ياسمين ممدوح وافى: أنتقي أعمالي وأرفض التكرار.. وتمنيت أكون ناقدة فنية ولم أتخيل نفسي ممثلة ( حوار )
فكرة دخول عالم التمثيل لم تكن واردة عندي أو عند والدى
شخصية "أم ليث" فى "موضوع عائلى 2" مختلفة عن دورى فى "لعبة نيوتن و"إلا أنا" و"فاتن أمل حربى"
لا أنتمى لمدرسة التواجد بكثرة ومنذ بدايتى من ٣ سنوات قدمت فقط ٣ أعمال
حصلت على جائزة أفضل ممثلة صاعدة بالمهرجان القومى للمسرح بمشهد واحد
دخلت عالم الفن بسبب حالة نوستالجيا مع والدى وأتمنى يكون مبسوط
أستعد لعمل مسرحى باسم «التريند الأخير» ومسلسل فى رمضان 2023
ياسمين ممدوح وافى.. فنانة شابة نجحت فى لفت الأنظار إليها بعد التألق فى الموسم الثانى من مسلسل "موضوع عائلى"، وأثبتت بموهبتها أن «ابن الوز عوام» فكانت خير امتداد لوالدها الراحل الفنان ممدوح وافى، وخير نموذج للفنانين الشباب الموهوبين الذين ينتظرون فرصة للتألق.
اهتمت ياسمين وافي بالفن في سن مبكرة وبدأت مشوارها الفني بالإخراج والتمثيل على مسرح الجامعة أثناء فترة دراستها بكلية الآداب، وشاركت بالتمثيل في العرض المسرحي «أفراح القبة» في عام 2020، وأثناء العرض شاهدتها الكاتبة عبير سليمان مؤلفة مسلسل «إلا أنا» وأعجبت بآدائها للدور فنصحتها بأن تتجه للتمثيل بشكل احترافي وقدمتها للمخرج أحمد حسن الذي أسند إليها دورًا في مسلسل إلا أنا فكانت بداية مسيرتها الفنية الحقيقية، ثُم توالت أعمالها في المسرح والدراما التليفزيونيّة العربية لتشارك بعد ذلك في أعمال تليفزيونيّة مثل مسلسل لعبة نيوتن، ومسلسل فاتن أمل حربي.
عن مسلسلها الأخير والشخصية التى تألقت بها من خلاله كان لـ “فيتو ” معها هذا الحوار:
*فى البداية، هل توقعت نجاح شخصية أم ليث فى مسلسل "موضوع عائلى ٢"؟
توقعت نجاح المسلسل، ولكنني لم أتوقع ردود الأفعال الإيجابية على الشخصية التى قدمتها خاصة من قبل الأطفال، حيث إنهم يتعاملون مع شخصية أم ليث باعتبارها «سوبر وومان»، ولكى أحصل على ردود الأفعال الحقيقية على الشخصية قررت الذهاب بعد عرض عدة حلقات إلى أحد «المولات»، وهناك وجدت أن الأطفال يعرفوننى حتى بدون ماكياج.
*وما سر إعجاب الأطفال بهذه الشخصية فى اعتقادك؟
لأن أم ليث شخصية كاريكاتورية فهى طفلة كبيرة وتركيبتها ونقلاتها السريعة بين الغضب والفرح و”كوكتيل” المشاعر الموجود بداخلها أقرب إلى الكارتون والكاريكاتير، وهى شخصية مختلفة عما قدمته فى مسلسل لعبة نيوتن ومسلسل إلا أنا ومسلسل فاتن أمل حربى، وأعتبر أن شخصية أم ليث «تغيير جلد» وبمنزلة تغيير كامل أشكر الأستاذ أحمد الجندى عليه.
*كيف كان الاستعداد لتقديم شخصية أم ليث؟
كنا نجرى بروفات قبل المسلسل بثلاثة شهور سواء بروفات «ترابيزة» أو بروفات ملابس أو غيرها، أي أنه كان هناك جهد وعمل من القلب، وبالتالى كانت النتيجة تكلل الجهد بالنجاح، فقد كان هناك صدق حقيقى من قبل صناع المسلسل.
*كيف يمكنك تقييم تجربتك فى مسلسل موضوع عائلى؟
"موضوع عائلى" مسلسل درامي إنسانى يحمل كل أنواع المشاعر، وهو فى ذلك يشبه الحياة، وكنت محظوظة بالعمل مع فريق العمل بأكمله على رأسه ثلاثية الأساتذة أحمد الجندى وأحمد الجناينى وماجد الكدوانى الذين كانوا يساعدون الجميع، ولقد حولوا العمل بحق إلى “موضوع عائلي”، حتى أننا جميعًا كنا “متنكدين” فى آخر يوم فى التصوير لأنه لن يكون هناك تصوير يجمعنا مرة أخرى فجميعنا كنا بالفعل “عيلة ” وكنت أذهب إلى “لوكيشن” التصوير باعتباره تجمع عائلى.
*ما هو المشهد الذي لن تنساه ياسمين من المسلسل؟
مشهد الفرح حينما كان ينظر ماجد الكدوانى لابنته فى المسلسل فقد كادت نظرته تلك أن تدفعني للبكاء.
*هل تعتقدين أن المخرجين قد يحصرون ياسمين وافى فى قالب شخصية «أم ليث» بعد نجاحها؟
أنا لا أحب تقديم شخصية سبق وقدمتها من قبل كما هى بدون أي تغيير، وأؤمن بأن هناك ما يمكن أن أسميه بقوة الرفض للممثل أي أن يكون لديه قدرة على قول لا، وأنا أحكم على أي دور يعرض على بأن يكون لديه روح جديدة حتى أشعر بالمتعة وأنا أقدمه، وألا يكون مجردة “حشو” وأنا لا أنتمى لمدرسة أو منهج التواجد أي العمل بكثرة، فمنذ بدايتى من ٣ سنوات قدمت فقط ٣ أعمال وموضوع عائلى هو الرابع، أي أننى انتقائية فى اختيار أعمالى، وهذا لا يعنى أن الأعمال التى تعرض على غير جيدة بل أنا أرفضها لأنها تشبه أدوار سبق وقدمتها من قبل.
*ولكن قد يشعر البعض بأن هذا نوع من أنواع التعالى؟
حينما يرسل لك الله فرصا مهمة مع صناع عمل مهمين وأقرر أن أكون موجودة فقط خشية أن ينسانى الجمهور كأن هذا بمنزلة أن الله منحنى رزقا وأنا قلت له لا، والسوق أصبح ناضجًا وواعيًا ومن الممكن أن يتم إلصاق تهمة التعالى بى إن كان رفضى نابعًا من رغبة فى زيادة المقابل المادى أو تغيير وضع اسمى على التتر وهذا ما لا يحدث أبدًا.
*هل شجعك والدك الراحل ممدوح وافى على دخول عالم الفن؟
أنا لم أكن أنوى دخول عالم الفن، ومنذ طفولتى لم أتخيل يومًا أننى سأكون ممثلة، ولم تكن لدى السمات الشهيرة للأطفال الذين سيصبحون ممثلين، ولكننى كنت مستمعة جيدة لكل ما يدور حولى وكنت قارئة نهمة، وملاحظة جيدة لتفاصيل الأفلام ولاحظ والدى هذه السمات، فقال لى إننى سأكون مشروع ناقدة فنية، فنصحنى بدخول معهد الفنون المسرحية أو النقد الفنى، وكان المسار التعليمى الذى اخترته لنفسى هو دراسة الآداب قسم الفلسفة وأقصى ما كنت أفكر فيه أن أكون ناقدة فنية، ولم أكن أرغب أن أجرب التمثيل لمجرد أن والدى ممثل وفكرة دخول عالم التمثيل لم تكن واردة من قبلى أو قبل والدى.
*وكيف إذن تغير مسارك إلى عالم الفن؟
توفى والدى وأنا كنت فى العام الأول من دراستى الجامعية، ووجدت نفسى مفتقدة حديث والدى عن المسرح وكتبه وجلساتنا معا، وفى الجامعة وجدت إعلانا عن ندوة مسرحية فقررت الذهاب إلى هناك لأكون فى أجواء لها علاقة بوالدى، وهناك وجدتهم يحتاجون أعضاء للفريق المسرحى، فدخلت كمتدربة ولم أقل إننى ابنة ممدوح وافى.
وانضميت للفريق لأننى كنت فى حالة نوستالجيا مع والدى وأريد سماع مصطلحات كان هو يستخدمها، وفى الجامعة تعلمت الكثير عن المسرح وعناصره المختلفة، وكان جيلى بالجامعة قويا.
كما كان المسرح الجامعى حينها فى أشده وتعمقت فى الفن المسرحى، وفى وقت ما نصحنى المخرج طارق الدويرى بضرورة تجربة التمثيل حتى من منطلق أن أكون قادرة فيما بعد على توجيه الممثل، فأخبرته أننى لا أود أن يتم مقارنتى بوالدى ولكنه جعل الأمر بداخلى بمنزلة تحدى وبالفعل مثلت وحصلت على جائزة فى التمثيل.
*وكيف اتجهت إلى التمثيل فى عالم المسلسلات؟
بعد تلك الجائزة عدت إلى العمل فى المسرح بعيدًا عن التمثيل لمدة ١٠ سنوات، وفى عام 2020 كنت أعمل كمخرج منفذ فى عرض «أفراح القبة» ولقد قادتنى الظروف للتمثيل مرة أخرى كإنقاذ موقف حيث اضطررت للتمثيل كبديلة لفنانة سافرت فقدمت الدور وحصلت على جائزة أفضل ممثلة صاعدة بالمهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته الثالثة عشرة بمشهد واحد، وحينها شعرت أنها إشارة ربانية، وواصلت التمثيل فى العرض ولقد رأتنى عبير سليمان مؤلفة مسلسل إلا أنا حكاية ضى القمر ورشحتنى للدور وقدمته ثم توالت الفرص فى عالم الدرما التليفزيونية.
*إن كان الفنان ممدوح وافى يتابعك، هل تعتقدين أنه سيكون فخورًا بما تقدمين؟
طوال الوقت كنت أخشى أن أقترب من الملعب الخاص به، لأنه كان ملكا فيه، وكان محبوبًا وذا سيرة عطرة فنية وإنسانية، وما زال هذا الشعور يتملكنى وأتمنى أن يكون «راضي ومبسوط»، فأكثر ما يسعدنى أن اسمه يكون على تتر الأعمال التى أشارك بها وكأن اسمه ما زال موجودًا، وهذا أحد الأسباب التى جعلتنى أستمر فى المجال.
*هل تصرين على أن يكتب اسمك ياسمين ممدوح وافى؟
فى بداياتى كنت مشهورة باسم ياسمين وافى حتى لفت أحدهم نظرى أن والدى كان سيكون سعيدًا أن يكون اسمه موجودًا وأصبحت أعرف نفسى باسم ياسمين ممدوح وافى.
*هل هناك أعمال فنية جديدة ستقدمها ياسمين ممدوح وافى؟
حاليًا أجرى بروفات مسرح لعرض سيتم تقديمه على مسرح الدولة يحمل اسم «التريند الأخير» كما عرض على مسلسلين من مسلسلات رمضان ٢٠٢٣، رفضت أحدهما لأننى لا أريد تكرار شخصية قدمتها من قبل بالرغم من أنه عمل مهم والآخر سوف يرسل لى نصه قريبًا.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"