السيسي وحكاية بيع قناة السويس!!
قالت وهي فخورة بما جرى: طلبت تقبيل الرئيس السيسي.. فأنا في عمر والدته.. لكنه قال بأدب شديد: أقبل رأسك أولًا"!
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يزور بورسعيد في عيدها القومي.. التاريخ 24 ديسمبر من العام 2016. هناك طلب لقاء أبطال المقاومة الشعبية وكانت أيقونتهم الراحلة العظيمة زينب الكفراوي في المقدمة.. وكان ما كان من لقاء لم يحدث علي هذا المستوى ولا علي ذلك النحو منذ الستينيات.
وتكرر التكريم علي أعين العالم في منتدى الشباب بالإسماعيلية في أبريل من العام 2017.. كانوا جميعا أبطال بورسعيد والإسماعيلية والسويس.. من حموا قناة السويس -الممر والإقليم - في 1956 و1967 و1973، ودفعوا الثمن كبيرا وجليلا.. من دمائهم وأجسادهم ونور عيونهم.. محمد مهران وعلية الشطوى وزينب الكفراوى وعبد المنعم الشاعر وأحمد هلال وعبد الجواد سويلم وآخرين.
لم تصل إشارة تكريم حماة قناة السويس إلي البعض.. رغم أن قبلها كانت إشارة أخرى.. فقد كان ضروريا استنهاض همة المصريين وإثبات قدرتهم علي تحقيق المعجزات مرة أخرى.. كانت قناة السويس الجديدة. وكان الإصرار علي أمرين.. أن تكون أموال المشروع مصرية خالصة.. وأن يكون التمويل شعبيا خالصا.
كان سهلا أن توفر الحكومة التمويل وتستأثر بالعائدات.. وتتجنب صداع المودعين وسيرة الفوائد والعوائد لكنها أصرت أن يساهم كل بيت مصريا في العمل الكبير.. لكل بيت نصيبه في التمويل كما كان لكل بيت شهيد عند حفر القناة الأولى.. ملحمة الأجداد والأحفاد تتصل وتتواصل حلقات بعد حلقات.. وحلقات من داخل حلقات.. حفروها بأظافرهم ودمائهم بالسخرة ودفنوا فيها وجاء من ثأر لهم وأعاد القناة إلي أهلها ثم جاء من يمنح الأحفاد الفرصة لصناعة التاريخ من جديد.. وقد كان!
وبينما ذلك كذلك.. تضغط قوى من هنا ومن هناك لكي يعود تمثال النصاب العالمي فرديناند ديليسبس إلي مدخل القناة.. قالوا كلاما سخيفا وساقوا حججا لا معنى ولا قيمة لها.. عن السياحة وعن الآثار.. فلا سياحة فوق كرامة مصر ولا آثار علي شرف الوطن وفوق عظام ضحايا المحتال نفسه.. وكان الحل بإيداع التمثال في متحف الهيئة.. هناك كحجر مثل غيره، وليس علي مدخل قناة السويس.. شرف مصر وعرضها!
القيادة السياسية التي تكرم من حموا قناة السويس ودافعوا عنها بعد تجاهل طويل وتصر علي رمزية المشاركة الشعبية في حفر الممر العالمي ولو بكلفة أكبر وتصر علي مصرية رأس المال وعلي إبعاد تمثال حجري لا قيمة له إلا الرمزية السيئة للدخيل وصورته.. كيف لها أن تبيع قناة السويس وتفرط فيها؟!
كيف أصبح الإعلام الإخوانجي والإسرائيلي مصدرا لبعضهم؟ كيف هانت عليهم أنفسهم إلي هذا الحد؟ هل لوجود أوراق مختومة؟! يمكن صناعة العشرات مثلها الآن وكلنا نتذكر كيف صمموا موقعا مزيفا أطلقوا عليه عاصفة الحزم وزورا إهانات لمصر ثبت زيفها بل وزيف وجود الموقع نفسه!
وكيف قبل سنوات زوروا استقالة وزير التعليم الأسبق محب الرافعي ولم يكن الرجل استقال ولا أقيل ولا علاقة له بالأختام المزيفة عليها ولا -طبعا- بترويجها علي التواصل الاجتماعي!علي كل حال لهذه الظاهرة -الاعتماد علي الإعلام الإخوانجي والإسرائيلي- أسباب وجذور بدأت بالاستعانة بهم ضد ثورة يوليو ورجالها واليوم ندفع الثمن ولكن لهذا حديث آخر مستقل!