غراب البين يكتب: الله يرحم زمان وإعلام زمان
بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله أخذتنى أجنحتى إلى مدينة السادس من أكتوبر وهناك وقفت أعلى سور بوابة مدينة الإنتاج الإعلامى.. إنكمشت بين أجنحتى وقلت لنفسى هو أنا هلاقى فين مكان أحلى من كدا أو أهدأ من كدا
وبينما كنت بتفرج على المذيعات الجميلات اللى داخلة واللى خارجة وإذا بى أسمع المذيعة وهى داخلة وبتتكلم مع رئيس تحرير البرنامج بتاعها وبتقوله: مش ملاحظ إن أخبارنا كلها من التيك توك والسوشيال ميديا؟!،، فقال لها: أمال يعنى هنجيب اخبار منين..
فقالت له أمال المعدين اللى معاك شغلتهم إيه؟!.. فقال لها: بيتابعوا السوشيال ميديا ويجهزولنا الفيديوهات اللى عاملة ترندات.. هو انتى فاكرة البرامج زى زمان بتعتمد على المراسلين ومندوبى الوزارات؟!.. وثانيا القناة بتاعتنا مفيهاش مذيعة صوتها شتوى ولا فيها مذيع بيأكل على الهواء علشان نعمل ترند كل يوم.
فقالت له المذيعة: خلاص يا سيدى أهم كلمتين قلتهم من نفسى.. أنا أصلا جايبالك شوية ترندات معاى وصور من الإنستجرام هنعمل بيهم أحلى شغل.. أنا بس حاسه اننا بنكلم الناس عن حاجات هما شافوها فى السوشيال ميديا زينا تمام يعنى مش بنجيب جديد!
وهنا بقى مقدرتش استحمل إنى أسمع باقى الحوار.. فوقفت على رجلى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى "قاق قاق" ولقيتهم اتفاجئوا بوجودى وراحوا يهشوننى بعصبية ويقولولون لى: غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.
فهربت مسرعا قبل أن يحدفوننى بزجاجات المياه المعدنية التى بين ايديهم ولسان حالى يقول: بقا أنا اللى جبتلكم النكد والفقر؟!.. دا أى حد دلوقتى ممكن يشتغل إعلامى ومش لازم يكون عنده موهبة او خبرة ولا حتى دراسة.. بدليل ما نراه على الشاشات.. دا حتى الصحافة والمواقع الإخبارية بقت بتعتمد على تغريدات المشاهير في تويتر وبقت بتنشر بوستات زى بتوع الفيس بوك.. فين بقا إعلام زمان وصحافة زمان.. الله يرحم اللى كان
قال أنا اللى جبتلهم النكد والفقر قال!.. ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين زيكم بياخدو إعلامهم من المواطنين بتوع تويتر وفيس بوك!