى آدم، عودة طاقية الإخفاء، الدنيا بخير، اكسبريس الحب، صاحب بالين ن يوم فى العالى، أمل ضائع، أحب البلدى، قلبى دليلى، عنبر، شلة الأنس
حكاية السندباد البلدى
في عام 1946 كون "شكوكو" فرقة استعراضية باسمه تضم عبد العزيز محمود وتحية كاريوكا وسميحة توفيق وقدمت عروضها على مسرح حديقة الأزبكية بالقاهرة وكان يقوم بتصنيع العرائس الخشبية بنفسه وقدم بعض مسرحيات العرائس مثل "السندباد البلدي" و"الكونت دى مونت شكوكو" وكلاهما من تلحين محمود الشريف وسيد مكاوى ومن إخراج صلاح السقا كانت البداية الحقيقية لإنشاء مسرح القاهرة للعرائس.
بعد العدوان الثلاثى على مصر قام شكوكو بجولات فى الشوارع وعربات الترام يجمع التبرعات فى صندوق يحمله فى يده، ويقدمها لجيش البلاد قائلا حان الوقت ان نرد الجميل لبلادنا.
الغناء بالجلباب البلدى
قدم "شكوكو" أكثر من 600 مونولوج ألف معظمها عفويا، حيث إنه لا يجيد القراءة والكتابة.
خصصت شركة "مصر للطيران" إحدى قنواتها الإذاعية على متن رحلاتها لمنولوجات "شكوكو"، وصنعت دمى له بالجلباب البلدي والقبعة التي اعتاد شكوكو أن يرتديها.
الزواج من عائشة هانم فهمى
تزوج أربع مرات، كانت أولها من السيدة عائشة هانم فهمي طليقة الفنان "يوسف وهبي" الذي حول حياة شكوكو إلى جحيم لزواجه من إحدى سيدات هوانم المجتمع ولم يستطع شكوكو وزوجته عائشة الصمود أمام تلك الحملة الشنعاء فانفصل عنها رغم حبهما الشديد.
ورغم شدة حبه للأولى تزوج مرة ثانية وأنجب أولاده "منيرة وسلطان وحمادة"، وزيجته الثالثة كانت من فتاة تصغره كثيرا في السن رغم معارضة أسرتها، إلا أنها بعد فترة قصيرة من الزواج مرضت وظل شكوكو بجانبها حتى توفيت واقتنع أهلها بمعدنه الأصيل ووافقوا أن يزوجوه من أختها الصغرى.