رئيس التحرير
عصام كامل

المصريون والدواجن في 2023.. ‬الأزمة‭ ‬مستمرة.. وتراجع‭ ‬الإنتاج‭ ‬إلى 50 %

الدواجن، فيتو
الدواجن، فيتو

يستقبل‭ ‬المصريون‭ ‬عامًا‭ ‬جديدًا‭ ‬فى‭ ‬ترقب‭ ‬وحذر‭. ‬ قطاعات‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬تضع‭ ‬أياديها‭ ‬على‭ ‬قلوبها‭ ‬خوفًا من تراجع‭ ‬قيمة‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬مقابل‭ ‬ارتفاع‭ ‬الدولار‭ ‬يضاعف‭ ‬هموم‭ ‬المصريين‭. ‬موجات‭ ‬الغلاء‭ ‬لا‭ ‬ترحم‭ ‬وتمضى‭ ‬بوتيرة‭ ‬متسارعة‭. ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬والأساسية‭ ‬تخاصم‭ ‬المنطق‭ ‬وتضرب‭ ‬موعدًا‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬مع‭ ‬اللامنطق،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬رغيف‭ ‬الخبز‭ ‬وحتى‭ ‬ثمن‭ ‬الدواء‭.

‬الأمور‭ ‬تبدو‭ ‬صعبة‭ ‬مخيفة‭. ‬فى‭ ‬المقابل‭ ‬لا‭ ‬تقف‭ ‬حكومة‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولى‭ ‬صامتة‭ ‬مستكينة‭ ‬مستسلمة،‭ ‬ولكنها‭ ‬تحاول‭ ‬قدر‭ ‬إمكانياتها‭ ‬أن‭ ‬تجابه‭ ‬وتواجه‭ ‬هذا‭ ‬الشبح‭ ‬المفزع‭. ‬ربما‭ ‬تبدو‭ ‬المسؤولية‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭. ‬ربما‭ ‬تبدو‭ ‬المجموعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مرتبكة‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬إيجابية‭ ‬تصب‭ ‬فى‭ ‬خدمة‭ ‬الفقراء‭. ‬المبادرات‭ ‬الرئاسية‭ ‬تقف‭ ‬حائط‭ ‬صد‭ ‬لحماية‭ ‬الفقراء‭ ‬والمعدمين،‭ ‬ولولاها‭ ‬لزادت‭ ‬رقعة‭ ‬الفقر‭.. ‬وهنا‭ ‬يطرح‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬نفسه‭: ‬كيف‭ ‬يواجه‭ ‬المصريون‭ ‬العام‭ ‬الجديد؟‭

‬وفى‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬تسعى‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬‭ ‬لوضع‭ ‬إجابات‭ ‬منطقية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬غير‭ ‬العبثي،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬التهوين‭ ‬أو‭ ‬التهويل،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الإثارة‭ ‬أو‭ ‬التعمية‭ ‬على‭ ‬الحقيقة‭.‬

تراجع الأسعار

يتساءل‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المستهلكين‭ ‬عن‭ ‬وقت‭ ‬تراجع‭ ‬الأسعار‭ ‬وانخفاضها‭ ‬داخل‭ ‬الأسواق‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬وهل‭ ‬تتأثر‭ ‬بارتفاعات‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬فى‭ ‬البنوك‭ ‬المحلية،‭ ‬وشهدت‭ ‬عمليات‭ ‬الاستيراد‭ ‬انفراجة‭ ‬فى‭ ‬البضائع‭ ‬المستوردة‭ ‬مع‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬إفراجات‭ ‬أكبر‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬فى‭ ‬الموانئ،‭ ‬وإلغاء‭ ‬الاعتمادات‭ ‬المستندية؟


‭ ‬نفى‭ ‬فتحى‭ ‬الطحاوى،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬الأدوات‭ ‬المنزلية‭ ‬بالغرفة‭ ‬التجارية‭ ‬حدوث‭ ‬أى‭ ‬زيادات‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التجار‭ ‬والمستوردين‭ ‬يسعرون‭ ‬الدولار‭ ‬على‭ ‬30‭ ‬جنيها‭ ‬بأسعار‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬الموجودة‭ ‬من‭ ‬البنك،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخطوات‭ ‬الخاصة‭ ‬بطرح‭ ‬الشهادات‭ ‬كانت‭ ‬ضرورية‭ ‬لمواجهة‭ ‬غول‭ ‬التضخم‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ومكاسب‭ ‬الذهب‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬كبيرة،‭ ‬وأفضل‭ ‬استثمار‭ ‬حالى‭ ‬هو‭ ‬الشهادات،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬الدولار‭ ‬فى‭ ‬البنوك‭ ‬ووصولها‭ ‬27‭ ‬جنيها‭ ‬لا‭ ‬تعنى‭ ‬شيئا‭ ‬للمستوردين‭ ‬والتجار،‭ ‬فالتقييم‭ ‬الحالى‭ ‬يتم‭ ‬على‭ ‬30‭ ‬جنيها،‭ ‬مما‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬تحريك‭ ‬الدولار‭ ‬فى‭ ‬البنوك‭ ‬لا‭ ‬تأثير‭ ‬له‭.‬


وتابع‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬ضرورة‭ ‬بتوفير‭ ‬الحكومة‭ ‬للعملة‭ ‬الصعبة،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تحدث‭ ‬فجوة‭ ‬بين‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭.‬

تراجع الإنتاج
وأوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬السيد،‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬الثروة‭ ‬الداجنة‭ ‬بالغرفة‭ ‬التجارية،‭ ‬أن‭ ‬موجة‭ ‬الغلاء‭ ‬الحالية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تدخل‭ ‬حكومى‭ ‬لمواجهة‭ ‬نقص‭ ‬المعروض‭ ‬من‭ ‬الدواجن‭ ‬فى‭ ‬الأسواق،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬يرتفع‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الدواجن‭ ‬المحلية‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬20‭%‬،‭ ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الدواجن‭ ‬فإن‭ ‬الطلب‭ ‬لن‭ ‬يرتفع‭ ‬فى‭ ‬الموسم‭ ‬الرمضانى‭ ‬القادم،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإنتاج‭ ‬انخفض‭ ‬بنسبة‭ ‬50‭%‬،‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬حذرنا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬وخروج‭ ‬المربين‭ ‬وطالبنا‭ ‬بسرعة‭ ‬التدخل‭.‬


ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬انتهاء‭ ‬موجات‭ ‬الغلاء‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التدخل‭ ‬الحكومى‭ ‬لوضع‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬فى‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬أسعار‭ ‬عادلة‭ ‬للمنتجين‭ ‬والمربين‭ ‬ووضع‭ ‬حوافز‭ ‬لعودتهم‭ ‬للإنتاج‭ ‬والصناعة‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬
وتابع،‭ ‬نتوقع‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يرتفع‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الدواجن‭ ‬الموسم‭ ‬الجارى‭ ‬بسبب‭ ‬ضعف‭ ‬دخول‭ ‬المواطنين‭ ‬وعدم‭ ‬تناسبها‭ ‬مع‭ ‬الزيادة‭ ‬فى‭ ‬أسعار‭ ‬الدواجن،‭ ‬والتى‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المستويات‭ ‬المرتفعة‭ ‬بسبب‭ ‬خروج‭ ‬المربين‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬ونقص‭ ‬المعروض‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الخامات‭.‬


وشدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬قيام‭ ‬الحكومة‭ ‬بالجلوس‭ ‬مع‭ ‬أطراف‭ ‬المنظومة‭ ‬من‭ ‬المستوردين‭ ‬والمنتجين‭ ‬فى‭ ‬الأسواق،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التجار‭ ‬ليسوا‭ ‬طرفًا‭ ‬فى‭ ‬الأزمة،‭ ‬وبذلوا‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬لخدمة‭ ‬المواطنين‭ ‬مع‭ ‬خلال‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬المعارض‭ ‬السلعية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬جميع‭ ‬المحافظات‭.‬


وأوضح‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الحلول‭ ‬المقترحة‭ ‬لخفض‭ ‬الأسعار‭ ‬ومواجهة‭ ‬التضخم‭ ‬والغلاء‭ ‬هو‭ ‬الاستيراد،‭ ‬لكن‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬الاستيراد‭ ‬لسلع‭ ‬مدة‭ ‬صلاحيتها‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭ ‬أمر‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬نظر،‭ ‬منوهًا‭ ‬بأن‭ ‬استيراد‭ ‬سلع‭ ‬صلاحيتها‭ ‬30‭ ‬يوما‭ ‬فقط‭ ‬قد‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬اللغط،‭ ‬وقد‭ ‬يقوم‭ ‬بعض‭ ‬معدومى‭ ‬الضمير‭ ‬باستبدال‭ ‬تاريخ‭ ‬الصلاحية‭ ‬ووضع‭ ‬صلاحية‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬يعرض‭ ‬المواطنين‭ ‬للخطر‭.‬


كما‭ ‬أن‭ ‬الجهات‭ ‬التى‭ ‬تقوم‭ ‬بمتابعة‭ ‬الإفراج‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬من‭ ‬سلامة‭ ‬الغذاء‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المختلفة‭ ‬تأخذ‭ ‬10‭ ‬أيام‭ ‬لحين‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬مطابقة‭ ‬العينات‭ ‬والسلع‭ ‬المستوردة‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬للمواصفات،‭ ‬مما‭ ‬يضيع‭ ‬10‭ ‬أيام‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬ويتبقى‭ ‬20‭ ‬يوما‭ ‬فقط‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬الصلاحية،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬قيام‭ ‬الجمارك‭ ‬بإعادة‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬القرار‭.‬

نقلُا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية