الطائفة الإنجيلية.. 200 عام من العمل الرعوي والنشاط الاجتماعي والخدمي.. ودور بارز في تنشيط الوعي السياسي
تنتخب الطائفة الإنجيلية بمصر اليوم الجمعة رئيسها العاشر، في انتخابات تجرى بحضور أعضاء المجلس الإنجيلي العام، ومن المقرر عقد المؤتمر الصحفي لإعلان نتائج الانتخابات، في تمام الساعة الرابعة عصرًا بمقر رئاسة الطائفة الإنجيلية في منطقة مصر الجديدة.
نشأت الطائفة الإنجيلية فى مصر منذ نحو 200 عام، قامت خلالها ببناء نحو 1500 كنيسة وبيت للخدمة، وبعد صدور القانون تقدمت الطائفة الإنجيلية بطلب لتقنين أوضاعها، من خلال الحصول على ترخيص 970 كنيسة و100 بيت مؤتمرات وخلوة، تمت الموافقة على تقنين 432 منها حتى هذه اللحظة، وهذا يؤكد فاعلية القانون وأهميته.
الطائفة والحضور المجتمعي (الدور الوطني)
اهتمت الكنيسة الانجيلية في توضيح وإرساء معالم الديمقراطية، وأيضا أسهمت في تنشيط الوعي السياسي لدى شعبها. تشجع الكنيسة الإنجيلية أبناءها على المشاركة الإيجابية في إطار حقوقهم السياسية إيمانًا منها بالمواطنة ودور المواطن تجاه المجتمع، لذا ففي كل الاستحقاقات الديمقراطية تدعو الكنيسة أبناءها للتعبير عن آرائهم من خلال صناديق الاقتراع دون توجيههم إلى رأي بعينه.
إنشاء هيئة الأوقاف
ومن الإنجازاتِ التي شهدَها الأقباطُ في مِصرَ هو إصدارُ قانونٍ لإنشاءِ هيئةِ أوقافٍ للطائفةِ الإنجيليَّةِ، وهذا الأمرُ كانتِ الطائفةُ الإنجيليَّةُ تناديا بهِ منذُ أكثرِ منْ مائةِ عامٍ، نظرًا إلى وجودِ أوقافٍ كثيرةٍ جدًّا، وقيمتُها كبيرةٌ خاصَّةٌ بالطائفةِ الإنجيليةِ، وتمَّ وقفُها لصالحِ الأقباطِ الإنجيليينَ، إلا أنَّ عدمَ وجودِ هيئةِ أوقافٍ إنجيليَّةٍ جعلَ إدارةَ هذهِ الأوقافِ والتحكُّمَ والتصرُّفَ فيها خاضعًا لهيئةِ الأوقافِ المصريَّةِ، وكانَ يتعذَّرُ على الطائفةِ الإنجيليَّةِ الإشرافُ على هذهِ الأوقافِ أو إدارتِها بمعرفتِها. وفي عامِ 2019 كانتِ المبادرةُ هذهِ المرةَ منْ قِبَلِ الحكومةِ المصريةِ، والتي أصدرتْ قرارًا بتشكيلِ لجنةٍ لإعدادِ قانونٍ بإنشاءِ هيئتَي أوقافٍ للطائفةِ الإنجيليةِ والكاثوليكيَّةِ، وبالفعلِ تم إعدادُ القانونِ وصدرَ في عامِ 2021، وتمَّ تشكيلُ هيئةِ أوقافٍ إنجيليَّةٍ. ومنْ أهمِّ اختصاصاتِها استلامُ كافةِ الأوقافِ التابعةِ للطائفةِ الإنجيليَّةِ منْ هيئةِ الأوقافِ المصريَّةِ، أو منْ أيِّ هيئةٍ أخرى، والمسؤولةِ عنِ الإشرافِ على هذهِ الأوقافِ وإدارتِها.
المشاركة في صياغة القوانين
في 30 أغسطس 2016، صدق مجلس الشعب على قانون بناء الكنائس، وفي 29 سبتمبر، من نفس العام، أقر الرئيس عبد الفتاح السيسي، قانون تنظيم بناء الكنائس في مصر. وهي خطوة جادة في سبيل تطبيق فكرة المواطنة والمساواة، ودعم ملف الحرية الدينية
وصدرِ قانونِ الأحوالِ الشخصيَّةِ للمسيحيّين، والذي تُولِي الدولةُ الاهتمامَ الأكبرَ بهِ؛ حيثُ صدرَ قرارٌ منْ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ بتشكيلِ لجنةٍ مُمثَّلٌ بها أيضًا مُفوَّضو الطوائفِ المسيحيَّةِ في مصرَ. وبالفعلِ اجتمعتِ اللجنةُ عدةَ اجتماعاتٍ بوزارةِ العدلِ، وبحضورِ كافةِ ممثِّلي الجهاتِ والوزاراتِ والهيئاتِ المعنيَّةِ، وتمَّ الاتفاقُ على القانونِ بينَ الطوائفِ المسيحيَّةِ وإرسالُهُ إلى مجلسِ الشيوخِ لاستكمالِ خطواتِ إصدارِه بشكلٍ رسميٍّ، ومنَ المتوقَّعِ أن يَصدرَ خلالَ الدورةِ البرلمانيةِ القادمةِ، وقد وضعتِ الطوائفُ المسيحيَّةُ كافةَ البنودِ والموادِّ التي ترى تَوَافُقَهَا معَ الشريعةِ المسيحيَّةِ بدونِ أيةِ قيودٍ. والجديرُ بالذكرِ هنا هو اهتمامُ الحكومةِ بإصدارِ هذا القانونِ، ودعوتُها المستمرَّةُ للطوائفِ لدراسةِ القانونِ ومناقشتِهِ.
أيضا لعبت الكنيسة خلال الفترة الماضية دورًا هامًّا وبارزًا في القوانين التي كانت ساكنة لفترات كبيرة، مثل قانون تقنين أوضاع الكنائس، وتقديم مقترحات لقانون جديد للرعاية البديلة.
المجالس المسكونية
ساهمت الطائفة الانجيلية في دعم إنشاء مجلس كنائس مصر بهدف بناء الجسور بين المسيحيين وبعضهم وبين المسيحيين والمسلمين وأيضًا الدولة المصرية، وهو إطار طيب وجيد لبناء اللحمة الوطنية، يعبر عن موقف أو يحل مشاكل، مجلس كنائس الشرق الأوسط والدور القوى الذى تلعبة الطائفة في تحقيق الأهداف المرجوّة في التواصل والتكاتف وبناء الجسور مع سائر العائلات الكنسيّة والديانات شرقًا وغربًا، إضافةً إلى نشر ثقافة السّلام والحوار والمحبّة والتعاضد من مهد المسيحيّة إلى كلّ أنحاء الأرض.