رئيس التحرير
عصام كامل

الصحافة العربية: مصر تستيقظ على الدم.. أحداث "طريق النصر" تزيد الهوة بين "الحكم" و"الإخوان".. المخابرات العسكرية تستجوب "المعزول" بشكل يومي.. اجتماع مجلس الأمن الوطني للبحث عن حلول للأزمة


اهتمت أغلب الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الأحد، بالتطورات في مصر، خاصة في أعقاب أحداث "المنصة"، التي أعقبت ليلة خرج فيها المصريون إلى مختلف الميادين يفوضون الفريق عبدالفتاح السيسي لمواجهة العنف والإرهاب.


البداية مع صحيفة "الحياة اللندنية"، والتي أشارت إلى أنه بدا من الواضح أنه كلّما امتلأ ميدان التحرير بحشود ضخمة معارضة لجماعة «الإخوان» تنتهي الليلة بدماء، وهو أمر تكرر فجر أمس في مدينة نصر وحدث قبل ذلك أمام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة حيث قُتل عشرات من أنصار «الإخوان».

ورأت الصحيفة أن مقتل العشرات وإصابة المئات في "طريق النصر" خلال الاشتباكات بين أنصار "الإخوان"، والشرطة أمس، أدى إلى اصطفاف قوى وتيارات وشخصيات إسلامية اتخذت «مواقف رمادية» في الفترة الماضية، خلف جماعة «الإخوان» محملة الحكم المسئولية عن سقوط الضحايا. كما وصفت مواقع إخبارية ما جرى بأنه «مذبحة».

وقالت الصحيفة أنه في حين تضاربت روايات «الإخوان» ووزارة الداخلية حول تلك الاشتباكات، حمّلت النيابة العامة أنصار مرسي المسئولية عن بدء الهجوم والمبادرة بإطلاق النيران على قوات الأمن، وسارع رئيس مجلس الوزراء الجديد حازم الببلاوي إلى تقديم العزاء بالضحايا ووعد بفتح «تحقيق قضائي مستقل».

ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس الجمهورية محمد البرادعي أنه يعمل بكل جهد لإنهاء المواجهة بين أنصار جماعة «الإخوان» ومؤيدي «ثورة 30 يونيو» ومؤسسات الدولة الأمنية بشكل سلمي، مؤكدًا إدانته «الاستخدام المفرط للقوة».

أما شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب فقال أن "هذه التصرفات الدموية ستفسد على عقلاء المصريين وحكمائهم كل جهود المصالحة ومحاولات رأب الصدع ولم الشمل، وعودة المصريين إلى توحدهم كشعب راق متحضر".

وطالب الحكومة بالكشف فورًا عن حقيقة الحادث، من خلال تحقيق قضائي عاجل، وإنزال العقوبة الفورية بـ «المجرمين» أيًا كانت انتماءاتهم أو مواقعهم.

ونقلت الصحيفة عن «التحالف الوطني لدعم الشرعية» المؤيد لمرسي في بيان له أن «ميدان رابعة العدوية ضاق بالحشود المليونية، ما اضطر المعتصمين إلى الانتشار على امتداد طريق النصر حتى وصلوا إلى مشارف جامعة الأزهر، فقامت قوات الأمن مدعومة بحماية من القوات المسلحة بإمطار المتظاهرين السلميين بقنابل الغاز، ثم بدأ إطلاق الخرطوش والرصاص الحي الكثيف من خلال القناصة الذين اعتلوا أسطح مباني جامعة الأزهر، وأخذوا في قنص المتظاهرين بوحشية عجيبة.

وأضافت الصحيفة أن فيديوهات مصورة أظهرت مجموعة من أنصار مرسي يقدرون بالمئات وقد وصلوا بالفعل إلى مطلع كوبرى أكتوبر في محاولة لاعتلائه، علمًا أن المسافة بين مقر اعتصامهم وتلك المنطقة تقدر بكيلومترات عدة، وكان شارع النصر خلفهم خاليًا من المتظاهرين، لكن الشرطة سارعت إلى التصدي لمئات المتظاهرين الذين تجمعوا في مطلع الكوبرى مرددين الهتافات ضد وزارة الداخلية.

إلى صحيفة "الوطن" السعودية التي قالت أنه ما كادت جمعة "مكافحة العنف والإرهاب" بمصر تنقضي بسلام، حتى استيقظ المصريون فجر أمس على أحداث دامية قرب مسجد رابعة العدوية بين الشرطة و"الإخوان" أسفرت عن عشرات القتلى ومئات الجرحى تفاوت تحديد عددهم.

وفيما أعلن مصدر في وزارة الصحة سقوط 74 قتيلا و748 جريحا، أعلن الإخوان أن القتلى أكثر من 120، والجرحى أكثر من ألف.

واتهم وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم "الإخوان" بـ"المتاجرة بالدم"، مشيرًا إلى أن الأحداث بدأت عندما حاول الإخوان قطع أحد الكبارى الرئيسية بالعاصمة فتصدت لهم قوات الأمن وفرقتهم باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، كما اشتبك معهم أهالي المنطقة، وتدخلت قوات الأمن للفصل بين الجانبين.

واهتمت صحيفة "الشرق الأوسط" بتضارب أعداد قتلى مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، في ساحات بالقاهرة والإسكندرية، وتضارب الروايات حول أسباب الاشتباكات، وقالت مصادر رسمية أن 65 قتيلا سقطوا في اشتباكات بين أنصار مرسي وقوات الأمن وأهالي في القاهرة والإسكندرية، عقب مظاهرات حاشدة شهدتها محافظات البلاد حتى فجر أمس لتفويض قادة الجيش لمواجهة «الإرهاب»، لكن قادة جماعة الإخوان قالوا:" إن القتلى 200 والمصابين بالآلاف".

ونقلت الصحيفة عن أن مصادر عسكرية قالت لوكالة «أسوشيتد برس» أن الرئيس المعزول يجرى التحقيق معه على يد المخابرات العسكرية بشكل يومي تقريبا منذ عزله في الثالث من هذا الشهر، وذلك في مقر احتجازه السري، بشأن تسليمه أسرارا تخص الدولة لجماعات إسلامية.

إلى صحيفة الخليج الإماراتية، أشارت الصحيفة إلى قول المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف في بيان، أن قوات الأمن المصرية لم يتجاوز تسليحها الغاز المسيل للدموع ولم تستخدم سواه في المواجهات مع المتظاهرين، متهمًا أنصار الإخوان بإطلاق النار وإصابة 14 ضابطًا و37 مجندًا وعنصر شرطة بجروح.

وأضاف أنهم حركوا مسيرة من ميدان رابعة إلى مطلع كوبري أكتوبر لقطع الطريق، وأشعلوا الإطارات بكثافة في مطلع الكوبري واشتبكوا مع أهالي منطقة منشأة ناصر القريبة باستخدام الأسلحة النارية والخرطوش ما أسفر عن مقتل 21 مواطنًا وإصابة آخرين.

أما جريدة "الجريدة" الكويتية فقد نقلت عن مصدر عسكري مسئول قوله بأن "القوات المسلحة ستبث فيديوهات قامت بتصويرها، عبر الطائرات، للاشتباكات بين عدد من أنصار الرئيس السابق محمد مرسي والشرطة قرب النصب التذكاري بطريق النصر".

ولفتت الجريدة إلى تأكيد مصادر رئاسية أنه من المقرر أن يعقد الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، اجتماعًا بمجلس الأمن الوطني، الذي يضم كبار رجال الدولة ووزيري الدفاع والداخلية، لبحث تطورات الموقف الأمني على الأرض، فيما أبدى نشطاء ينتمون للتيار الإسلامي استعدادهم لإعلان مبادرات للخروج من الأزمة الحالية.

الجريدة الرسمية