رئيس التحرير
عصام كامل

من دفتر أحوال محكمة الأسرة، حكايات السيدات مع "تكة مفتاح الزوج".. ما بين لهفة الانتظار و"وجع البطن"

محكمة الأسرة،فيتو
محكمة الأسرة،فيتو

قصص وحكايات وأسرار كثيرة تخفيها أبواب منازل الزوجية، فمن خلال التفتيش في "دفاتر أحوال الستات" بمحاكم الأسرة رصدت "فيتو" عددا من تلك القصص والتجارب الحقيقية لعدد من السيدات.


فمع عودة الزوج من العمل، وجدنا أن هناك قصة وحكاية لكل سيدة مع "تكة مفتاح زوجها".


"بطني بتوجعني في معاد رجوعه" جملة قالتها إحدى السيدات لخصت بها كلاما كثيرا عن حياتها مع زوجها، والجحيم الذي تشعر به في وجوده، بسبب قسوته الشديدة عليها واعتدائه الدائم عليها بالضرب والشتائم.


فيما تقول "مدام فاتن" من سكان المنصورة، تبلغ من العمر ٣٢ عاما، ومتزوجة منذ ٧ سنوات: "كلما سمعت صوت مفتاحه في الباب أشعر بالضيق وأنني مخنوقة، فقد وصل الشخص الذي يسحب مساحة حريتي واحترامي الآدمي، وعندما يفتح الباب كنت أتمني الموت ولا أنني أعيش معه، خطواته كانت تذكرني بعشماوي".


"قد يكون وجود الرجال في المنزل لعنة"، حيث تقول "أسماء" من سكان القاهرة ومتزوجة منذ ٣ سنوات: "أشعر وكأنه مخبر يراقب كل شيء ويتشاجر على أتفه الأسباب، حتى وإن كان الأطفال يحبونه، فالأم تدفع ثمن الحب من نفسيتها".


ومن القاهرة إلى الشرقية، حيث السيدة ياسمين التي قالت:  "ولا بيفرق وجوده من عدمه، يتعامل مع البيت على أنه لوكندة، يأتي يأكل وينام ويغسل ملابسه ويسلم على الأولاد، ثم يخرج مع أصحابه، لا يعلم عنها شيء، ولا إزاي مر يومنا، ولا مَن مريض، أعظم مشاركة له معنا أن يسمعنا على العشاء واحنا بنتكلم مع بعض".


ورغم المعاناة الكبيرة لبعض السيدات وشعورهن بحالة نفسية سيئة مع عودة أزواجهن للمنزل، إلا أن نفسية أولادهن وما يشعر به الصغار أصعب بكثير بالنسبة لهن.


تقول "شيماء" إنها تحملت الكثير بسبب بخل زوجها في المال والمشاعر، معبرة عن تلك المشاعر بقولها "ياريت ولادي يعرفوا التمن اللي أدفعه كل يوم عشان يسمعوا صوت تكة مفتاح والدهم في الباب، وإحساسهم بالأمان أنه وصل"، متابعة: "تحملت الكثير كي يصل لهم هذا الإحساس".


ورغم كثرة حكايات المأساة التي تعيشها السيدات، إلا أن هناك بالتأكيد قصص مبهجة وحياة جميلة تعيشها سيدات أخريات مع أزواجهن، وينتظرن على نار صوت تكة مفتاحهم.


فتقول "سلمي" من أسيوط: "أشعر في غيابه أن البيت من غير سقف ومن غير حماية كا أشعر بالوحدة والخوف وأنتظر بفارغ الصبر اللحظة التي يصل فيها الشخص الذي يرسم الابتسامة علي وجهي، أفرح بتكة المفتاح واستقبله بالحضن".


وبعيدا عن هذا وذاك، عبرت "مدام دعاء" عن حالة السيدات اللاتي يسافر أزواجهن للخارج نظرا لطبيعة عملهم، من خلال تجربتها الشخصية، حيث تنام وهي خائفة أن البيت لا يوجد فيه رجل، حتى وإن كانت غير خائفة، ولكن تشعر بالوحدة وأنها تحمل المسئولية بمفردها، فعلاقة الود والمحبة بينهم تجعلها تفتقد صوت تكة مفتاحه في الباب، ولا تحتاج غير وجوده للتحدث كثيرا معه.

الجريدة الرسمية