مديحة كامل، استغلت جمالها في التمثيل، وهذه تفاصيل حديثها مع الشعراوي قبل اعتزال الفن
امتلكت الفنانة الراحلة مديحة كامل أنوثة طاغية، ممزوجة بالموهبة الفنية جعلتها تتربع على عرش النجومية، دون منافس لسنوات، ولم يكن الإغراء مؤهلها الوحيد، فامتلكت الفنانة الراحلة من الكفاءة الفنية لتجيد كافة ألوان الفنون، ,انهت حياتها عابدة صائمة بعد اعتزالها الفن.
قصة طويلة وكواليس وحكايات سردتها الصفحات الفنية والمهتمة بأخبار النجوم، حول اعتزال الفنانة الراحلة مديحة كامل، خاصة أنها كانت من أولى المناهضات لاعتزال الفن وارتداء الحجاب، الأمر الذي كان دائما يسبب صدامًا بينها وبين ابنتها ميرهان.
الحصول على كاس التمثيل
ولدت مديحة كامل في مدينة الإسكندرية في 3 أغسطس عام 1948، وانتقلت عام 1962 إلى القاهرة، والتحقت بمدرسة السنية ثم التحقت بكلية الآداب في جامعة عين شمس عام 1965، وبدأت مشوارها الفني عام 1964 بأدوار صغيرة في السينما والمسرح.
ظهرت الموهبة علي الفنانة مديحة كامل في مرحلة مبكرة من عمرها، ولم تكن من الطالبات المتفوقات في الدراسة، لكنها تحصل على درجات عالية في الألعاب الرياضية والتمثيل، وفي المرحلة الإعدادية تم اختيارها في إحدى الحفلات المدرسية للقيام بدور رابعة العدوية فأجادت الدور وحصلت علي كأس الجمهورية لأحسن ممثلة مدرسية.
التقت بالمخرج أحمد ضياء الدين؛ فعرض عليها التمثيل في أحد أفلامه، إلا أن أسرتها رفضت، فوافقت علي الزواج من شخص يكبرها سنًا لأنه سيوافق على مبدأ اشتراكها في الأعمال الفنية والتمثيل، وأنجبت ابنتها الوحيدة "ميرهان"، كما حصلت على شهادة الثانوية العامة، وأيضا شاركت في فيلم عن قصة "كريستين كيلر" مع الفنانة شويكار والفنان رشدي أباظة عام 1963 وكان ذلك نقطة البداية للفنانة مديحة كامل.
كما شاركت بعدها في بطولة 75 فيلما وحصلت علي جائزة أحسن ممثلة عن فيلم "بريق عينيك"، وعرفها جمهور التليفزيون من خلال دورها في الفيلم التليفزيوني "الأفعى" الذى نالت عنه شهرة واسعة.
فشل مديحة كامل كعارضة أزياء
بدأت مديحة كامل وهى طالبة العمل كعارضة أزياء لكنها فشلت، وأرجعت مجلة آخر ساعة عام 1966 فشل مديحة كامل إلى أن عمل المانيكان يحتاج إلى دراسة وعلم وخبرة، في وقت تمر فيه مصر بأزمة في عارضات الأزياء لتسويق منتجات مصانعنا من الأقمشة القطنية والصوفية التي تنافس بها مصانع العالم، فتركت الأزياء واتجهت الى استغلال جمالها في التمثيل.
كان فيلم "الصعود إلى الهاوية" المحطة الفنية الأهم في حياة الفنانة الراحلة مديحة كامل، تناول عالم المخابرات والجاسوسية في فترة الصراع المصرى الإسرائيلى خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، والفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية، من واقع ملفات المخابرات العامة المصرية، وأدت فيه مديحة كامل دور الجاسوسة الخائنة هبة سليم، والتي أعدمت بحيلة ذكية من الرئيس السادات، والفيلم رفض من أكثر من فنانة وقتها بسبب جرأة قصته وأسلوب عرضه.
قدمت دورا في فيلم " درب الهوى " الفيلم الذى استمد شهرته بسبب منعه من العرض، بقرار من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، والفيلم من إنتاج عام 1983 للمخرج حسام الدين مصطفى، وشاركها في بطولته الفنان فاروق الفيشاوى، ومحمود عبد العزيز، ويسرا، وأحمد زكى، ومنع الفيلم من العرض بدعوى أنه يسيء لسمعة مصر.
ملف فى الآداب
تعتبر تجربتها مع مخرج الروائع عاطف الطيب في فيلم «ملف في الآداب» من أشهر المحطات في مشوارها الفنى، وتدور قصة الفيلم حول ضابط بشرطة الآداب يصدم بقرار رئيسه في بداية عمله بحفظ التحقيق في قضية سيدة تعمل في الدعارة لصلتها بمسئولين كبار، وجاء فيلم بوابة ابليس ليكون النهاية.
في التليفزيون قدمت مديحة كامل عددا قليل من المسلسلات من اشهرها "البشاير مع محمود عبد العزيز، والعنكبوت مع عزت العلايلى، كما قدمت في المسرح خمس مسرخيات منها " هاللو شلبى " مع سعيد صالح.
وبالرغم من نجاحها وأنها كانت في أوج نجوميتها إلا أنها قررت بمحض إرادتها التخلي عن مجدها والاعتزال والابتعاد تمامًا عن الأضواء وارتداء الحجاب واعلان هذا الاعتزال أثناء ا تصوير فيلم بوابة ابليس، وكان قرار مديحة كامل مفاجئا ولكنه كان قاطعا، وكان له بطبيعة الأحوال كثير من التبعات سواء على المستوى الشخصي والمهني.
لقاء الشيخ الشعراوى
وقد بدأت الفنانة الراحلة خلاله تتوجه لبعض رجال الدين، ومن بينهم كان الشيخ الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي، الذي كان له الدور الأبرز في إعلان اعتزالها الفن بشكل نهائي.
وعن تفاصيل المقابلة التي جمعتها بالإمام الراحل، قالت: حينما قابلت الشيخ الشعراوي سألته: كيف أتعلم دينى؟ فرد قائلا: الدين يعلم في 5 دقائق لكن هناك اجتهادات شخصية على الإنسان أن يفعلها بنفسه من قراءات وتثقيف ديني، وكلما اجتهد الإنسان أكثر ترقى أكثر عند الله، وبعدها دخلت مديحة كامل في نوبة بكاء شديدة.
الاعتزال والرحيل
عاشت بعدها بضع سنوات حتى وافتها المنية فى مثل هذا اليوم 13 يناير 1997 إثر مضاعفات بالقلب، حيث إنها لم ترجع عن قرارها باعتزال الفن حتى وفاتها، ولم تعد مرة أخرى إلى الأضواء بعد "بوابة إبليس".