مديحة كامل.. ملكة الإغراء التي دخلت التمثيل بـ"معاكسة".. وهذه قصة سحر أصابها بنزيف
ظلت طوال تواجدها بالسينما طيلة ربع قرن هي الأميرة وملكة الإغراء، هي مديحة كامل صالح أحمد الشهيرة بمديحة كامل،ولدت في مثل هذا اليوم 3 أغسطس 1946 بالإسكندرية، تخرجت من كلية الآداب جامعة عين شمس عام 1965، وبدأت مشوارها الفني عام 1964 بأدوار صغيرة في السينما والمسرح، كما عملت في عروض الأزياء.
تدرجت مديحة كامل في الأدوار الثانوية حتى حصلت على دور ثانوى أمام الفنان فريد شوقي في فيلم “30 يوم في السجن” في أواخر ستينات القرن العشرين ثم اختفت بعد ذلك نحو عامين أو أكثر ثم عادت ولعبت أدوار البطولة الثانية في أفلام كثيرة حتى جاءتها الفرصة للبطولة المطلقة مع المخرج كمال الشيخ في فيلمه " الصعود إلى الهاوية ".
عارضة الأزياء
بدأت حياتها عارضة أزياء فى موسم 1966 لكنها لم تستمر بسبب عشقها للتمثيل، وكما قالت مديحة كامل في حواراتها اكتشفها الفنان سمير غانم وهى طالبة بالثانوى أثناء معاكستها وعرض عليها التمثيل مع فرقته، وقدمت معه مسرحية عرضت على مسرح كلية الزراعة.
يعتبر فيلم “الصعود إلى الهاوية” المحطة الفنية الأهم في حياة الفنانة الراحلة مديحة كامل، تناول عالم المخابرات والجاسوسية في فترة الصراع المصرى الإسرائيلى خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، ونجحت فيه نجاحا منقطع النظير ونالت عليه الكثير من الجوائز كأحسن ممثلة.
بطولة درب الهوى
شاركت في فيلم درب الهوى لكنه منع من العرض بقرار الرقابة على المصنفات الفنية عام 1983 بدعوى أنه يسيء لسمعة مصر لتقدم بعده البطولة في اكثر من 50 فيلما منها: حب وكبرياء، بنات ابليس، عندما يبكى الرجال، زائر الفجر، امواج بلا شاطئ، أبناء الصمت، قطط شارع الحمراء، عذاب الحب، البنات والمرسيدس، اغنية على الممر، ملف في الآداب، كما قدمت عدد قليل من المسلسلات التليفزيونية كان أشهرها البشاير مع محمود عبد العزيز، العنكبوت مع عزت العلايلى كما قدمت خمس مسرحيات أشهرها هاللو شلبى مع الفنان سعيد صالح.
عاشت الفنانة مديحة كامل في وهم أن احدى زميلاتها سحرت لها بالمرض وإنها لذلك أصابها النزيف ومرضت وقيل إنه بسبب الغيرة من نجاحها.
قرار الاعتزال
وفجأة أعلنت مديحة كامل اعتزالها العمل الفني نهائيا وارتدائها الحجاب بعد أن رات في منامها شخصا يلبسها رداءا أبيض فضفاضا وقال لها (لقد آن الاوان ) وعند صلاة الفجر اتخذت قرار الاعتزال كما قالت ابنتها، وكان ذلك اثناء تصوير فيلمها الأخير " بوابة ابليس " لدرجة ان المخرج اضطر الى تعديل السيناريو بموت البطلة واستعان بدوبليرة لتكملة مشاهد مديحة الباقية، ودفعت مديحة مقابل الشرط الجزائى. وكأن الفيلم أراد أن يكون مخرجها من عالم الفن، لتكون بوابة إبليس نافذتها إلى الحجاب والاعتزال والاعتكاف على قراءة القرآن والتعبد، حتى إنها رفضت كل العروض بإجراء أي لقاءات صحفية أو تليفزيونية معها.
وقد بدأت الفنانة الراحلة خلاله تتوجه لبعض رجال الدين، ومن بينهم كان الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، الذي كان له الدور الأبرز في إعلان اعتزالها الفن بشكل نهائي، فعندما قابلته
سألته: كيف أتعلم دينى؟ فرد: الدين يعلم في 5 دقائق لكن هناك اجتهادات شخصية على الإنسان أن يفعلها بنفسه من قراءات وتثقيف ديني، وكلما اجتهد الإنسان أكثر ترقى أكثر عند الله، وبعدها دخلت في عزلة تامة.
مشهد النهاية
وبعد سنوات من الاعتزال دخلت المستشفى في رمضان عام 1995 لإصابتها بنزيف حاد وبعد تحسن صحتها قليلا غادرت المستشفى وعادت إلى بيتها،وظلت تعانى من امراض القلب والسرطان حتى رحلت في شهر رمضان عام 1997.