رئيس التحرير
عصام كامل

فاتن أحمد تكتب: خدعها باسم الحب

فاتن أحمد، فيتو
فاتن أحمد، فيتو

أصعب مآسي الإنسان أن يبتسم أمام الجميع لتظهر الضحكة على الشفاة، ولكن داخله ينتحب وقلبه ينفطر، ليحاول منع إخراج أحزانه التي بنت حضارة عريقة بداخل صدره، عبارات عديدة وحكايات مختلفة تصدرت آلام الجميع، لتسجل تاريخا من الثقة والحب في زمن الغدر، ليعيش صاحبها في زمن أسود سيطرت عليه آماله بالعودة، دون بريق من النور يشع في روحه ويعيدها للحياة مرة أخرى، بعدما قتلها الحبيب بخنجر الغدر.

 

بالرغم من الحكايات المستمرة التي سمعت عنها خلال السنوات الأخيرة، إلا أن صديقة لي مرت بحالة عجيبة من الخداع بإسم الحب، بعدما تعرفت على أحد الأشخاص، وتعلق قلبها به على مدار سبعة شهور من الكلام المعسول عن الحب والعشق، حبها جعلها تفقد قدرتها على التفكير، وتتأكد من صدق حبيبها الذي استمر معها حتى كشر عن أنيابه وتركها في موقف آليم بعد وعود من العيش والحب طوال العمر. 

 

تحدثت معي صديقتي وروت قصة حبيبها الكاذب، المخادع، والفاقد للشعور في وقت اشتد فيه الصقيع بزمن التهبت حرارته بنيران العشق، وكعادة الكثير من الشباب، بدأ هذا الشخص يحيك خطته ليلعب بمشاعرها، باهتمام مستمر ومعاملة خاصة، ومدح في الشخصية والكاريزما التي تتمتع بها، وتواعدا للخروج معا في أجواء رومانسية – كما يصفها البعض- لتعترف بمشاعرها لحبيبها المخادع لتتعرف على مدى مبادلته للشعور معها.

 

وبالرغم من رده الصادم وقتها بقوله – خلينا نبقى أصحاب – بسبب علاقاته الفاشلة، إلا أنها كانت لديها أحاسيس بأنه يبادلها نفس الشعور، حتى اتخذت قرارها بالابتعاد عنه بعض الوقت لنسيانه حتى لا يكون حبها من طرف واحد، ومع مرور الأيام تفاجأت بمقابلته مرة أخرى ليستمر سيناريو الحديث بينهما، ويكشف عن مشاعره اتجاهها، ولكن للأسف طيبة قلبها جعلتها تصدقه بفؤاد دون عقل، مدح متواصل ومشاعر ومحبة مستمرة من شخص يفتقد للإنسانية التي لا يشعر خلالها بأنه يضحك بعقلها ليتسلى فقط.

 

 وبعد مرور الشهور السبعة التي تحدثنا عنها، ظهرت واحدة جديدة في حياة حبيبها، وبالتحديد في مجال عمله، ومنها ترك حب صديقتي له، وأيام السمر والسهر في المحادثات، وبحث عن مصلحته فقط، ليقرر وقتها الإبتعاد عن الحب والاقتراب من المصلحة بحجة واهية لا يصدقها طفل.

 

انهارت بالبكاء من ألم الفراق، بعد حب وعشق عاشته معه وكأنه 7 سنوات، وليس سبعة شهور، وبعد محاولات من التواصل من الحبيب الخائن رد عليها ببرودة أعصاب أن الحياة هكذا ويجب عليها أن تتفهمه، وكأنه المجني عليه وليس الجاني، لتقفل طيات كتاب حبها، وتغلق صفحات كسر قلبها في وجه شخص افتقد لأبسط المشاعر الإنسانية.

 

ووقتها تحدثت معها كثيرا بعد غدر حبيبها لها، وقولت لها ألم تكتشفي أنه كاذب؟.. ردت قائلة " كنت أبصر ولا أرى".. طاردتها ذكريات الحب الأليم، ولحظات الحديث الطويل، والوعود الواهية بمستقبلها معه، ومع ذلك أجبرها عقلها على إصرارها بنسيانه وترك حبه في تراب الغدر، حتى لا تجرح نفسها كثيرا بسبب حب تلاشى مع طيات صفحات الأيام!

الجريدة الرسمية