حكاية إستاد الإسكندرية «أقدم ملاعب مصر».. بناه مهندس روسي بطراز يوناني.. وحمل اسم الملك فؤاد الأول (فيديو وصور)
بالتاريخ هو أقدم ملاعب مصر والشرق الأوسط بل وأفريقيا، وفى الترتيب هو خامس استاد عرفه العالم، هكذا يمكن تصنيف استاد الإسكندرية الذى افتتحه الملك فؤاد الأول عام 1929، ويضم أقدم مقصورة ملكية ذات طابع معمارى فريد، وكذلك تم بناؤها داخل أحد أسوار الإسكندرية القديمة بالحى اللاتينى وسط الإسكندرية.
ومع اقتراب البطولة الأفريقية للشباب شهد الاستاد استعدادات مكثفة خاصة المقصورة الملكية التى تتكون من دورين وصممت على الطراز الملكى فى ذلك الوقت، وقد أجرت «فيتو» جولة داخلها كما التقت بالمسئولين عنها لرواية قصة «التحفة الأثرية» الخالدة.
طراز رومانى بيد روسية
فى البداية، قال عامر حسين، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، ورئيس منطقة كرة القدم بالإسكندرية: إن استاد الإسكندرية «البلدية» بُنى وفق طراز معمارى رومانى رغم أن مصممه روسى الجنسية، المعمارى الروسى فلاديمير نيكوسوف الذى قام بتصميم الملعب من وحى أقواس النصر اليونانية، ويضم المقصورة الملكية التى جرى افتتاحها مع الاستاد وهى أقدم مقصورة موجودة فى استاد وتحمل الطراز الملكى والتى جرى الحفاظ عليها وترميمها بكامل زخارفها وأثاثها التى افتتح به، وهى مصممة من طابقين، طابق مكتب للملك وصالون للملكة ملحق به، والدور الأول صالون كبير لاستقبال كبار الشخصيات والمقصورة الملحقة به لمشاهدة المباريات.
فيما أضافت راندا محمود، المتحدث الإعلامى لاستاد الإسكندرية، وباحثة فى الآثار، أن المقصورة الملكية تضم تحف ذات قيمه تاريخية عالية وأيضا ذات زخارف إسلامية وملكية وتحمل تلك الزخارف الحرف الأول للملك فؤاد بالإنجليزية «f» بالإضافة إلى علم البلاد فى ذلك الوقت الهلال والثلاث نجوم والصالونات الملكية التى جرى استقدامها من خارج البلاد وكانت تصنع خصيصا للملك، بالإضافة إلى لوحات تاريخية ورسومات للتاج الملكى ونجف ومزهريات ومكتب للملك فؤاد ودفاية ملحقة بالمكتب فى الدور الأول، كما جرى تأسيس بهو وسلالم الطابق الثانى بالرخام وسور حديدى ووضعت لوحات ذات قيمة فنية عالية لأميرات وملوك أثناء ممارسة الرياضة.
وأوضحت أن الدور الثانى عبارة عن صالون كبير لاستقبال الملك وضيوفه، وملحق به غرفة خاصة بها صالون آخر كان يستخدم لخصوصية الملك وملحق به حمام، وغرفة الصالون الكبيرة به ثلاث قطع من أطقم الصالونات ذات التصميم الملكى، والسقف به زخارف تحمل شعار التاج الملكى وعلم البلاد الثلاث نجوم والهلال وأول حرف من اسم الملك فاروق.
أولى البطولات
وأشارت المتحدث الإعلامي، إلى أنه فى عام 1929 استطاع أنجلو بولاكى، أول رئيس للبعثة المصرية التى شاركت فى أولمبياد إستوكهولم 1912، تكوين لجنة من أثرياء الإسكندرية استطاعت الحصول على قطعة أرض من محافظ الإسكندرية آنذاك حسين صبرى باشا خال الملك فاروق الأول فى منطقة الحى اللاتينى بالمدينة من أجل بناء الاستاد، وكذلك تبرع الملك فاروق والأمير عمر طوسون والخواجة بولانكى وخوريمى للبناء الاستاد.
وتم تكليف المهندس الروسى نيكوسوف بك بوضع تصميمات الاستاد على النمط الرومانى المستحدث والمهندس إريكز بإعداد الميدان المقابل والشوارع المحيطة بها، وتم افتتاح الاستاد فى 17 نوفمبر من العام 1929 وحمل اسم استاد فؤاد الأول، وكان مقررا أن يشهد استاد الإسكندرية إقامة دورة للألعاب الأفريقية عام 1929 لولا رفض فرنسا السماح للدول الأفريقية التابعة لها بالمشاركة فى الدورة، وشهد الاستاد أول دورة لألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1951، وبعد ثورة يوليو تم تغيير الاسم إلى ملعب البلدية ثم إلى استاد الإسكندرية.
صيانة الملعب
بدوره أوضح تامر الجمال، مدير استاد الإسكندرية، أن هناك اهتمامًا كبيرًا بصيانة استاد الإسكندرية، خاصة المقصورة الملكية التى يتم صيانتها بشكل كامل لإبراز معالمها، وجاءت أعمال التطوير بالتعاون مع محافظة الإسكندرية التابع لها الاستاد والآثار والشباب والرياضة.
من ناحية أخرى كشف عامر حسين رئيس منطقة الإسكندرية لكرة القدم، أنه رغم الاهتمام باستاد الإسكندرية وخاصة المناطق الأثرية والمقصورة، فإن هناك أزمة الصالة المغطاة التى احترقت منذ عدة سنوات وباتت لا تصلح للاستخدام وتحتاج لملايين الجنيهات.
نقلأً عن العدد الورقي…،