رئيس التحرير
عصام كامل

بالأرقام.. ‬الطلاق‭ ‬أخطر‭ ‬وباء‭ ‬اجتماعي‭ ‬يواجه‭ ‬الوطن‭ ‬العربي.. والإفتاء تكشف سر ارتفاع معدل الانفصال الزوجي

دار الافتاء، فيتو
دار الافتاء، فيتو

ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬الطلاق‭ ‬هو‭ ‬كارثة‭ ‬العصر،‭ ‬ويعد‭ ‬‭ ‬أحد‭ ‬أخطر‭ ‬الملفات‭ ‬التى‭ ‬أقحُمت‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬وأسفر‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬تفكك‭ ‬الأسر‭ ‬بصورة‭ ‬مرعبة‭ ‬وغير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬ما‭ ‬استلزم‭ ‬من‭ ‬دار‭ ‬الإفتاء‭ ‬المصرية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تحجيم‭ ‬الأزمة‭ ‬ووضع‭ ‬أطر‭ ‬علمية‭ ‬للحد‭ ‬منها‭.‬

 

وحصلت‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬دار‭ ‬الإفتاء‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬تحليل‭ ‬1200‭ ‬فتوى‭ ‬خاصة‭ ‬بالطلاق‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬العربى‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬بجهود‭ ‬شاقة‭ ‬من‭ ‬المؤشر‭ ‬العالمى‭ ‬للفتوى‭ ‬التابع‭ ‬لدار‭ ‬الإفتاء،‭ ‬وكشفت‭ ‬الدراسة‭ ‬عن‭ ‬أرقام‭ ‬صادمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬الطلاق‭ ‬فى‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬وليس‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭ ‬فقط‭.‬

 

أسباب الطلاق
وتوضح‭ ‬الدراسة‭ ‬فى‭ ‬البداية‭ ‬أن‭ ‬تساؤلات‭ ‬المستفتين‭ ‬والإجابة‭ ‬عنها‭ ‬أظهرت‭ ‬أن‭ ‬أسباب‭ ‬الطلاق‭ ‬تمحورت‭ ‬حول‭ ‬عوامل‭ ‬ثلاثة‭: ‬الأول‭: ‬هو‭ ‬العامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وجاء‭ ‬بنسبة‭ (‬43%‭)‬،‭ ‬وأبرز‭ ‬أمثلته‭ ‬الواردة‭ ‬فى‭ ‬الفتاوى‭: ‬ارتفاع‭ ‬أعباء‭ ‬وتكاليف‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬وكذلك‭ ‬بطالة‭ ‬الزوج‭ ‬وعدم‭ ‬عمله،‭ ‬وأخيرا‭ ‬إنفاق‭ ‬الزوجة‭ ‬على‭ ‬منزل‭ ‬الزوجية‭ ‬من‭ ‬ذمتها‭ ‬المالية‭ ‬الخاصة‭.‬


أما‭ ‬العامل‭ ‬الثانى‭ ‬فكان‭ ‬اجتماعيًّا‭ ‬وأُسريًّا،‭ ‬وجاء‭ ‬بنسبة‭ (‬37%‭)‬،‭ ‬وأبرز‭ ‬أمثلته‭ ‬فى‭ ‬عينة‭ ‬الفتاوى‭ ‬المذكورة،‭ ‬تدخُّل‭ ‬الأهل‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬الزوجين‭ ‬أو‭ ‬أحدهما،‭ ‬والزواج‭ ‬المبكر،‭ ‬وإدمان‭ ‬المخدرات،‭ ‬والعنف‭ ‬الجسدى‭ ‬أو‭ ‬اللفظى‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬والحملات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المؤسسات‭ ‬النسوية‭ ‬لتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭.‬


وتمثل‭ ‬العامل‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬فتاوى‭ ‬الطلاق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحليل‭ ‬عينة‭ ‬الفتاوى،‭ ‬والذى‭ ‬جاء‭ ‬بنسبة‭ (‬20%‭)‬،‭ ‬كان‭ ‬خاصًّا‭ ‬بالوسائل‭ ‬التكنولوجية،‭ ‬وأهم‭ ‬أمثلته‭ ‬إدمان‭ ‬الإنترنت‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أحد‭ ‬الزوجين‭ ‬أو‭ ‬كليهما؛‭ ‬مما‭ ‬يؤدى‭ ‬بدوره‭ ‬للعُزلة‭ ‬الأسرية؛‭ ‬ومن‭ ‬ثَمّ‭ ‬الخيانة‭ ‬الزوجية‭ ‬فالطلاق‭.‬


وأشارت‭ ‬الدراسة‭ ‬التى‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬مؤشر‭ ‬الفتوى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ (‬60%‭) ‬من‭ ‬فتاوى‭ ‬الطلاق‭ ‬عربيًّا‭ ‬صدرت‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬وهيئات‭ ‬إفتائية‭ ‬رسمية،‭ ‬ولكن‭ (‬40%‭) ‬منها‭ ‬صدرت‭ ‬من‭ ‬دعاة‭ ‬غير‭ ‬رسميين‭ ‬ومواقع‭ ‬فتاوى،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مواقع‭ ‬إلكترونية‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭.‬


ولفت‭ ‬المؤشر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ (‬58%‭) ‬من‭ ‬المستفتين‭ ‬فى‭ ‬فتاوى‭ ‬الطلاق‭ ‬“رجال”‭ ‬و‭(‬25%‭) ‬من‭ ‬النساء،‭ ‬فيما‭ ‬صدرت‭ ‬فتاوى‭ ‬بنسبة‭ (‬17%‭) ‬بدون‭ ‬مستفتٍ‭ ‬أو‭ ‬بمبادرة‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬الإفتائية‭ ‬أو‭ ‬الدعاة‭ ‬والشيوخ‭ ‬المفتين‭.‬

فتاوي الطلاق
وعن‭ ‬نسب‭ ‬اعتدال‭ ‬وتشدد‭ ‬أو‭ ‬تساهل‭ ‬فتاوى‭ ‬الطلاق‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2022؛‭ ‬أوضحت‭ ‬الدراسة‭ ‬أن‭ (‬70%‭) ‬من‭ ‬إجمالى‭ ‬فتاوى‭ ‬العينة‭ ‬اتسمت‭ ‬بالاعتدال‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الشرعية،‭ ‬وراعت‭ ‬القواعد‭ ‬الفقهية‭ ‬المعتبرة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الباب،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬جاءت‭ (‬26%‭) ‬منها‭ ‬متشددة‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬جوانب؛‭ ‬كان‭ ‬أهمها‭ ‬إجابة‭ ‬المستفتين‭ ‬مباشرة‭ ‬دون‭ ‬حضورهم‭ ‬أو‭ ‬مواجهتهم‭ ‬بكل‭ ‬جوانب‭ ‬المسألة،‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬خضوع‭ ‬الفتوى‭ ‬ذاتها‭ ‬لمراحل‭ ‬إفتائية‭ ‬تراعى‭ ‬كافة‭ ‬الأطراف،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬جاءت‭ ‬نسبة‭ ‬الفتاوى‭ ‬المتساهلة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ (‬4%‭).‬


وأما‭ ‬عن‭ ‬المنهجية‭ ‬الإفتائية‭ ‬المتبعة‭ ‬فى‭ ‬فتاوى‭ ‬الطلاق‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬العربية‭ ‬وفتاوى‭ ‬الدعاة‭ ‬غير‭ ‬الرسميين‭ ‬على‭ ‬مواقعهم‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا،‭ ‬أوضح‭ ‬مؤشر‭ ‬الفتوى‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬الهيئات‭ ‬الإفتائية‭ ‬الرسمية‭ ‬تتبع‭ ‬طريقة‭ ‬منظمة‭ ‬ومنضبطة‭ ‬تمر‭ ‬بثلاث‭ ‬مراحل؛‭ ‬حيث‭ ‬تبدأ‭ ‬بتعامل‭ ‬أمين‭ ‬الفتوى‭ ‬معها،‭ ‬فإذا‭ ‬لم‭ ‬يتيسَّر‭ ‬الحل‭ ‬له‭ ‬بوجود‭ ‬شكٍّ‭ ‬فى‭ ‬وقوعه‭ ‬تُحال‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬مختصة‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬علماء‭.‬


وإذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬شبهة‭ ‬فى‭ ‬وقوع‭ ‬الطلاق،‭ ‬تحال‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬رتبة‭ ‬إفتائية‭ ‬فى‭ ‬المؤسسة،‭ ‬وقد‭ ‬يستضيف‭ ‬أطراف‭ ‬واقعة‭ ‬الطلاق‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬وقوعه‭ ‬أو‭ ‬لإيجاد‭ ‬حل‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬نواة‭ ‬المجتمع،‭ ‬حيث‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإفتائية‭ ‬الرسمية‭ ‬لا‭ ‬تجيب‭ ‬عن‭ ‬أى‭ ‬فتوى‭ ‬إلكترونية‭ ‬خاصة‭ ‬بالطلاق،‭ ‬وتحيلها‭ ‬إلى‭ ‬الحضور‭ ‬فى‭ ‬الدار‭ ‬أو‭ ‬الاتصال‭ ‬الهاتفى‭.‬


كما‭ ‬أنها‭ ‬تجيب‭ ‬عن‭ ‬الزوج‭ ‬فقط‭ ‬فى‭ ‬الطلاق‭ ‬لأنه‭ ‬المالك‭ ‬له‭ ‬وتحقق‭ ‬معه‭ ‬ولا‭ ‬تجيب‭ ‬الزوجة‭ ‬بل‭ ‬تلزمها‭ ‬بحضور‭ ‬الزوج،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنها‭ ‬تسأل‭ ‬فى‭ ‬لفظ‭ ‬الطلاق،‭ ‬هل‭ ‬وقع‭ ‬باللفظ‭ ‬الصريح‭ ‬فيحقق‭ ‬فى‭ ‬إدراكه‭ ‬وإملاكه،‭ ‬وأن‭ ‬وقع‭ ‬بالكناية‭ ‬فيسأل‭ ‬عن‭ ‬نيته‭ ‬حينئذ‭.‬


وأما‭ ‬فتاوى‭ ‬الطلاق‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬الدعاة‭ ‬المستقلين‭ ‬أو‭ ‬مواقع‭ ‬الفتوى‭ ‬غير‭ ‬الرسمية،‭ ‬فوجد‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬أوجه‭ ‬القصور‭ ‬والخلل،‭ ‬منها‭ ‬أنها‭ ‬تجيب‭ ‬عن‭ ‬أى‭ ‬فتوى‭ ‬إلكترونية‭ ‬دون‭ ‬التحقيق‭ ‬مع‭ ‬مستفتيها‭ ‬وتحقّق‭ ‬وقوع‭ ‬الطلاق‭ ‬فيها،‭ ‬وتضع‭ ‬الفتوى‭ ‬عند‭ ‬التشكك‭ ‬فى‭ ‬شيء‭ ‬باختيار‭ ‬المستفتى‭ ‬بين‭ ‬الشيئين‭.‬


كما‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬فتاوى‭ ‬الطلاق‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬وحتى‭ ‬أقارب‭ ‬الزوجين،‭ ‬وهذا‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التساهل‭ ‬فى‭ ‬الفتوى‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تعرض‭ ‬الفتاوى‭ ‬الإلكترونية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأشخاص‭ ‬وتعيد‭ ‬نشرها‭ ‬للعوام‭ ‬كل‭ ‬فترة،‭ ‬ويتم‭ ‬إيقاع‭ ‬الطلاق‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬نية‭ ‬المستفتى‭ ‬وهو‭ ‬الزوج‭ ‬هنا‭ ‬وكشف‭ ‬حالاته‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجوانب‭.‬


وحذرت‭ ‬الدراسة‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسب‭ ‬الطلاق‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬فتوى‭ ‬الطلاق‭ ‬تُعد‭ ‬أمانة‭ ‬فى‭ ‬عنق‭ ‬المفتى،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عالمًا‭ ‬بكل‭ ‬أحكام‭ ‬الطلاق،‭ ‬وعدد‭ ‬مرات‭ ‬الطلاق،‭ ‬والطلاق‭ ‬الرجعى‭ ‬والبائن‭ ‬بنوعَيه،‭ ‬وطلاق‭ ‬الصريح‭ ‬وطلاق‭ ‬الكناية‭ ‬وطلاق‭ ‬المنجز‭ ‬وطلاق‭ ‬المعلق‭ ‬وطلاق‭ ‬الغضبان،‭ ‬والفرق‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬الظهار‭ ‬والخلع،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أحكام‭ ‬الطلاق؛‭ ‬فكل‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬له‭ ‬شروط‭ ‬وضوابط،‭ ‬فيجب‭ ‬على‭ ‬الذى‭ ‬يُفتى‭ ‬فى‭ ‬فتاوى‭ ‬الطلاق‭ ‬السماع‭ ‬لكلا‭ ‬الزوجين‭ ‬حتى‭ ‬تخرج‭ ‬الفتوى‭ ‬منضبطة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الشرعية‭ ‬ومؤسسة‭ ‬للاستقرار‭ ‬الأسرى‭ ‬والمجتمعى‭.‬

 

توصيات للحل
وقدمت‭ ‬الدراسة‭ ‬التى‭ ‬حصلت‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬‭ ‬على‭ ‬نسخة‭ ‬منها‭ ‬توصيات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رصد‭ ‬وتحليل‭ ‬عينة‭ ‬الفتاوى‭ ‬المذكورة،‭ ‬ومبادرات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬التى‭ ‬هدفت‭ ‬لمواجهة‭ ‬ظاهرة‭ ‬الطلاق،‭ ‬كان‭ ‬أهم‭ ‬تلك‭ ‬التوصيات‭ ‬والمبادرات‭ ‬أولها‭ ‬مواجهة‭ ‬تدهور‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬فى‭ ‬غالب‭ ‬الأحيان‭ ‬سببًا‭ ‬للطلاق،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬الدول‭ ‬المنح‭ ‬المالية‭ ‬للمتزوجين،‭ ‬وتسهيلات‭ ‬السكن‭ ‬وعقود‭ ‬الأراضى،‭ ‬ما‭ ‬يحقق‭ ‬الاستقرار‭ ‬الزوجى‭ ‬ويقلل‭ ‬العبء‭ ‬المادى‭ ‬عن‭ ‬الأسرة‭.‬


كما‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬الدعم‭ ‬العربى‭ ‬والإسلامى‭ ‬والعالمى‭ ‬المادى‭ ‬والمعنوى‭ ‬للدول‭ ‬المتضررة‭ ‬سياسيًّا‭ ‬والتى‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬الطلاق‭ ‬نتيجة‭ ‬للنزوح‭ ‬أو‭ ‬تدهور‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬دورات‭ ‬علمية‭ ‬شرعية‭ ‬دينية،‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬عقد‭ ‬القران‭ ‬حتى‭ ‬اجتياز‭ ‬الدورة‭ ‬التى‭ ‬تبين‭ ‬حقوق‭ ‬الزوجين‭ ‬وواجباتهم،‭ ‬وحملات‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬إدمان‭ ‬المخدرات‭ ‬والتى‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬الأزواج‭ ‬المتعاطين‭ ‬لهذه‭ ‬المواد‭ ‬وكانت‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬التى‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬التفرقة‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأزواج‭.‬


أشارت‭ ‬الدراسة‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬التوعية‭ ‬بشأن‭ ‬العلاقات‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬التى‭ ‬يقيمها‭ ‬أحد‭ ‬الزوجين‭ ‬مع‭ ‬أطراف‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬باعتبارها‭ ‬تمثل‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬الإشكاليات‭ ‬الزوجية،‭ ‬وضبط‭ ‬وتيرة‭ ‬الدعوات‭ ‬النسوية‭ ‬وتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬منضبطة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬قوانين‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬الحالية‭ ‬لبعض‭ ‬الدول،‭ ‬والتى‭ ‬تسهّل‭ ‬الطلاق‭ ‬بجانب‭ ‬التعسف‭ ‬فى‭ ‬حقوق‭ ‬الرجل‭ ‬والزوج،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬وصياغة‭ ‬ثقافة‭ ‬المجتمع‭ ‬تجاه‭ ‬مسألة‭ ‬الزواج،‭ ‬مع‭ ‬دراسة‭ ‬أسباب‭ (‬الطلاق‭ ‬المبكر‭) ‬فى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬دولة،‭ ‬وسن‭ ‬التشريعات‭ ‬الصارمة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬والذى‭ ‬يعتبر‭ ‬سببًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬انتشار‭ ‬الطلاق‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬صغير‭.‬

 

زواج الناشئين
وطالبت‭ ‬الدراسة‭ ‬بوضع‭ ‬برامج‭ ‬توعوية‭ ‬تدريبية‭ ‬لزواج‭ ‬الناشئين‭ ‬لتوضيح‭ ‬فلسفة‭ ‬الزواج،‭ ‬وشرح‭ ‬أساس‭ ‬الشراكة‭ ‬والحكمة،‭ ‬ومعرفة‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬الزواج،‭ ‬وهى‭ ‬الأمور‭ ‬التى‭ ‬قطعت‭ ‬فيها‭ ‬دار‭ ‬الإفتاء‭ ‬شوطًا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬ومنها‭: ‬برنامج‭ ‬المقبلين‭ ‬على‭ ‬الزواج‭: ‬وهو‭ ‬برنامج‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تدريب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المقبلين‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬وإرشادهم‭ ‬وتأهيلهم‭ ‬لمهارات‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المشكلات‭ ‬والضغوط‭ ‬الحياتية‭ ‬التى‭ ‬يواجهها‭ ‬الزوجان‭.‬


كما‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تدشين‭ ‬وحدة‭ ‬الإرشاد‭ ‬الأسرى‭: ‬وهى‭ ‬خدمة‭ ‬متخصصة‭ ‬فى‭ ‬حل‭ ‬المشكلات‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة‭ ‬وخاصة‭ ‬مشكلة‭ ‬الطلاق‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬الزوجية‭ ‬والاستقرار‭ ‬الأسري‭ ‬وتوعية‭ ‬الشباب‭ ‬غير‭ ‬المتزوج‭ ‬ومساعدتهم‭ ‬على‭ ‬الاختيارات‭ ‬المناسبة‭ ‬وكيفية‭ ‬الارتباط‭ ‬للزواج‭ ‬وإقامة‭ ‬أسرة‭ ‬ناجحة‭.‬

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية