الخديوي إسماعيل، الأمير الذي حكم مصر بالثقافة الفرنسية
الخديوي إسماعيل، تولى حكم مصر في مثل اليوم من عام 1863 بعد وفاة عمه محمد سعيد باشا، وهو خامس حكام مصر من الأسرة العلوية إلى أن خلعه عن العرش السلطان العثماني تحت ضغط إنجلترا وفرنسا بعد أن قاد مصر وفق ثقافة فرنسية في الإنشاءات والثقافة ما حمل الميزانية المصرية ضغوطًا شرسة انتهت بالاحتلال الإنجليزي للبلاد.
عن حياة ونشأة الخديوي إسماعيل
هو إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا، ولد في 31 ديسمبر 1830م في قصر المسافر خانه بالجمالية، وهو الابن الأوسط بين ثلاثة أبناء لإبراهيم باشا.
اهتم والده إبراهيم باشا بتعليمه، فتعلم مبادئ العلوم واللغات العربية والتركية والفارسية، بالإضافة إلى القليل من الرياضيات والطبيعة، وقد أرسله والده وهو في سن الرابعة عشرة إلى فيينا عاصمة النمسا، لكي يعالج بها من إصابته برمد صديدي، وأيضًا لاستكمال تعليمه.
عاد إلى مصر في عهد ولاية والده إبراهيم باشا، وحين توفي إبراهيم خلفه في الحكم عباس حلمي الأول، فسافر الخديوي إسماعيل وبعض الأمراء إلى الآستانة، وعيّنه السلطان عبد المجيد الأول عضوًا بمجلس أحكام الدولة العثمانية، وأنعم عليه بالبشاوية، ولم يعد إلى مصر إلا بعد مقتل ابن عمه عباس وتولّى بعده عمه محمد سعيد ولاية مصر.
وعندما عاد إسماعيل من الآستانة لقي من عمه سعيد عطفًا كبيرًا، وعهد إليه برئاسة (مجلس الأحكام) الذي كان أكبر هيئة قضائية في البلاد في ذلك الوقت، وأرسله سعيد باشا سنة 1855 في مهمة سياسية لدى الإمبراطور نابليون الثالث لتطييق استقلال مصر بعد اشتراكها مع الحلفاء في حرب القرم.
وفاة محمد سعيد باشا في 18 يناير 1863 جعلته يحصل على السلطة دون معارضة وذلك لوفاة شقيقه الأكبر أحمد رفعت باشا وحاول سريعا السير على خطى جده محمد علي والتخلص تدريجيًّا من قيود معاهدة لندن 1840.
وفي 8 يونيو 1867م أصدر السلطان عبد العزيز الأول فرمان منح فيه إسماعيل لقب الخديوي مقابل زيادة في الجزية، وتم بموجب هذا الفرمان أيضًا تعديل طريقة نقل الحكم لتصبح بالوراثة لأكبر أبناء الخديوي سنًّا.
كما حصل الخديوي إسماعيل في 10 سبتمبر 1872 م على فرمان آخر يتيح له حق الاستدانة من الخارج دون الرجوع إلى الدولة العثمانية، وفي 8 يونيو 1873 م حصل الخديوي إسماعيل على الفرمان الشامل الذي تم منحه فيه استقلاله في حكم مصر باستثناء دفع الجزية السنوية وعقد المعاهدات السياسة والتمثيل الدبلوماسي وعدم صناعة المدرعات الحربية.
إنجازات الخديوي إسماعيل في الحكم
تحويل مجلس المشورة الذي أسسه جده محمد علي باشا إلى مجلس شورى النواب، وأتاح للشعب اختيار ممثليه وافتتحت أولى جلساته في 25 نوفمبر 1866.
الإصلاح الإداري في البلاد
تحويل الدواوين إلى نظارات ووضع تنظيم إداري للبلاد، وإنشاء مجالس محلية منتخبة للمعاونة في إدارة الدولة، وعلى مستوى الإصلاح القضائي أصبح للمجالس المحلية حق النظر في الدعاوى الجنائية والمدنية، وتخصيص المحاكم الشرعية للنظر في الأحوال الشخصية.
كما أحدث الخديوي إسماعيل نهضة عمرانية كبرى، وأسرع من الانتهاء من حفر قناة السويس وإقامة قصور فخمة مثل قصر عابدين وإنشاء دار الأوبرا الخديوية، وكوبري قصر النيل، واستخدام البرق والبريد وتطوير السكك الحديدية وإضاءة الشوارع ومد أنابيب المياه.
كما زادت في عهده رقعة الأراضي الزراعية وحفر ترعة الإبراهيمية في صعيد مصر، وترعة الإسماعيلية في شرق الدلتا وإنشاء مصانع ومن بينها 19 مصنعًا للسكر وإصلاح ميناء السويس وميناء الإسكندرية وبناء 15 منارة في البحرين الأحمر والمتوسط لإنعاش التجارة.
على مستوى التعليم والثقافة زادت في عهده ميزانية نظارة المعارف وتكليف الحكومة بتحمل نفقات التلاميذ وإنشاء أول مدرسة لتعليم الفتيات في مصر وهي مدرسة السنية (1873) وإنشاء دار العلوم لتخريج المعلمين وإنشاء دار الكتب والجمعية الجغرافية ودار الآثار(1875) وظهرت في عهده صحف تاريخية مثل الأهرام والوطن ومجلة الروضة.
كانت المسائل الصحية موضع عناية الخديوي إسماعيل، وشاركه في هذه العناية نوابغ الأطباء في مصر وأعضاء مجلس شورى النواب، فقد وجّهوا همتهم جميعًا إلى تحسين أحوال البلاد الصحية، وكان للإدارة الصحية فضل كبير في مقاومة الأمراض ومكافحة الأوبئة، وخاصةً وباء الكوليرا الذي حلَّ بالبلاد سنة 1865، وكان أشد ما أصيبت به البلاد من الأوبئة في ذلك العصر وأنشئت مستشفيات عدة.
مشكلات الخديوي إسماعيل
نشط التنافس بين النفوذ الإنجليزي والفرنسي، ووصل هذا التنافس إلى حاشية إسماعيل وبلاطه، فريق كان ينقاد إلى نفوذ الإنجليز، وفريق آخر كان يميل إلى النفوذ الفرنسي، ما جسد الضعف السياسي الذي تغلغل في كيان الحكومة بسبب الارتباك المالي.
أدت النزعة الاستقلالية للخديوي إسماعيل في حكم مصر إلى قلق السلطان العثماني، بالإضافة إلى الأطماع الاستعمارية لكل من إنجلترا وفرنسا لمصر وتحت ضغط كل من قنصلي إنجلترا وفرنسا على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني أصدر فرمانًا بعزل الخديوي إسماعيل في 26 يونيو 1879م، وامتثل الخديوي للأمر وسافر بعد ثلاثة أيام إلى نابولي بإيطاليا، ثم انتقل بعدها للإقامة في الأستانة.
وفاة الخديوي إسماعيل
توفي في 2 مارس 1895 في قصر إميرجان في إسطنبول الذي كان منفاه أو محبسه بعد إقالته.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.