رئيس التحرير
عصام كامل

مشهدان.. ومشهد لم يكتب


كان العام الذي تولاه مرسي وجماعته في رئاسة مصر، عاما لم يغاث فيه الناس كما توقعوا من طنطنة الجماعة بمشروع النهضة والمائة يوم، ولكن الناس صدمت في جماعة تحاول أن تصل إلى مفاصل الدولة وأن تتمكن من الفرصة التي لن تتكرر في التاريخ مرة أخرى، لذلك عندما خرجت تمرد إلى العلن استطاعت أن تجمع ما يقرب من 15 مليون توقيع، وعزل مرسي وطلب الفريق السيسي تفويضا من الشعب لمحاربة الإرهاب ولم يخذله الشعب.

بأم عيني كان المترو الذي يقلني أنا وزوجتي يغض بالناس يهتفون ويضحكون، لا يوجد أحد مستاء من الزحام أو الحر الشديد بالعكس الكل كان في حالة حب والطاقة الإيجابية تملأ المكان، التحرير والذي وصف بأنه ميدان التحرش والمخدرات والشذوذ كان أجمل من الشانزليزيه في رأس السنة، الجميع في حالة فرح وحب، الكل يغني ويهتف ويرفع العلم، لم أكن أخشي على زوجتي من أحد بل كانت تقف تهتف مع الفتيات والنساء وتزغرد معهن، ونحن الرجال حولهن والطاقة الإيجابية ترتفع للعنان كلما مرت طائرة صرخنا نشوة ولوحنا لها بالرغم من أننا نعرف أن من بالطائرة لن يشاهد ملايين الأيدي الصغيرة التي تلوح له ولكننا دون أن ندري كنا نلوح، ونحن نتحرك دست رغما عني على قدم أحد الشباب فقلت له آسف، ابتسم الشاب وقال إننا هنا لا نعتذر الزحام شديد ولا داعي للاعتذار، هذه هي مصر.
 
في رابعة والنهضة، أتابع حالة الخوف والهلع على وجوه المعتصمين، السباب والتخوين، الانسياق خلف قادة الاعتصام المحرضين على البقاء فيه، قادة الاعتصام يعرفون أنه لو فض الاعتصام سيتم القبض عليهم لذلك يقنعون المعتصمين بأنهم لو خرجوا من الاعتصام سيتم القبض عليهم، هم فقط يستخدمون هؤلاء البسطاء لكي يكونوا متاريس لهم، يظنون أنهم سيعيدون مرسي المعزول للحكم وأنهم سيخرجون من رابعة والنهضة منتصرين، ولكن تصريح وزارة الخارجية الأمريكية الأخير قتل أحلامهم عندما اعتبر أن ما قام به الفريق السيسي ليس انقلابا عسكريا، 
إذن كيف الخروج من الأزمة وكيف يتم فض اعتصام رابعة والنهضة؟! ليس بالعنف فليس هو الحل فكل من في الميدانين مصريين مغرر بهم باسم الدين وباسم الشرعية وباسم الديمقراطية، ولا أعتقد أن الحل في الحوار فالإخوان ـ كما تعاملت معهم ـ لا يقتنعون إلا بوجه نظرهم باعتبار أنهم حماة الإسلام وأن كل من خالفهم فهم إما يسار أو شيوعيون أو علمانيون ببساطة من ليس منهم فهو كافر، فالحوار معهم لن يجدي.
 
أعتقد ببساطة أن الحل هو القضاء على منابع الإرهاب في سيناء أولا وتطهيرها بالكامل، تجفيف مصادر التمويل في رابعة والنهضة بمصادرة أموال كل المحضرين الموجودين هناك، إغلاق قناة الجزيرة فورا وسحب ترخيصها من القمر المصري وكل القنوات الفضائية التي تبث أخبارا كاذبة عن مصر، محاولة إقناع المعتصمين السلميين في رابعة والنهضة بأن خروجهم من الميدان مضمون وأنهم سيعودون إلى بيوتهم دون أذي.
هذا رأي وأتمني أن يؤخذ به أو ببعضه.. 
الجريدة الرسمية