الفنانة كريمة مختار، محطات في حياة ماما نونة
الفنانة الكبيرة كريمة مختار، احدى نجمات الزمن الجميل، تركت رصيدا هائلا من الأعمال الفنية المختلفة المسرحية والدرامية والسينمائية، مازالت محفورة فى عقول المشاهدين،استطاعت ان ترسم لنفسها شخصية خاصة بها في الأداء احتلت بها قلوب المشاهدين خاصة وانها قدمت وبرعت فى دور الأم منذ مرحلة الشباب لايمانها بأن الفنان يجب ان يقدم كل الأدوار رحلت فى مثل هذا اليوم.
بدأت الفنانة كريمة مختار مشوارها الفني عبر الإذاعة المصرية فشاركت في مرحلة الطفولة في البرنامج الاذاعى بابا شارو لتنطلق بعد ذلك في الاعمال الدرامية في الإذاعة، وتحكى كريمة مختار عن أول أدوارها الاذاعية فتقول: قدمت أدوارا فى مسلسلات الأطفال سميرة الفقيرة، بطة وأخواتها الستة وغيرها من الأدوار التى جعلت بابا شارو يتبنانى ويضمنى لرأس قائمة ممثلى الإذاعة، ثم واصلت طريقى فى تمثيليات البرنامج العام وأتاح لى هذه الفرصة الأستاذ عبد الحميد يونس والسيد بدير وأثبت وجودى أمام الميكروفون لمدة تزيد على عشرين عاما.
التحقت بكريمة مختار بمعهد الفنون المسرحية ورفض والدها عملها في السينما خاصة انها من الصعيد الذى ينظر الى الفن نظرة دونية، وبعد التخرج تزوجت من المخرج نور الدمرداش عام 1958، الذى ساعدها في البداية السينمائية لتقديمها في فيلم ثمن الحرية، وقاطعها أبويها ولم يقف بجانبها سوى شقيقتها المذيعة بالاذاعة عواطف البدرى.
مضى قطار العمر
قدمت كريمة مختار عبر شاشة السينما ما يقرب من 35 فيلما، من أشهرها: "سعد اليتيم، والمستحيل، ونحن لا نزرع الشوك، ومضى قطار العمر، والحفيد، وفيلم الفرح، وساعة ونص، وبالوالدين احسانا، أميرة حبى أنا وغيرها.
ويعد فيلم الحفيد، من أبرع ما قدمته، وشاركها فى هذا العمل عدد كبير من الفنانين وهم عبد المنعم مدبولى ونور الشريف وميرفت أمين ومحمد عبد العزيز ومن إخراج عاطف سالم
من اشهر أدوارها المسرحية دورها في مسرحية "العيال كبرت" الذي خلدت به اسمها الفني، كانت تؤديه قبلها الفنانة الراحلة نبيلة السيد، واستمرت الأخيرة في تقديم الدور لمدة 3 سنوات، ثم اعتذرت لسبب غير معلوم عن تكملة المسرحية لتحل محلها الفنانة الراحلة كريمة مختار، ويتم تسجيل المسرحية ببطولتها.
أزمة العيال كبرت
وقد مرت كريمة مختار بحادث اثناء تمثيل مسرحية العيال كبرت أزعجها وأغضبها جدا حين حدث شجار بين يونس شلبى وأحمد زكي قبل عرض المسرحية، وكنا في ذلك الوقت في الإسكندرية، وضرب يونس أحمد بالزجاجة قبل العرض خارج المسرح وفتح "بطنه"، وقام أحمد زكى الجميل بخياطتها قبل العرض، ثم استكمل المسرحية رغم الألم الذى كان يعانى منه.
سعيد صالح ظلم فنيا
وقالت كريمة مختار عن ابطال العيال كبرت:جميعهم فنانون موهوبون ولن يتكرروا أبدًا، أحمد زكي انطلق بسرعة الصاروخ بعد "العيال كبرت"، ويونس شلبى "بمجرد خروجه على المسرح كانت الصالة كلها تصفق له بدون حتى أن يتكلم"، وسعيد صالح لم يأخذ حقه في الفن، ورغم أنه أكثر موهبة من عادل إمام إلا أنه لم يصل لما وصل له، وظلم فنيًا.
كما تألقت الفنانة الراحلة على شاشة التلفزيون وقدمت ما يقرب من 23 مسلسلا أهمها: البخيل وأنا بطولة فريد شوقي، المرافعة، كيد الحموات، دلع البنات، "يتربى في عزو" أمام النجم يحيى الفخراني، وجسدت في هذا المسلسل شخصية "ماما نونا" تلك الأم التي تغفر وتسامح أخطاء الابن من شدة حبها له وظل الاسم عالقا بها واطلق عليها الجمهور ماما نونة.
وقال المخرج مجدى أبو عميرة انه بمجرد ان قرأ السيناريو اختار كريمة مختار لأول وهلة، تقول كريمة مختار عن هذه الشخصية: انها توحدت مع شخصية ماما نونا التي أصبحت ايقونىة اعمالها، وبالرغم من ذلك فقد ظلمت في هذا المسلسل ماديا، ولم تحصل على أجرها بالكامل، وقلل ذلك من سعادتها لشعورها بأنها لم تحصل على حقها رغم تنازلها في الأصل عن أكثر من نصفه، واعتبرت ذلك عدم تقدير لها ولمكانتها الفنية،
وأضافت: وفى المقابل تلاقى شوية عيال لسة طالعين بياخدوا ملايين، انا مش معترضة على شيء بس يكون فىه تقدير لجيل جاهد وحفر في الصخر وعمل كثير، وقد صدمت بعد انتهاء عرض المسلسل لأنى كنت أتوقع أن تعرض على أعمال أكون فيها رئيسية..
مشهد وفاة ماما نونا
أوضحت الراحلة كريمة مختار: أنها اعترضت أثناء قراءة سيناريو مسلسل «يتربي في عزو»، على مشهد الوفاة خوفًا على نفسية الأطفال، إلا أنها أيقنت بعد ذلك ضرورة عرضه حتى يدرك الأبناء قيمة الأم والإحسان إليها قبل فقدانها ومغادرتها الحياة، لافتة إلى أن لحظات الوفاة تكشف للأبناء ضرورة احترام الأم،
شاركت الفنانة كريمة مختار بصوتها في الفيلم التركي "أشجار وظلال"، المدبلج باللهجة المصرية، ويناقش العلاقات الأسرية في إطار اجتماعي كوميدي، وأنتج الفيلم عام 2012.
ورحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 12 يناير من العام 2017 عن عمر ناهز الـ82 عاما وهى تقول: الموت علينا حق، وموقف الوفاة يمر علينا كلنا آجلا أم عاجلا.
حملات تنظيم الاسرة
على مدى أكثر من 20 عاما، أرادت مصر القيام بعدة حملات من أجل إنقاذ الأسرة المصرية، من خطر جفاف الأطفال، بجانب الإنجاب المستمر، ولم تجد سبيلا لذلك إلا من خلال إعلانات التليفزيون التي يشاهدها كل المصريين سواء أميين أو متعلمين، لهذا اختارت رمزا يمثل الأمومة لدى الجميع
ووقع الاختيار على الفنانة القديرة كريمة مختار التي لقبت في هذه الحملات بــ الدكتورة كريمة، محلول كريمة مختار،نظرا لما قدمته للمرأة والطفل،وكان شعارها " ان جالك الجفاف اديله محلول "، وانخفضت معدلات جفاف الأطفال بنسبة 70% نتيجة الجملة،
مع بداية الثمانينيات، أرادت السيدة جيهان السادات حرم الرئيس الراحل أنور السادات إطلاق برنامج لتنظيم الأسرة ومراعاة عدد الأطفال بها، وذلك ضمن عدة مبادرات قامت بها خاصة بالمرأة والمجتمع، وتضمنت المبادرة حملة إعلانية عن تنظيم الأسرة، لهذا استغلوا ارتباط الفنانة القديرة كريمة مختار بدور الأم لدى المجتمع المصري، وتم اختيارها للقيام بالحملة، وبالفعل تمكنت من الوصول لسيدات مصر ببساطتها، وتنوعت أدوارها في الحملة ما بين الطبيبة والأم والجارة، وحققت الحملة نجاحا هائلا في الواقع،
تقديم فن هادف
وخلال مشوارها وكما قالت في حوار لها سابق مع "فيتو" قبل وفاتها: التزمت باحترام عقلية المشاهد، وحرصت على تقديم فن هادف ومحترم يخاطب العقل في المقام الأول، ولم أقدم أي تنازلات ولم يشغل بالى أن أفوز بدور البطولة المطلقة وإنما كان كل هدفى نوعية وجودة الدور بغض النظر عن مساحته،
