رئيس التحرير
عصام كامل

للتاريخ.. لا علاقة لفؤاد سراج الدين بمعركة الإسماعيلية!

قبل 20 عاما بالتمام والكمال وفي صحيفة الشرق الأوسط اللندنية كبري الصحف العربية في أوروبا حيث تتقاسم مع صحيفة الحياة  الحضور العربي الأبرز في الصحافة اللندنية وتحديدا في العدد 8828 والصادر الخميس 30 يناير من عام 2003 أجرت الكاتبة المحترمة أميرة محمد حوار نادرا ومهما مع اللواء مصطفي رفعت بطل معركة الإسماعيلية الذي شرح تفصيليا قصة البطولة الخالدة وما جرى فيها وما جرى بعدها وحتى قيام ثورة يوليو.

بعد تمهيد في الحوار عن الاحتلال وأوضاع مصر وقتها تقفز أميرة محمد إلى قلب الموضوع وتقول: "السؤال الذي يلح في طرح نفسه مع شاهد العيان وبطل معركة الشرطة من الذي اتخذ القرار بمثل هذه المواجهة غير المتكافئة وهل أصدر فؤاد سراج الدين وزير الداخلية آنذاك أوامر بالمقاومة؟!".

دور فؤاد سراج الدين في معركة الإسماعيلية

يجيب البطل مباشرة فيقول: "أولًا أحب أن أوضح أنها لم تكن مواجهة بين الشرطة وقوات الاحتلال بل كانت معركة أهالي.. دخلوا معنا فيها، لم نكن ندافع عن أنفسنا أو مواقعنا بل كانت المدينة بكاملها تدافع ضد اجتياحها.. بالنسبة لاتصالات فؤاد باشا بنا فقد بدأت الساعة الحادية عشرة صباحًا ولم يطلبني بالاسم بل كلم عامل التليفون وسأله من المسؤول عندك فاستدعاني وكانت المعركة بدأت الساعة السادسة صباحًا وسقط لدى 11 جنديًا شهيدًا.

وعلم فؤاد باشا من عامل التليفون بالحصار والضرب ثم سألني ماذا يحدث وأجبته بكل شيء وعن القتلى.. سألني: إيه قراركم، أجبت القرار قرار العساكر كلها قبل أن يكون قرارنا.. وهو لن نخرج، أي لن نستسلم سنقاوم لآخر طلقة ولن يتسلموا إلا جثثًا هامدة، فعاد وزير الداخلية وسألني مرة أخرى: ده قراركم النهائي؟ أجبت: نعم فقال شدوا حيلكم وانتهت المكالمة!

وبعدها مباشرة انقطعت الاتصالات مع القاهرة لأنه بعد خروجي مباشرة سقطت دانة دبابة ونسفت الحجرة وعامل التليفون!

تستكمل أميرة محمد جهدها للتوصل إلى رد قاطع  يحسم الجدل التاريخي عن حقيقة الأحداث ومن بطلها التاريخي فتسأل بصراحة أكبر وتقول: “إذن توقيت اتصال سراج الدين بعد ٥ ساعات يثبت أنه لم يكن صاحب قرار المواجهة؟”.

 

فيرد مصطفى رفعت بصراحة شديدة وبتواضع أشد: “لأ.. ولا أنا كنت صاحب القرار.. القرار اتخذه عساكر الشرطة”!.. رحم الله مصطفي رفعت واليوزباشي عبد المسيح وكل أبطال معارك الكرامة والكبرياء ضد المحتل الأجنبي.

يحتاج تاريخ مصر للكتابة من جديد.. فالتاريخ المتداول في معظمه.. لا علاقة له بالحقيقة!

الجريدة الرسمية