رسالتي لوزير الداخلية في عيد الشرطة 71
النهاردة يحل علينا عيد الشرطة المصرية رقم 71 تخليدًا لذكرى موقعة الإسماعيلية 1952 اللي راح ضحيتها 50 شهيدا و80 جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952، بعد أن رفضوا تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزي.
والنهاردة أيضا بيفكرنا بثورة 25 يناير 2011 اللي كانت بدايتها احتجاجات شعبية تحولت إلى ثورة وبسببها تنحى الرئيس حسني مبارك عن منصبه، وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة قيادة البلاد.
وفي مثل هذه المناسبات نتذكر دايما أرواح الشهداء الأبرار من أبناء الوطن اللي ضحوا بنفسهم في مواجهة الإرهاب والتيارات المتطرفة والتصدي لكافة أشكال الخروج عن القانون من أجل مصر حتى يسود الأمن والأمان.
ورغم التطور الكبير في قطاع الشرطة خلال السنوات الأخيرة سواء في جانب الأداء الفني أو السلوكي إلا أن هناك الكثير من الملفات التي تخص هذا القطاع ستظل مشاكلها مستمرة لارتباطها بشكل كبير بثقافة الشعب المتراكمة منذ سنوات طويلة وهي لن تتغير إلا بتغير هذه الثقافة ويأتي في مقدمتها ما يسمى بملف الواسطة والمحسوبية، والحل الأوحد لإصلاح هذا الملف دون الانتظار لتغيير الثقافة الشعبية هو تطبيق القانون على الجميع دون أي تمييز بين شخص وآخر.
تطوير قطاع المرور
وفي هذه المناسبة وفي ظل الظروف الحالية وبعد مرور 12 سنة على ثورة يناير اللي بعدها بدأت نظرة رجل الشارع لرجل الشرطة تتغير، وفي ظل ما نتحدث عنه بخصوص الجمهورية الجديدة أستغل الفرصة لأوجه رسالة من القلب إلى اللواء محمود توفيق وزير الداخلية.
هذه الرسالة تتلخص في ضرورة العمل على عدم مشاهدة عسكري المرور في الشارع المصري بأي حال من الأحوال، فلا أعتقد أن سير مصر بكل مؤسساتها في طريق الجمهورية الجديدة يتناسب مع استمرار وجود أمين الشرطة وعسكري المرور في الشارع، وهذا ليس تقليل منهم ولكن لأنه لا جدوى من وجودهم في ظل التطور التكنولوجي الرهيب الذي يشهده قطاع المرور من تركيب كاميرات ورادارات ولوحات ارشادية بالإضافة إلى التطورات المستمرة في الطرق سواء الداخلية أو الخارجية.
وأعتقد أن احترام إشارة المرور تعتبر من الأشياء المهمة التي يقاس بها تحضر الدول، ومن وجهة نظري أن وجود عسكري المرور وأمين الشرطة في الشوارع ليل نهار لا يساهم في تسيير حركة المرور بل من الممكن في الكثير من الأوقات أن يكون "شاهد مشفش حاجة"..
هذا بالإضافة الى معاناة الكثيرين النفسية من استمرار مشاهدة أمين الشرطة أبو دفتر وقلم اللي أصبحت مهمته الأساسية تدوين المخالفات التي تعتمد في المقام الأول على ضميره، ناهيك عن السلوكيات الخاطئة الأخرى المعروفة للجميع بخصوص أمين الشرطة أبو دفتر وقلم.
وأخيرا.. نفسي أشوف اليوم اللي أمشي فيه في الشارع ومشوفش عسكري مرور أو أمين شرطة ماسك دفتر بيسجل فيه مخالفات تعتمد على ضميره وقراره هو فقط. وللحديث بقية طالما في العمر بقية.